رياضة

بغير محلها

| ناصر النجار

أقيمت دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي استضافتها مدينة تاراغونا الإسبانية واختتمت من دون أن يسمع بها أحد أو أن تأخذ حقها من النشر والبحث والتحليل والمتابعة وكل ذلك بسبب موعدها الذي جاء مترافقاً مع مباريات المونديال التي خلبت الألباب وجعلت الجميع يتسمر على شاشات التلفزة.
وهذا الأمر أفقد الدورة الكثير من البريق لأن الإعلام ركن أساسي من أركان الرياضة ومن دونه تفقد البطولات أهميتها وجماليتها، وهنا نأمل ألا تترافق البطولات القادمة بالموعد نفسه وخصوصاً أن دورة المتوسط تقام بالعام نفسه الذي يقام فيه المونديال.
والدورة هذه بوابة للتحضير للبطولات الأدسم وتأهيل الأبطال القادمين، والكثير من الدول قد تشارك بالصف الثاني من أبطالها لتأهيلهم أو بالصف الرئيسي ليكسب أبطالها جرعة احتكاك جيدة كما هي في حالة مشاركتنا بالبطولة التي يواجه بها لاعبونا أبطالاً من دول عريقة رياضياً كإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وتركيا وغيرهم هم أوزن وأكثر خبرة.
ومشاركتنا كانت على نوعين، الأولى حققنا فيها المطلوب فنلنا الميداليات البراقة التي زادت من رصيد رياضتنا في هذه الدورة التي استضفنا منافساتها مرة واحدة عام 1987، وحققنا فيها النتيجة الأبرز بمجمل مشاركاتنا بالدورة وربما أهم الميداليات التي نلناها ذهبية كرة القدم.
والثانية أخفق فيها رياضيونا ولم يستطيعوا تجاوز الدور الأول من البطولة، ربما لقوة المنافس أو لضعف الاستعداد، ومثالنا هنا الريشة الطائرة التي شاركت بلاعب واحد كان ومازال اتحاد اللعبة يراهن عليه ولم يحقق أي شيء في كل مشاركاته رغم أنه يعسكر في الخارج منذ سبع سنوات على نفقتنا، ونتساءل هنا: ما مصير بقية لاعبينا الأفضل منه؟
رياضتنا لم تخرج من مولد البطولة بلا حمص فنال مجد الدين غزال بطلنا العالمي ميدالية ذهبية ومثله فعل الملاكم المتميز أحمد غصون ونال لاعبونا أيضاً فضيتين وثلاث برونزيات في الملاكمة ورفع الأثقال والمصارعة.
الحصيلة جيدة استناداً لحجم المشاركة، والأهم دراسة واقع ألعابنا على ضوء ما حققته رياضتنا في هذا المحفل الدولي المهم.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن