ثقافة وفن

رصدت الحياة اليومية بعيداً عن الإغراق في تناول الأزمة … المسلسلات الاجتماعية.. الاقتراب من الحالة الإنسانية وسرد أحداث ترمز إلى التمسك بالأرض

| وائل العدس

خلال الموسم الرمضاني المنقضي، عرض عبر الشاشات المحلية والعربية 17 مسلسلاً، على حين خرجت عشرة أعمال من السباق الرمضاني، وبعضها من إنتاج هذا العام وأخرى من إنتاج أعوام سابقة.
الأعمال التي لم تنل فرصة العمل لأسباب مختلفة تتعلق بالتسويق والبحث عن فرص عرض أفضل هي «هوا أصفر» و«فرصة «أخيرة» و«سايكو» و«فارس وخمس عوانس» و«أولاد الشر» و«زهر الكباد» و«ترجمان الأشواق» و«فرصة أخيرة» و«غضبان» و«أحلام شفيق وخليل» و«هواجش عابرة».
الأعمال الاجتماعية كالعادة هي الطاغية بما يقارب نصف الأعمال، يليها المسلسلات الكوميدية التي ارتفعت وتيرتها هذا العام لتغطي ربع الأعمال المنتجة، على حين تراجع عدد الأعمال الشامية واقتصرت على أربعة فقط، مقابل عملين تاريخيين.

الأعمال الاجتماعية

شكل مسلسل «وهم» انعطافة حقيقية للكاتب سليمان عبد العزيز لأنه أخرجه من عباءة البيئة الشامية بعد جزأين من «باب الحارة»، ومسلسل «الأميمي»، وهذا العمل الثالث له مع المؤسسة.
العمل المؤلف من ثلاثين حلقة من إخراج محمد وقاف وإنتاج المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وبطولة سلطان والأحمد وزهير رمضان وزهير عبد الكريم ورامز الأسود وعلاء قاسم وليليا الأطرش ويحيى بيازي وآمال سعد الدين وزيناتي قدسية وباسل حيدر ومأمون الفرخ وصفوح ميماس ومحمود خليلي ومروان أبو شاهين وطارق الصباغ وعبير شمس الدين ووضاح حلوم وميريانا معلولي وحازم زيدان وسهيل حداد وأحمد رافع ومازن عباس ورشا رستم ومايا فرح وفاتن شاهين ورشا حاضري وآخرين.
وتوزعت أماكن التصوير بين محافظتي دمشق واللاذقية، ومنها حي «القدم» جنوب العاصمة.
وحاول العمل تقديم شيء مرتبط حتماً بالأزمة بعيداً عن المجريات الحقيقية كحجم الدمار مثلاً، والثاني الاقتراب من الحالة الإنسانية من خلال تسليط الضوء على حياة الإنسان واستمراريتها رغم الألم والحزن، من دون إغفال بعض قصص الحب والعشق والغرام.
سعى الكاتب والمخرج إلى تقديم مسلسل يتناول الأزمة، من دون أن يوغل في تفاصيلها المؤلمة وحجم الدمار من خلال تناول حياة الناس وهمومهم ومشاكلهم ضمن طابع بوليسي إنساني.
أما محاور العمل فهي التي جعلت العمل يحمل اسم «وهم» والهجرة مثلاً بأن جزءاً من فكرتها وهم، وصدمت قسماً كبيراً من المهاجرين، كذلك الأمر لمحور الجريمة فلا أحد يقدم عليها إلا من يراها مكتملة ومن الوهم رؤيتها بكل تفاصيلها، إلى جانب الواقع الذي نعيشه اليوم والحالة التي وصلنا إليها، فأي مواطن سوري يعتبر أن بلدنا محصن ومهما كان سوداوياً لن يتوقع أن يصل بلدنا إلى ما آل إليه اليوم، فهذا الموضوع كان وهماً أيضاً.
جزء من الأحداث مستمد من الواقع والآخر من خيال الكاتب، على حين تجري ضمن حارة شعبية تضم جميع أطياف المجتمع السوري، والحامل الأساسي لها يرتكز على جريمة لضحيتين تترتب عليهما لاحقاً عدة جرائم، تتعقد وتصل إلى حبكات درامية ربما تكون غير متوقعة.
وبالعموم تحدث العمل عن المجتمع الدمشقي خلال عام 2015، بتسليط الضوء على الانعكاسات السلبية للأزمة، وخاصة على جيل الشباب الذي ضاع معظم آماله وانعدمت فرص العمل لديه، وكيفية استثمار تجار الأزمة لهم بطرق متعددة، هذه الظاهرة التي تفشت في صفوف الشباب كأحد آثار المرحلة الحالية ومنعكساتها عليهم.
منذ حلقاته الأولى، سلط العمل الضوء على محاور أساسية ومهمة في حياة المجتمع، وتناول أسباب الهجرة التي يسعى إليها الشباب وما يقدمونه من أجل الخروج من الوطن وإن كان الثمن هو الموت.
أما المحور الأكثر تشويقاً فهو حكاية بوليسية تخللها شباب مهمش وعاطل من العمل أصبح لقمة سائغة في فم الانتهازيين، حتى باتوا ينفذون ما يؤمرون به من دون أدنى حس بالمسؤولية.
كما عرج أيضاً على خلية من إحدى خلايا المجتمع وهي تحاول استغلال الناس من أجل تحقيق طموحاتها السياسية والاقتصادية، لنرى كيف تتم عملية تزوير الانتخابات وكيف تتم عملية تشكيل القوائم الانتخابية التي تظهر للجمهور كأنها المنقذ والناطق الرسمي باسم الشعب المقهور، أما المضمون فهو خلبي لا يغني ولا يسمن من جوع.
روزنا

ثاني الأعمال هو «روزنا» من تأليف جورج عربجي وإخراج عارف الطويل وإنتاج المؤسسة وبطولة بسام كوسا وأنطوانيت نجيب وجيانا عيد وفاديا خطاب وتولاي هارون وميلاد يوسف ونادين تحسين بيك وآندريه سكاف وتوفيق إسكندر وقاسم ملحو وعلي كريم وروعة السعدي وسمر عبد العزيز.
العمل درامي اجتماعي بخط وطني واضح رصد حالة اجتماعية وسط مدينة حاول الإرهاب تدميرها وطمس معالمها واستمد أحداثه من الواقع الذي عاشه أهالي حلب خلال سنوات الحرب الإرهابية عليهم.
واعتمد الكاتب في صياغة حكايته على الصدق في التعاطي مع ذائقة المشاهد مبتعداً عن الشعارات وفرض الرأي اللذين ينأى عنهما المشاهد، حيث يحمل العمل مقولة «ارحموا عزيز قوم ذل».
وفي زمن الحرب هناك حكايات كثيرة من الواقع ومهمة الدراما لا تقتصر على نشر تلك الحكايات لتستجدي تعاطف المشاهد لكن واجبها هو الدعم النفسي والتوعوي وإيصال أمل صادق عبر قصة وشخوص حقيقيين من صلب المجتمع لا يتم استهجانهما.
وأبرز العمل صمود أهل حلب في وجه الحصار الإرهابي الذي فاق كل وصف، كما وجه بطاقة شكر إلى حلب التي ستظل كطائر الفينيق الذي ينبعث من تحت الرماد إيذاناً بالنصر والولادة الجديدة.
كما يحوي العمل قصص حب وصراعاً بين شابين على حب فتاة، كما يضيء على نماذج من الذين استغلوا الحرب وتاجروا وجمعوا الأموال تحت شعارات براقة.
ودارت أحداث العمل حول أسرة من مدينة حلب كانت مقتدرة ولكن ظروف الحرب اضطرتها للتنقل إلى دمشق وبدء حياة جديدة هناك وفي ظل ظروف الحرب والأزمة يتعرض كل فرد من أفرادها لمشاكل وحكايات مختلفة تضعهم أمام امتحانات صعبة.
وتمحورت قصة العمل حول أسرة حلبية مكونة من الأب «وفا» وزوجته وابنه وابنتيه، ويملك رب الأسرة منشأة صناعية تتعرض للدمار والنهب والسرقة من الإرهابيين، كما يدخل الابن الوحيد في غيبوبة جراء استهدافه من قناص إرهابي وهو في طريقه إلى دمشق ما يضطر العائلة للانتقال إلى دمشق لمتابعة الحالة الصحية لابنهم وعلاجه، وفِي هذه الأثناء يتعرض منزلهم للخراب بسبب قذائف الإرهاب وهو ما يؤدي إلى فقدان رب الأسرة كل ما يملك ويعود لنقطة الصفر ويضطر للعمل في عدة مهن لتأمين مصدر رزق لأسرته.
بانتقال العائلة للعاصمة تعيش العديد من الوقائع وتدور الأحداث التي تؤكد أن المواطن السوري رغم المآسي والمحن والويلات التي تعرض لها ظل متمسكاً بأرضه وهو ما يجسد صورة بسيطة من صور الصمود الشعبي الوطني خلال سنوات الحرب التي تعرض لها الوطن.
وعائلة «وفا» ترمز إلى جزء من أهالي حلب، من شتى اختلافاتهم، وأن لكل فرد فيها رمزاً له أبعاده الدرامية، كما ترمز شخصية «وفا» في شكلٍ أو آخر إلى قلعة حلب.
يعد العمل عودة إلى الدراما الحلبية التي قدمت أعمالاً خالدة مثل «خان الحرير» و«سيرة آل الجلالي» و«كوم الحجر» و«الثريا» و«باب الحديد»، وهو أول عمل يصور في مدينة حلب بعدما حررها الجيش العربي السوري من دنس الإرهاب.
وهو ثاني عمل لعارف الطويل مخرجاً في الدراما السورية بعد مسلسل «زمان الوصل» عام 2002، علماً أنه أخرج ما يقارب 20 عملاً في الدراما الخليجية.
أخذ المسلسل عنوانه «روزنا» من الأغنية التراثية الشهيرة التي غناها صباح فخري وفيروز كل على طريقته.

رائحة الروح
ثالث الأعمال هو «رائحة الروح» من تأليف أيهم عرسان وإخراج سهير سرميني وبطولة: فراس إبراهيم، وائل شرف، سلمى المصري، وفاء موصللي، رنا الأبيض، غادة بشور، ريم عبد العزيز، سليم صبري، نجاح سفكوني، بشار إسماعيل، جوان خضر، محمد قنوع، تيسير إدريس، روبين عيسى.
تحدث العمل عن المجتمع السوري بشكل عام وتبرز فيه ثلاث طبقات الفقيرة والمتوسطة والغنية من خلال خمس عائلات، ويستعرض الحالات التي تمر بها تلك العائلات من حب وطموح وخيانة وجشع، ونشاهد الكثير من حالات الفساد حسب طبيعة مهنة كل شخص وحسب الوضع المالي الذي يكون عليه.
يحتوي المسلسل على قرابة 160 شخصية صور في أكثر من 100 موقع تصوير، ويعد التعاون الثاني بين سرميني والمؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي بعد خماسية «النداء الأخير للحب» في مسلسل «الحب كله».
شكل العمل عودة لفراس إبراهيم إلى حضن الدراما السورية بعد سبع سنوات من الغياب، وتحديداً منذ تأديته شخصية «محمود درويش» في مسلسل «في حضرة الغياب» عام 2011، وشكل أيضاً عودة وائل شرف إلى الدراما السورية بعد غيابه عامين، وتحديداً منذ مشاركته في الجزء السابع من «باب الحارة» عام 2015.
عنوان العمل يحمل شيئاً رمزياً، ولا يقصد به الرائحة بمعناها الحسي، بل يرمز إلى المعنى الفطري للرائحة التي لها علاقة بالناس الذين نحبهم أو نكرههم ونشتم روائحهم جميلة كانت أم كريهة.

وحدن
خامس الأعمال هو مسلسل «وحدن» من تأليف ديانا كمال الدين وإخراج نجدة إسماعيل أنزور وإنتاج سما الفن وبطولة نادين خوري وسحر فوزي وسليم صبري وسوسن ميخائيل ورنا العضم وأمانة والي ومرح جبر وهناء نصور وفايز قزق ورهام عزيز وسوسن ميخائيل.
واعتمد العمل على العنصر النسائي بشكل أساسي وهو الهدف من العمل كله، ويتميز بالجرأة والموضوعية والشفافية والأفكار الجديدة وكسر القواعد.
العمل لم يطرح الأزمة بشكل مباشر وإنما يعتمد على الإنسانية الموجودة داخل الفرد، وقد صور في محافظة السويداء بشكل كامل وتحديداً بقرية الغيضة.
في هذا العمل الكاتبة أيضاً كانت المخرج المنفذ، والعمل هو التجربة الأولى لها في الدراما، وسبق لها أن كتبت فيلمي «فانية وتتبدد» و«رد القضاء» والاثنان من إخراج أنزور أيضاً.
الفنانة الكبيرة نادين خوري عادت بعد غياب طويل إلى العمل مع المخرج نجدة أنزور حيث جمعهما العمل في مسلسلات كثيرة من أهمها «ما ملكت أيمانكم» و«رمح النار» و«رجال الحسم» و«تل الرماد».

فوضى
سادس الأعمال هو «فوضى» تأليف سامي حسن يوسف ونجيب نصير وإخراج سمير حسين وإنتاج سما الفن وبطولة: سلوم حداد، ديمة قندلفت، فادي صبيح، عبد المنعم عمايري، أيمن رضا، محمد خير الجراح، سامر إسماعيل، هيا مرعشلي، مرح جبر، سوسن ميخائيل، حسام تحسين بيك، محمد قنوع.
ودار العمل حول العشوائيات التي انتقلت إلى وسط شوارع دمشق، والتي نزحت بسبب الأزمة وتبعات الحرب، ليروي قصص شخصياته بأسلوب البطولة الجماعية.
العمل من إنتاج العام الماضي لكن تصويره تأخر ولم يلحق بالسباق الرمضاني، وقد لامس وجع المواطن بعيداً عن تفاصيل الحرب.
ظهر طاقم العمل بصورة غير نمطية، بعيدة كل البعد عن أدوارهم السابقة، تتعاطف معهم حتى في أخطائهم.

شبابيك
سابع الأعمال «شبابيك» تأليف مجموعة من الكتّاب وإخراج سامر برقاوي وإنتاج سما الفن وبطولة: منى واصف، بسام كوسا، كاريس بشار، عبد المنعم عمايري، صفاء سلطان، كندا حنا، أحمد الأحمد، ديمة قندلفت، سلافة معمار، فادي صبيح، سمر سامي، نسرين طافش، محمد حداقي، جيني إسبر، ميلاد يوسف، ميسون أبو أسعد، حسام تحسين بيك، أمانة والي، مرح جبر، محمد خير الجراح.
العمل اجتماعي منفصل متصل، ومؤلف من ثلاثين حلقة، لكل واحدة منها أبطالها وقصتها، حيث كشف في كل حلقة جوانب أساسية وأشكالاً مختلفة من العلاقة بين زوجين، ضمن عالمهما الداخلي أو مواجهتهما العوامل الخارجية وانعكاسها عليهما، في ظروف واقعية وحياتية غير بعيدة من المشاهد.
العمل أنتج العام الماضي وعرض على قناة عربية مشفرة، ويشارك فيه من لبنان أنجو ريحان، وستيفاني صليبا، وستيفاني سالم.
وشكل العمل عودة المخرج سامر برقاوي إلى الدراما السورية بعد غياب سبع سنوات وتحديداً منذ إخراجه «مرايا 2011»، وخلال هذه الأعوام أخرج أعمالاً عربية مشاركة مهمة مثل «لعبة الموت» و«لو» و«تشيللو» و«نص يوم».

الغريب
ثامن الأعمال «الغريب» تأليف عبد المجيد حيدر وإخراج محمد زهير رجب وإنتاج شركة قبنض وبطولة منى واصف ورشيد عساف وليلى جبر ورنا شميس وزهير رمضان وطلال مارديني وعلا بدر ومرح جبر وآندريه سكاف وميرنا شلفون.
دارت أحداث المسلسل حول موظف يتم اتهامه ظلماً في قضية يدخل إثرها السجن، لكنه يقرر الانتقام عندما يخرج، حيث تحاول الأحداث تسليط الضوء على قضايا الفساد والظلم.
العمل أنتج العام الماضي وعرض عبر قناة عربية مشفرة، ويعد العمل الثاني للمخرج رجب بعد «عطر الشام3».

الشك
آخر الأعمال الاجتماعية هو «الشك» تأليف سيف حامد وإخراج مروان قاووق وبطولة بسام كوسا وصفاء سلطان وديمة قندلفت وأحمد الأحمد وجوان الخضر ودانا جبر ومحمود نصر، علماً أن العمل عرض عبر قناة «وطن» على اليوتيوب بشكل حصري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن