رياضة

قرار صائب

خالد عرنوس : 

في سهرة السبت الماضي قادتني الظروف لأكون ضيفاً على ملعب تشرين الذي استضاف المباراة النهائية لكأس الجمهورية بكرة القدم وقد لبيت دعوة اتحاد الكرة على مضض على اعتبار أنني غائب عن حضور المباريات في المدرجات منذ قرابة عقد من الزمن وذلك لأسباب عديدة ليس أقلها المستوى المتردي لملاعبنا وكرتنا على وجه العموم وكذلك (بعضاً) من جمهورنا المتعصب الذي كرّهني بالذهاب إلى الملاعب.. المهم أنني ذهبت إلى المباراة المذكورة على أمل نسيان همومي الشخصية أولاً والتمني بأن أرى صورة مغايرة لتلك التي جعلتني أقاطع ملاعبنا طوال الفترة الماضية، وفعلاً عندما دخلت حرم مدينة تشرين الرياضية شعرت بأجواء افتقدتها منذ وقت طويل.
بدا التنظيم مقبولاً منذ أن هممنا بدخول المنصة الرئيسية وعندما أصبحت داخلها أدركت حجم العمل الكبير الذي قام به القائمون على إدارة الأمور التنظيمية للحدث المهم وهو ما أثار إعجابي إلى حدّ كبير مع وجود بعض الهنّات هنا وهناك والتي يمكننا قبولها في بلدنا خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمرّ بها.
الأهم أنني انتظرت مواجهة كروية تليق بالنهائي وكذلك بسمعة الفريقين العريقين (الوحدة والشرطة) لاسيما أنهما كانا من المنافسين الأشداء على لقب بطولة الدوري العام الذي حسم لمصلحة منافسهما وجارهما الجيش مع الصفارة الأخيرة.
إلا أنه سرعان ما خاب ظني فعدت سريعاً إلى أرض الواقع لأشهد فواصل من (العكّ) الكروي واللعب من دون خطط واضحة اللهم إلا نهجاً إيطالياً يتبع المقولة (المهم ألا يتلقى مرماك هدفاً)، فالأداء لم يرتق إلى سمعة الفريقين في مناسبة تستحق أن تشهد مستوىً راقياً، ويمكننا تشبيهها بمسابقة الركض نحو الكرة أو سباق لمنع المنافس من لمسها.
فلم نتابع طوال الشوط الأول هجمة منظمة واحدة من الطرفين وإن حاولا في الثاني وخاصة الوحدة إلا أننا افتقدنا اللعب الجميل والتنظيم في محاولة بناء هجمات توحي بإمكانية التسجيل حتى إن كل الكرات التي عذبت حارسي المرمى أو قاربت الأخشاب جاءت من كرات ثابتة.
وزاد في طنبور سوء الأداء والمستوى تلك الهتافات التي أطلقها بعض الجمهور المتعصب (من الطرفين) التي أعادت إلى الأذهان بعض ما كانت تصيبنا بالاشمئزاز عند سماعها، وكذلك عقلية الحارات التي سادت أرض الملعب في الدقائق الخمس الأخيرة حيث دخل كل من هب ودب وأصبحت أرض الملعب كسوق مكتظة من الناس الذين يفترض أن مهامهم تنتهي عند دكة الاحتياط.
لن أطيل أكثر من هذا لكنني في النهاية تأكدت من صوابية قراري بمقاطعة ملاعبنا وفهمكم كفاية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن