سورية

«النصرة» اتحدت مع «داعش».. والمفاوضات تعثرت مع الجانب الروسي … «المسيفرة» في قبضة الجيش.. و«طفس» قريباً

| الوطن- وكالات

في إطار مواصلته العملية العسكرية التي يخوضها لتحرير جنوب البلاد من الإرهاب، تمكن الجيش العربي السوري أمس، من إعادة الأمن والاستقرار إلى بلدة المسيفرة، ووصل إلى المدخل الشرقي لبلدة طفس.
جاء ذلك في وقت رفض فيه تنظيم «جبهة النصرة» أي اتفاق تسوية واتحد مع داعش في ريف درعا الجنوبي الغربي، بالترافق مع ورود أنباء عن انسحاب وفد الإرهابيين من المفاوضات مع الجانب الروسي وإعلانه النفير.
وقالت وكالة «سانا» للأنباء إن الجيش أعاد الأمن والاستقرار إلى بلدة المسيفرة بريف درعا بعد إنهاء الوجود الإرهابي فيها، ولفتت إلى أن وحدات الجيش قامت بتأمين الأهالي في منازلهم وتمشيط البلدة وتطهيرها بشكل كامل من مخلفات الإرهابيين تمهيداً لعودة الأهالي إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي فيها.
وأشارت «سانا» إلى أنه خلال عملية التمشيط عثرت وحدة من الجيش على مشفى ميداني للتنظيمات الإرهابية يحوي كميات كبيرة من الأدوية بعضها أميركي الصنع وتجهيزات طبية كانت تستخدمها في معالجة مصابيها الذين يتعذر نقلهم إلى الأردن والأراضي المحتلة للعلاج.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أفادت «سانا»، بأن وحدات الجيش العاملة في درعا، واصلت عملياتها العسكرية ضد أوكار التنظيمات الإرهابية فيما تبقى من مناطق ينتشرون فيها بالريفين الغربي والجنوبي الشرقي.
وذكرت أن وحدات الجيش نفذت ضربات مركزة على أوكار الإرهابيين في قرى وبلدات النعيمة والجيزة وصيدا وصولاً إلى الحدود الأردنية المشتركة في الريف الجنوبي الشرقي التي شكلت على مدى السنوات الماضية خطوط إمداد للإرهابيين بالأسلحة والذخيرة.
وبينت أن الضربات أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد وقطع المزيد من خطوط إمدادهم بالأسلحة والذخيرة ، الأمر الذي من شأنه التسريع في تحرير المنطقة أو رضوخهم للمصالحة على غرار المجموعات المسلحة التي استسلمت في العديد من القرى والبلدات بريف درعا الشمالي والشرقي خلال الأيام القليلة الماضية.
ولفتت «سانا» إلى أن الجيش وسع نطاق عملياته إلى الريف الغربي، حيث وجه ضربات مركزة باتجاه أوكار «النصرة» وما يسمى «جيش خالد بن الوليد» المعروف بمبايعته لتنظيم داعش، وأسفرت الضربات عن إيقاع خسائر بين صفوف الإرهابيين.
وفي السياق، أفادت مصادر ميدانية لـــ«الوطن»، بأن قوات الجيش بدأت عملية برية موسعة لتحرير بلدة طفس من تنظيمي داعش و«النصرة» وسط تمهيد مكثف نفذته الوسائط النارية للجيش.
وأوضحت المصادر أن القوات تقدمت بعد ذلك باتجاه البلدة ووصلت إلى مدخلها الشرقي وسط حالة فرار جماعي للإرهابيين منها.
وكان «الإعلام الحربي المركزي»، ذكر أول من أمس أن الإرهابيين في طفس المجاورة لبلدة داعل في ريف درعا الشمالي رفضوا المصالحة وبايعوا داعش.
وأكدت مصادر إعلامية معارضة أن الجيش بات يسيطر على مساحة تُقدّر بـ 58 بالمئة من مساحة محافظة درعا، بعد العمليات الأخيرة التي شنّها ضد الإرهابيين في المحافظة، حيث كان الجيش أطلق منذ حوالي الأسبوعين عملية عسكرية في جنوب غرب البلاد لطرد التنظيمات الإرهابية منها، وحقق تقدماً سريعاً على حساب تلك التنظيمات وأجبرها على الاستسلام والرضوخ لشروط المصالحة.
في غضون ذلك، وبحسب ما ذكرت صفحات على «الفيسبوك» فإن وحدات من الجيش نفذت أمس رمايات مدفعية وصليات صاروخية مكثفة على مواقع ونقاط الإرهابيين في منطقة صيدا بريف درعا الشرقي مع استمرار المفاوضات لاستسلامهم، على حين اشتدت وتيرة المعارك بين الجيش والإرهابيين في بلدة الطيبة بريف درعا مع تكثيف الجيش لرماياته الصاروخية والمدفعية على مواقعهم.
من جانبها، ذكرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، نقلاً عن مصادر ميدانية، أن وحدات من الجيش ضيقت الخناق على التنظيمات الإرهابية في الريف الغربي لدرعا، في وقت رفضت فيه الأخيرة بهذا الريف التسوية لأنها تعول على الدعم الذي يقدمه كيان الاحتلال الإسرائيلي لها، على حين رفض تنظيم «جبهة النصرة» أي اتفاق تسوية واتحد مع داعش في ريف درعا الجنوبي الغربي.
وفي الأطراف الجنوبية لمنطقة درعا البلد، ردت مدفعية الجيش بضربات مركزة على اعتداءات الإرهابيين المنتشرين في محيط حي الجمرك القديم والذين استهدفوا بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة نقاطاً عسكرية وتجمعات سكنية في المنطقة، بحسب «سانا».
وعلى صعيد المفاوضات، أصدر ما يسمى فريق «إدارة الأزمة» في درعا والمشارك إلى جانب التنظيمات الإرهابية في المفاوضات التي تجري مع الجانب الروسي في الجنوب السوري بياناً، أعلن فيه انسحابه من وفد التفاوض، معتبراً أن الأغلبية الساحقة من تنظيم «الجيش الحر» الإرهابي ترفض العرض المهين الذي قدمه الجانب الروسي.
وجاء في البيان بحسب مواقع إلكترونية معارضة: «لقد انسحبنا من وفد التفاوض لأننا رأينا تنازعاً على فتات الأمور بما لا يليق بمهد الثورة، ولم نحضر المفاوضات اليوم ولم نكن طرفاً في أي اتفاق حصل ولن نكون أبداً».
وأضاف: «ما زالت لدينا إرادة الأحرار في حوران، والأغلبية الساحقة من جيشنا الحر ترفض هذا العرض المهين وترفض التسليم رخيصاً».
وأعلن البيان «النفير العام» وقال: من هنا «نعلن نحن فريق إدارة الأزمة النفير العام ونهيبُ بكل قادر على حمل السلاح التوجّه إلى أقرب نقطة قتال ومواجهة ريثما تصدر البيانات اللاحقة التي تحدد القيادة العسكرية لحرب الاستقلال والتحرير الشعبية».
يذكر أن إرهابيي بصری الشام أعلنوا أول من أمس عن موافقتهم علی الدخول ضمن اتفاق المصالحات، وبدؤوا فعلاً بتسليم أسلحتهم للجيش، حيث ينص الاتفاق علی تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وكذلك علی تسليم خرائط الألغام».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن