رياضة

اليابان تقدمت بهدفين قبل أن تتقهقر أمام زخم الشياطين … البدلاء يرفعون رأس بلجيكا نحو الثمانية

| خالد عرنوس

تأهل المنتخب البلجيكي إلى ربع نهائي المونديال الروسي عقب فوزه المثير على نظيره الياباني بثلاثة أهداف لهدفين بعد مباراة رتيبة في شوطها الأول الذي خلا من الأهداف على عكس الثاني الذي حمل كل الإثارة ورفع شأن مباريات دور الستة عشر مع مباراة البرازيل والمكسيك بعد يوم ممل شهد تأهل روسيا وكرواتيا بركلات الترجيح، وجاءت الأهداف الخمسة وبعض المحاولات الخطيرة على المرميين لتجعل منه أحد أجمل الأشواط في روسيا 2018، وفيه تقدم لاعبو الساموراي الأزرق بهدفين قبل أن يعود الشياطين الحمر من بعيد ويسجلوا ثلاثة آخرها في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع ليضرب المنتخب البلجيكي موعداً مع السيلساو البرازيلي في دور الثمانية مساء الجمعة القادم.

شوط حذر
دخل الفريق الياباني اللقاء مدركا قوة المنافس الذي يزخر بالنجوم والمرشح للمنافسة على اللقب ولذلك كان لابد من اللعب بواقعية لمواجهة هذا الفريق الذي يعشق الهجوم حتى النخاع ونجح أولاد المدرب أكيرا نيشينو في مجاراة لاعبي مارتينيز وقاسموهم السيطرة إلى حد ما وبادلوهم الفرص والهجمات والخطورة واستمر الأمر طوال الشوط الأول حتى اعتقد الجميع أن الفريق الآسيوي يجر الأوروبي إلى الوقت الإضافي وربما أبعد من ذلك على الرغم من تصريحات المدرب الياباني بأنه لم يدرب لاعبيه على ركلات الترجيح لأنه لا يريد الوصول إليها، وفشل لوكاكو وكومباني وفي الجانب المقابل إينوي ورفاقه في استغلال الفرص القليلة خلال القسم الأول لينتهي بالتعادل السلبي الذي لم يرق لهازارد وزملائه.

شوط حافل
مع انطلاق الشوط الثاني وجد اليابانيون أن الطريق أسهل مما تصوروا إلى مرمى كورتوا الذي ارتبك في إحدى كرات الشوط الأول ولذلك اندفعوا باحثين عن التقدم مع عدم الاندفاع وعلى عكس التوقعات بادروا بافتتاح النتيجة عبر جينكي هاراغوشي عند الدقيقة 48 هو الأول لليابان في الأدوار الإقصائية، وجاء الرد سريعاً من تسديدة هازارد إلا أن القائم لفظها، وبعد أربع دقائق فقط أعلن إينوي عن الهدف الثاني للزرق عبر تسديدة هائلة من خارج الجزاء لم ينفع (طول) كورتوا الفارع معها فذهبت إلى الزاوية اليسرى البعيدة.
أفاق البلجيكيون على كابوس اللحاق بالكبار وعندها كان التبديل الذي كان نقطة التحول لمصلحتهم فقد أقحم المدرب فيلاييني والشاذلي للإمساك بخط الوسط وحرمان اليابانيين من الكرات العالية والالتحامات بالنسبة لمخضرم اليونايتد وتفعيل الجبهة اليسرى أكثر عن طريق لاعب ويست بروميتش، ونجح مارتينيز في مسعاه فتبدلت الأوضاع بهجوم بلجيكي ضاغط كاد يأتي أكله برأسية لوكاكو القريبة، ولم يتأخر بعدها كثيراً فمن رأسية أخرى حولها فيرتونخين منحرفة برأسه لم يحسن الحارس كاواشيما تقديرها فسقطت وراءه في المرمى وهدف التقليص (69).

تعادل وفوز خاطف
خمس دقائق أخرى أثبت العملاق مروان فلاييني نظرية مدربه وسجل التعادل من كرة هازارد المرفوعة من الجهة اليسرى وحولها بسهولة من المرمى القريب، وعندها فقط أيقن الكثيرون أن منتخب الشياطين لن ينتظروا التمديد لحسم التأهل.
وبدا ذلك قريباً في الدقيقة 86 عندما سنحت الفرصة أمام الشاذلي بكرة رأسية ردها الحارس ثم أكملها لوكاكو بالطريقة ذاتها فأبعدها كواشيما ببراعة حارماً مهاجم اليونايتد من معادلة هاري كين بصدارة الهدافين، ومع هذا لم يستسلم اليابانيون لمصيرهم وحاولوا الحسم بدورهم وكاد فيتسل يسجل بمرماه الهدف الصاعق في الدقيقة الأخيرة لولا أن الكرة انحرفت عن مرمى فريقه، وفي الوقت البديل أنقذ كورتوا مرماه من قذيفة هوندا (البديل) البعيدة لتتحول الكرة إلى ركنية.
كانت الدقيقة تشير عند تنفيذها إلى 90+3 وبضع ثوان فرفع هوندا الكرة إلى المربع لكن ردها الدفاع إلى الأمام لينطلق البلجيكيون بآخر هجمة ووصلت الكرة إلى مونييه الذي مرر كرة عرضية باتجاه جزاء اليابان أمام لوكاكو الذي خدع المدافع وتركها لتصل إلى الشاذلي بمواجهة المرمى فلم يتوان عن تحويلها هدفاً صعق الساموراي وأعفى فريقه من عبء الأوقات الإضافية معلناً عودة بلجيكا إلى ربع النهائي بعد 32 عاماً.

مقتطفات
– للمرة الأول تخسر اليابان بعدما تتقدم بهدفين وللمرة الرابعة مونديالياً فقد سبق لها الخسارة أمام أستراليا 1/3 والبرازيل 1/4 بمونديال 2006 وأمام ساحل العاج 1/2 في مونديال 2014.
– قلبت بلجيكا تأخرها إلى فوز للمرة الثالثة بتاريخها والأولى كانت على السوفييت في مونديال 1986 ضمن الدور ذاته وعلى الجزائر في المونديال الماضي بهدف إلى هدفين وللمرة الأولى عندما تكون متأخرة بهدفين.
– قلب التأخر بهدفين هو الأول منذ مونديال 2006 عندما حولت ساحل العاج تأخرها أمام صربيا ومونتينيغرو إلى فوز 3/2.
– وسبق لألمانيا أن فعلت الأمر ذاته بإنكلترا في ربع نهائي 1970 وهي المرة الأخيرة قبل مباراة أمس الأول، ولعل الأشهر في الأدوار الإقصائية فوز النمسا على سويسرا 7/3 والبرتغال على كوريا الشمالية 5/3 بعد التأخر صفر/3 في ربع نهائي 1954 و1966.
– سجلت ثلاثة بدلاء بلجيكيين حتى الآن بالمونديال كأكثر فريق فعل ذلك من أصل 15 هدفاً للبدلاء.

– سجل المنتخب البلجيكي 12 هدفاً في المونديال الروسي وهي الحصيلة الأعلى بتاريخه علماً انه سجل 12 هدفاً في مونديال 1986 لكن بعد 7 مباريات.
– خرج المنتخب الياباني بحصيلة هي الأفضل والأسوأ على صعيد الأهداف فسجل 6 أهداف للمرة الأولى في مشاركاته الست وتلقى مرماه 7 أهداف مثلما فعل بمونديال 2006 وتلك البطولة خلال 3 مباريات فقط.
– سيطر المنتخب البلجيكي على أرقام المباراة بدءاً من الاستحواذ بنسبة 58% وانتهاءً بالتسجيل، فسدد 24 مرة مقابل 11 للياباني وبين الخشبات (8/4)، والركنيات (10/6) ووجه الحكم السنغالي مالانغ ديدهيو إنذاراً وحيداً كان من نصيب تشباساكي من اليابان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن