رياضة

بيكفورد والعارضة ينقذان ساوثغيت من كابوس الترجيح … الأسود الثلاثة فكّوا عقدة وبقيت أخرى

| الوطن

انفرجت أسارير بلاد الضباب مهد كرة القدم بعودة أسودها الثلاثة إلى ربع نهائي عرسها العالمي للمرة الأولى منذ 2006 بعدما تجاوزوا إحدى أكبر عقدهم المزمنة في البطولات الكبرى والمتمثلة بركلات الترجيح حيث فازوا عبرها على الكوفيتيروس الكولومبي بنتيجة 4/3 عقب التعادل 1/1 وبعد 120 دقيقة كانت حافلة بكل شيء إلا بالإثارة التي غابت طويلاً وحضرت فقط في الوقت البديل ثم الوقت الإضافي حيث أهدر المنتخب الإنكليزي فرصة الفوز من دون اللجوء إلى هذه الحلول لولا هدف الدقيقة 90+3 الذي غير الأمور كثيراً ولكن بالنهاية انفكت العقدة الأولى ليضرب رفاق هاري كين موعداً مع عقدة أخرى تتمثل بالبلاغولت السويدي الذي تمنع على آباء اللعبة طوال نصف قرن.

بالورقة والقلم
المباراة جاءت مملة في معظم أوقاتها بعد لجوء المدربين إلى أسلوب لعب متحفظ جداً حتى إن الفرص ندرت على مدار الشوطين وخاصة الأول الذي اكتسى باللون الإنكليزي (الأحمر) من دون فاعلية فتصدى الحارس الكولومبي أوسبينا لرأسية كين المنحرفة وذهبت رأسية ديلي آلي جانب مرماه ومثلها مباشرة (تربييه) وتأخر الرد الكولومبي حتى الوقت البديل عندما سدد كوينيرو أول كرة وبدا واضحاً تأثير غياب صانع اللعب خيمس رودريغيز الذي تابع المباراة من المدرجات بسبب الإصابة فلم يجد المدرب بيكرمان الحلول لتعويضه.
ورسم الدفاع الإنكليزي حائط سميكاً لم يستطع فالكاو والبديل باكا ورفاقهما اختراقه وبدا الفوز قريباً من فريق ساوثغيت وخاصة بعد هدف هاري كين من ركلة جزاء (57)، ومن سوء تقدير المدرب الإنكليزي أنه لم يحاول التعزيز ومن خطأ نادر ارتكبه كايل ووكر جاءت أخطر فرصة كولومبية لكن كوادرادو سدد فوق المرمى وكان ذلك في الدقيقة 81.
وعند وصول الفريقين إلى الوقت بدل الضائع نام الإنكليز على حلم التأهل القريب إلا أن تسديدة بعيدة أيقظت الأحلام الكولومبية لكن بيكفورد تصدى لها قبل أن تلج المقص الأيسر لمرماه محولاً الكرة إلى ركنية، ولأن في صفوف كولومبيا مدافعاً يدعى ياري مينا فقد أدرك التعادل في وقت قاتل مانحاً فريقه قبلة الحياة برأسية كررها للمباراة الثالثة على التوالي وقد حمل الرقم 25 (بالرأس) في المونديال الحالي.

أعصاب محروقة
الهدف الكولومبي ضرب المعنويات الإنكليزية بالصميم ولم يستفيقوا منها طوال الشوط الأول الإضافي كان أصحاب الزي الأصفر أقرب فيه للترجيح وعندما عاد الإنكليز إلى الشوط الثاني حاول الطرفان الضرب عن طريق الخطف فشكلت العرضيات الكولومبية خطراً غير مرة ومثلها البينيات البعيدة للإنكليزي وخاصة بوجود المزعج فاردي إلا أن الفريقين ركنا في النهاية إلى مصير ركلات الأعصاب من نقطة الجزاء.
وضع الإنكليز أيديهم على قلوبهم وخاصة أن تجاربهم مع هذا الحل بالذات لم يبتسم لهم يوماً من خلال خمس تجارب سابقة في المونديال واليورو، وبدأ مسلسل ركلات الحظ ففرح جمهور الفريقين مع أول ركلتين بنجاح فالكاو وكوادرادو وقلدهما كين وراشفورد، وفي الثالثة أعاد هندرسون ذكريات مثله الأعلى جيرارد يوم أهدر أمام البرتغال في مونديال 2006 بعدما نجح أوسبينا بالتصدي لركلته لكن سرعان ما عاد الارتياح نوعاً ما لساوثغيت الذي استحضر في هذه اللحظات ذكرياته المريرة مع هذه التجربة، فقد ردت العارضة كرة ماتياس أوريبي ليعيد (تريبييه) الكفة إلى التعادل 3/3، وفي الخامسة ظهر بيكفورد أخيراً بتصديه لكرة كارلوس باكا ولم يفوت إيريك داير الفرصة فسجل مطلقاً العنان لأفراح إنكليزية غائبة منذ 12 عاماً وليتحول ملعب سبارتاك في العاصمة موسكو إلى (هايد بارك) خاص بعشاق الأسود الثلاثة.

مقتطفات
– هي المرة التاسعة التي يخوض فيها فريق الإنكليز الأوقات الإضافية واضطر لركلات الترجيح للمرة الرابعة فنجح بالفوز من خلالها للمرة الأولى وسبق له أن خسر أمام ألمانيا في نصف نهائي 1990 أمام الأرجنتين وفي الدور الثاني لمونديال 1998 ومن البرتغال في ربع نهائي 2006.
– الكولومبيون خاضوا تجربة ركلات الترجيح للمرة الأولى وهم الذي سبق لهم الخسارة بالتمديد 1/2 أمام الكاميرون في الدور الثاني لمونديال 1990.
– أصبح هاري كين ثاني الهدافين الإنكليز في تاريخ المونديال برصيد 6 أهداف علماً انه قلد غاري لينيكر بالتسجيل خلال ثلاث مباريات متتالية والفارق بترتيب العدد وأيضاً بأن كين سجل نصف أهدافه من علامة الجزاء.
– للمرة الثالثة على التوالي سجل ياري مينا هدفاً لمنتخب بلاده وكلها بالرأس ليكون أول من يفعلها منذ الألماني ميروسلاف كلوزه بمونديال 2002.
– للمرة الأولى اهتزت شباك إنكلترا للمرة الرابعة على التوالي في أربع مباريات مونديالية والرقم السلبي السابق كان 3 مرات في 3 مباريات عام 1990.
– فشلت كولومبيا بتجاوز الدور الثاني للمرة الثانية بعد 1990 ليبقى إنجاز الوصول إلى ربع نهائي 2014 هو الأفضل في تاريخ الكوفيتيروس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن