عربي ودولي

عباس اعتبر مبادرة واشنطن لإعادة إعمار غزة محاولة للقضاء على الكفاح المسلح … عريقات لـ«الوطن»: الاتصالات بدأت لإرسال حماية أممية للشعب الفلسطيني

| رام الله – محمد أبو شباب – وكالات

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لـ«الوطن» إن التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لمجلس الأمن الدولي أمس، يعد من أهم التقارير التي قدمتها الأمم المتحدة حول القضية الفلسطينية مؤخراً، كونه اعتبر القدس أرضاً محتلة، وأن الاستيطان على الأرض الفلسطينية غير شرعي ودعا بشكل واضح إلى مقاطعة دول العالم لمنتوجات المستوطنات باعتبارها مقامة على أرض محتلة، ولا يجوز وفق القانون الدولي أن يتم التعامل مع المستوطنات وفق سياسة الأمر الواقع التي ترسخها دولة الاحتلال.
وأكد عريقات أن مشروع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تم اعتماده بأغلبية ساحقة حول توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني يواجه معارضة أميركية وإسرائيلية، ومن السابق لأوانه إرسال تلك القوات الدولية دون وضع مخططات وتصورات من المجموعة العربية والأصدقاء للأمين العام للأمم المتحدة حول كيفية إرسال تلك القوات، مشيراً في الوقت ذاته أن هناك اتصالات مع الأطراف الدولية من أجل تنفيذ قرار الأمم المتحدة حول الحماية الدولية.
وأشار عريقات إلى أن كيان الاحتلال لم يلتزم بأي من قرارات الشرعية الدولية، وواصل الاستيطان على الأرض الفلسطينية، لذلك يجب أن يتم تضافر كل الجهود الدولية من أجل كشف الغطاء عن المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية التي تقام بضوء أخضر من قبل الإدارة الأميركية.
إلى ذلك أكد عريقات أن الولايات المتحدة تسعى لتحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى إنسانية.
وأوضح عريقات في تصريح له أمس نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن الولايات المتحدة دخلت في لعبة خطيرة جداً من خلال استبدال الحقوق الوطنية بالمشاريع الإنسانية ما يتطلب تعزيز وحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة هذه المخططات.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلاً عن مصادر السلطة الفلسطينية أن محمود عباس قال إن «السلطة الفلسطينية لن تتعاون مع المبادرة الأميركية لجمع مساعدات مالية من دول الخليج لإعادة بناء قطاع غزة»، لأن هدف هذه الخطة هو «الفصل السياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية».
وجاء في بيان نشره نبيل أبو ردينة، الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني أن «الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية إلى جانب إسرائيل للفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية تحت شعار «المعونة الإنسانية» أو «إعادة الإعمار» هي محاولة للقضاء على الكفاح الفلسطيني ضد الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية».
وقال أبو ردينة إن «القيادة الفلسطينية تحذر دول المنطقة من التعاون مع خطوة تتجاوز الموقف الفلسطيني، والموافقة على الإجراءات التي تهدف إلى استمرار الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، والتخلي عن القدس والأماكن المقدسة» مشيراً إلى أن «سياسة الرئيس الفلسطيني واضحة، ولا توجد دولة في غزة ولا دولة بدون غزة».
إضافة إلى ذلك، علمت «هآرتس» أن «القيادة الفلسطينية بعثت مؤخراً برسائل مماثلة إلى البلدان التي يوشك الوفد على زيارتها، مع التركيز على المملكة العربية السعودية وقطر».
وقال مصدر كبير في السلطة الفلسطينية للصحيفة «من الواضح لنا أن الإدارة الأميركية تسعى إلى خطة تتماشى مع ما تمّ اقتراحه بالفعل – بأن تكون الدولة الفلسطينية هي قطاع غزة وأن يقام المطار في سيناء، بينما ستصبح الضفة الغربية نوعاً من الإدارة المدنية الموسعة. لقد تمّ رفض هذه الخطة على الفور من جانبنا، وهذه المرة لن توافق الدول العربية بأي شكل من الأشكال على مثل هذا المخطط».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن