سورية

«با يا دا» يُكرّد مناهج المدارس الثانوية في مناطق سيطرته!

| الوطن – وكالات

في إطار محاولاته لتكريد مناطق تواجده في شمال شرق سورية يعتزم «حزب الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» الكردي فرض مناهجه الدراسية على المدارس الثانوية هناك بعد فرضها على مرحلة التعليم الأساسي.
وقالت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: إن «حزب الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» يعتزم فرض مناهجه الدراسية على المدارس الثانوية في مناطق سيطرته شرق سورية، بدءاً من العام الدراسي المقبل، بعد فرضها خلال السنوات الثلاث الماضية على مرحلة التعليم الأساسي.
ونقلت «الأناضول» عن مصادر محلية: أن «حزب الاتحاد الديمقراطي»، أصدر قراراً أول من أمس الثلاثاء، بتوسيع نطاق مناهجه المكتوبة باللغة الكردية، ليشمل طلاب الصفين العاشر والحادي عشر، في المرحلة الثانوية للعام الدراسي 2018 – 2019.
وأوضحت المصادر المحلية، أن المناهج الكردية سيتم تطبيقها على الصف الثاني عشر (السنة الأخيرة في الثانوية) العام بعد القادم، وبذلك سيشمل جميع المراحل الدراسية ما قبل المرحلة الجامعية.
وبدأ « حزب الاتحاد الديمقراطي – با يا دا» بفرض مناهجه على مدارس التعليم الأساسي في المناطق التي يسيطر عليها منذ عام 2015.
وتزامنت عملية فرض المناهج مع إغلاق جميع المعاهد والمدارس التي لا تلتزم بها.
وتحتوي مناهج «با يا دا» وفق «الأناضول»، على أفكار غريبة عن المجتمع السوري، من خلال إعطاء صورة خاطئة عن الإسلام، وتقديس لشخصية عبد الله أوجلان الزعيم الكردي المسجون في تركيا منذ 1999، ووصفه بالمعلم الأول، إلى جانب تشجيع الأطفال على حمل السلاح من خلال وضع صور لأطفال بزي عسكري في المواد الدراسية.
واعتبر تقرير عن التعليم في مناطق سيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الذي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية الجناح العسكري لـ«با يا دا»، عمودها الفقري، نشر في وقت سابق أن «معاناة تلاميذ المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة «قسد» في سورية كبيرة، هؤلاء باتوا مجبرين على تعلم منهاج جديد لا يتضمن اللغة العربية، ما قد يحرمهم من التعليم الجامعي».
ولم تستقر العملية التعليمية في تلك المناطق منذ عام 2013 وحتى اليوم، ما يهدد مستقبل آلاف التلاميذ، مع محاولات التنظيمات الكردية المسيطرة هناك تكريد المنطقة.
ويبدو أن محاولات «با يا دا» لفرض مشروعه الانفصالي زاد مع خسارته لمناطق كان يسيطر عليها مثل منطقة عفرين التي احتلها النظام التركي، والآن سيفقد السيطرة على منبج بعد اتفاق «خريطة طريق» منبج بين واشنطن والنظام التركي، الأمر الذي دفعه لطلب التفاوض مع الدولة السورية من دون شروط مسبقة.
ونقلت مواقع الكترونية داعمة للمعارضة عن أحد سكان ريف الرقة، قوله: «حين سيطرت الفصائل المسلحة على مناطقنا، عمدت إلى حذف كل ما يتعلق بالنظام في المناهج التعليمية».
وأضاف: «في بداية عام 2014، سيطر داعش على هذه المناطق، فتوقفت العملية التعليمية بشكل كامل، واستعيض عنها بدروس لدعاة التنظيم في الجوامع، إضافة إلى حملات دعوية كانت تقام في الأسواق وتحض على القتل والتكفير. وبعد سيطرة قسد، فرض على التلاميذ تعلم فكر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، والمفاهيم التي تحاول ترسيخها في المنطقة، كالفدرالية وديمقراطية الشعوب وأسماء المناطق، ما خلق مشكلة جديدة. إذ لا يتعلم الأطفال ما قد يساعدهم على تأمين مستقبلهم، خصوصاً أنّ هذه المناهج لا يعترف بها كما أنها لا تتناسب مع واقع المجتمع».
وقال أبو عبدالله من ريف الحسكة، وفق المواقع: «إن موضوع التعليم معقّد في مناطق سيطرة قسد. الشهر الماضي، أغلقت قسد كليات الزراعة والعلوم وطب الأسنان التابعة لجامعة الفرات، التابعة بدورها للدولة السورية، علماً أن الطلاب على أبواب الامتحانات. وحدث ذلك من خلال هجوم لمسلحيهم على الطلاب أثناء الدوام، وطردهم خارج مباني الكليات، لأن الجامعة تدرس اللغة العربية وتتبع الدولة في دمشق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن