ثقافة وفن

أصداء «روزنا» في الشارع السوري! … جورج عربجي لـ «الوطن»: موت البطلة أحدث بلبلة لأننا شعب عاطفي ونفضل النهايات السعيدة

| سارة سلامة

«روزنا» هو عمل اجتماعي يروي قصة المعاناة والنزوح الحلبي وتدور أحداثه عن الواقع الذي يعيشه السوريون خلال الأزمة السورية وخاصة أهل حلب، والعمل الذي عرض في الشهر الرمضاني الفائت تباينت حوله الآراء، إلا أننا شئنا أم أبينا فالعمل استحوذ بجدارة على قلوب السوريين، هذا الموضوع كان محور فعالية «أماسي» التي اعتادت مديرية ثقافة دمشق إقامتها شهرياً بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة، حيث استضافت الفعالية السابعة عشرة أسرة مسلسل «روزنا» وهي من إعداد وتقديم الإعلامي ملهم الصالح.
والعمل من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الاذاعي والتلفزيوني، وتأليف جورج عربجي، وإخراج الفنان عارف الطويل، وموسيقا سمير كويفاتي وبطولة كل من: بسام كوسا، جيانا عيد، نادين تحسين بيك، ميلاد يوسف، عامر علي، هبة زهرة، توفيق اسكندر، أندريه اسكاف.

نجتهد لنلامس الكمال
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قال كاتب النص جورج عربجي: «إنه في أي عمل لا نستطيع أن نحقق الكمال، ولا بد من وجود بعض النقاط الضعيفة أو المشكلات ولكن دائماً ما نقوم بأقصى جهد لنلامس الكمال بأي شكل من الأشكال وفي أي عمل ليس فقط في (روزنا)، ولا شك أن المخرج أعطى الكثير من إحساسه في العمل وترجم الورق بمفاصل صحيحة وصادقة».
وأضاف عربجي: «إن الأصداء التي تلقيتها من الناس كانت إلى الحلقة 29 ونصف جيدة جداً، وما أحدث جدلاً بنهاية العمل هو قتل البطلة رزان، وهذا لأننا شعب عاطفي وغريزتنا عاطفية أكثر مما تكون عقلانية ودائماً ما نفضل النهايات السعيدة، وفي الحقيقة عندي وجهة نظر من خلال موت رزان والنهاية بشكل عام كانت بمكانها الصحيح، ولكن نحن في سورية ما زلنا نعيش تبعات الأزمة ولا أستطيع تجاهل هذا وأنهي بسعادة وبألوان وردية اللون هناك شيء حقيقي نعيشه ولا نستطيع الهروب منه»، كاشفاً «أن هناك عملاً جديداً قيد التنفيذ وقيد الاتفاق مع الجهة المنتجة وهو ضمن مسار اجتماعي إنساني بحت».
وأجاب عربجي خلال الندوة عن استفسارات عديدة طرحها الإعلامي ملهم الصالح حيث قال: «إن الخوف من أي عمل في البداية مشروع، وما يهمنا أن رسالة (روزنا) وصلت إلى الكثير من الناس، مبيناً أنه على الرغم من عدم زيارتي لمدينة حلب إلا أنني استخلصت الفكرة من الحياة التي نعيشها، وشرعت أكتب عن حلب في أوج معاناتها وهي أيضاً عاصمة سورية الاقتصادية، وعند ذكر حلب نذكر الكرم والعز والضيافة والأصالة، وهذا الحب طبيعي على الرغم من عدم زيارتها مثل عشقنا لفيروز ونحن لم نرها يوماً.
وكشف عربجي: «أن اللغة الأرمنية تم استخدامها للمرة الأولى من خلال عمل «روزنا» على الرغم من أنه حوار صغير ولكن لا نستطيع تجاهل الأرمن الذين يشكلون نسيج المجتمع السوري الموجود بقوة في مدينة حلب، موضحاً أن سبب نجاح أي عمل هو الصدق في التعاطي معه إن كان فنياً أو أي مهنة أخرى وإذا ما كانت مجبولة بالإخلاص والصدق فهي ستنجح وتصل حتماً».
وعن تقنية القفز ثم العودة والملل الذي قد تحدثه قال عربجي: «أحببت أن تكون موجودة لتعطي نكهة مختلفة، وفي المقابل أحبها المخرج لأنها تعطي المشاهد تركيزاً أكبر وتشوقه لمعرفة ماذا حدث فعلاً لذلك تعتبر التقنية أحد عناصر التشويق وهي لم ترد سوى ثلاث مرات خلال 30 حلقة».
وتقنية أخرى متمثلة بالمقارنات مثل عودة وفا إلى حلب بعد غياب 5 سنوات وكيف رأى منزله ومقارنته مع حال المنزل سابقاً وما تحمله هذه التقنية من بطء في الأحداث قال عربجي: «إننا عندما نتكلم عن ابن العزّ أباً عن جد وكيف جار عليه الزمن وأصبح لا يملك شيئاً مضطرون أن نضع مقارنات كهذه، وبزمن الحرب التي أحدثت تغييراً جذرياً في المجتمع وغيرت أحوال ناس كثر، وفكرة (روزنا) بالأساس تعتمد على المقارنة بين ابن العز ومحدثي النعمة وهذا الشيء يحدث في أي حرب وليس فقط في سورية».

عمل ناجح بكل المقاييس
وبدوره قال مدير مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني زياد الريس: «إن نظرتي للعمل إيجابية و هناك خلل كبير في الدراما السورية من الممكن إصلاحه وتعديله إذا أحب العاملون في قطاع الدراما السورية ونتمنى من القطاع الخـاص وكل العاملــين فيه من فنانــين ومخرجين وكتاب ســيناريو التعــاون مع رؤية المؤســـســة لمستقبل الدراما السورية المشرق، وذلك من خلال إنشاء ما يســمى اتحــاد المنتجين الســوريين وتحــت هذا البنـــد تحل كل القضايا».
وأضاف الريس: «إن عمل (روزنا) يطرح مشكلة إنسانية كبيرة عاشها قسم كبير من المجتمع السوري وهي قصة بطولة قدمها أبطال الجيش العربي السوري في سبيل تحرير حلب وسورية بشكل عام، إضافة إلى أن القصة جميلة والأداء رائع والعمل الفني وعلى رأسهم المخرج عارف الطويل قدموا مجهوداً استثنائياً بظروف استثنائية، وهو عمل ناجح بكل المقاييس وفي أي عمل هناك عثرات وهذا أمر طبيعي في كل الأعمال الإبداعية ولكن يبقى العمل ذا مستوى جيد ويستحق التحية والاحترام، ونشكر التقييم المنصف الذي وضعه بين الأعمال ذات الفكر الموضوعي والأداء الجميل».

لمة تكريم لروزنا
أما المخرج عارف الطويل فقال: «إن هذه اللمة هي لمة تكريم للعمل وتتويج لأداء أكثر من 70 فناناً وفنياً أخلص كل منهم للمهمة الموكلة إليه وتوج في العمل الذي أعتبره اجتماعياً سورياً ووطنياً، والردود كانت متباينة مثلما لاحظنا وما يهمنا أن العمل استطاع من تحقيق جذب المشاهدين وكان رصيده جيداً المشاهدة والبعض كان يأمل أن تكون النهاية غير ذلك، حيث أحدث قتل رزان جدلاً واسعاً في الشارع السوري وصدمة كبيرة، مبيناً أن كوني مخرجاً وممثلاً في الأساس شكل سبباً من الأسباب التي تفردت فيها عن غيري من المخرجين وكان العمل بهذه الروح الجميلة».
وعن جديده أفاد الطويل: «إنني الآن أقرأ نصاً باسم «دانتيل» الذي يدل من اسمه على أنه يحتوي حبكة جميلة، من كتابة رانيا بيطار وهو عمل نسائي بامتياز يرصد حياة عدة نماذج من النساء في سورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن