سورية

أكد التنسيق المستقبلي الكامل مع سورية.. وكشف عن خطوات جادة لإنهاء الانقسام الفلسطيني … عزام الأحمد لـ«الوطن»: «حماس» لا تريد أن ترى وصفقة القرن بدأت تتحول إلى «صفقة غزة»

| سيلفا رزوق

أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس الدائرة العربية عزام الأحمد، أن الاتصالات مع القيادة السورية والفلسطينية لم تنقطع، وتعززت عندما بدأت ملامح الأزمة السورية في الظهور.
وفي مقابلة مع «الوطن»، أكد الأحمد أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وآليات وكيفية المساهمة بالتعاون مع الدولة السورية في إعادة تأهيل وبناء المخيمات الفلسطينية وخاصة مخيم اليرموك كانت في صلب المباحثات التي جرت مع المسؤولين السوريين.
ولفت إلى أن المنظمة ووفقاً لإمكانياتها المتاحة على استعداد للمساهمة في إعادة إعمار المخيم بالتنسيق الكامل مع الحكومة السورية، وهي ستبدأ بإعادة ترميم مقبرة الشهداء خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وأشار إلى اللقاءات التي جمعته والوفد المرافق مع الفصائل الفلسطينية في دمشق، وأكد أن موضوع إنهاء الانقسام الفلسطيني كان حاضراً، وجرى التوافق على ضرورة الوحدة لمواجهة المرحلة الخطرة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وكشف عن خطوات فلسطينية متلاحقة ستعقب اللقاءات والجهود المصرية القائمة اليوم لإقناع حركة «حماس» بالانضمام إلى الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتسليم غزة لحكومة الوفاق الفلسطيني، وهذه الخطوات سيتم طرحها في اجتماع المجلس المركزي القادم في بداية الشهر القادم.
واعتبر الأحمد، أن القضية الفلسطينية اليوم أمام مفترق طرق، و«صفقة القرن» فشلت قبل أن تولد، ولن تمر.
وقال: «الفلسطينيون لن يقبلوا تحت أي ضغط بعملية سلام تقودها الولايات المتحدة، ولن نقبل بأي سلام لا يلتزم بقرارات الشرعية الدولية، القائمة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وإنهاء الاحتلال وضمان حق العودة وفق القرار 194».
وفيما يلي نص المقابلة:
خلال زيارتكم لسورية قابلتم عدداً من المسؤولين السوريين، بماذا تباحثتم وما الطروحات التي جرى استعراضها وما الرسائل التي حملتموها من القيادة الفلسطينية إلى القيادة السورية؟
– الاتصالات بين القيادة السورية والفلسطينية لم تنقطع، وبكل صراحة ووضوح كان هناك قبل الأزمة «بطء» في هذه العلاقات، لكن هذه اللقاءات والاتصالات تعززت عندما بدأت ملامح الأزمة السورية، وجرت على أعلى مستوى من جانباً، فالرئيس الفلسطيني محمود عباس وكثير من القادة الفلسطينيين وخاصة حركة فتح، تواصلوا مع دمشق، من منطلق حرصنا على ضرورة المحافظة على سورية، من أن تدمر، والمحافظة على وحدة سورية أرضاً وشعباً، ومن أجل المساهمة بقدر إمكانياتنا في محاربة التدخل الخارجي في سورية، لأن الهدف كان تدمير سورية واقتصادها، وحضارتها وصمودها، حتى يتم منعها من لعب دورها المركزي في الأمة العربية، واستمرار دعمها للقضية الفلسطينية.
جرى خلال هذه الزيارة تهنئة الدولة السورية بانتصارها على الإرهاب، كذلك جرى التباحث في موضوع المخيمات الفلسطينية وعلى الأخص مخيم اليرموك، وكيفية مساهمة منظمة التحرير السورية وبموافقة الدولة السورية، في إعادة إعماره، وقد سمعنا لغة واحدة من المسؤولين السوريين، والتي تؤكد الإرادة القوية والحرص على المحافظة على المخيمات الفلسطينية وعلى الأخص مخيم اليرموك.
قمتم بزيارة لمخيم اليرموك واطلعتم على الوضع في المنطقة، ما الانطباع الذي تولد لديكم، وماذا في تفاصيل الطروحات التي جرى تداولها مع الحكومة السورية فيما يخص المخيم؟
– بداية أود الإشارة إلى أن ما شاهدته دفع بي مباشرة للاعتقاد بأن من كان يحتل المخيم ليسوا بشراً بل مجموعة من الوحوش، وخصوصاً عندما شاهدت مقبرة الشهداء وما جرى فيها من نبش لقبور كبار المقاومين والمجاهدين، وتذكرت ما جرى في مخيم جنين ونابلس، لأن ما شاهدته يشابه ما جرى هناك، حيث بالطريقة نفسها نسف البيوت ومن الأدوات نفسها و«المحرك» نفسه، مع الأسف.
مخيم اليرموك كان حاضراً في لقاءاتنا مع المسؤولين السوريين، وقلنا إننا مستعدون وفقاً لإمكانيتنا المادية المساهمة في إعادة إعماره، لكن أود التركيز هنا على أن السيادة هي للدولة السورية والقرار النهائي للدولة السورية، ولن نتصرف إلا بموافقة والاتفاق مع الحكومة السورية، لذلك اتفقنا على التنسيق في هذا المجال، وبالنسبة لمقبرة الشهداء التي أشرت إليها، والتي جرى تدميرها بطريقة قذرة ولا أخلاقية، طلبنا إذناً من الحكومة السورية كمنظمة تحرير، أن نبدأ فوراً بإعادة ترميمها وبنائها، وأتوقع خلال أسابيع أو أقل سنبدأ بإعادة الترميم لأن هذا أهم مشهد في المخيم، وبعد انتهاء الفرق الهندسية السورية من تقييم الوضع في المخيم، سيجري التنسيق للإسراع بإعادة المهجرين بمن فيهم الموجودون في أوروبا، أو المهجرون في لبنان، أو في دمشق ومحيطها، وسنكون شركاء منذ اليوم، وتم الاتفاق على التنسيق المستمر حيث سيقوم أحمد أبو هولي رئيس دائرة اللاجئين في المنظمة، بالتردد باستمرار على دمشق للتنسيق مع الحكومة السورية، وإن شاء اللـه سيكون التنسيق ناجحاً بمئة بالمئة.
كان لكم أيضاً لقاء مع الفصائل الفلسطينية في دمشق، وكان هذا اللقاء لافتاً من حيث الشكل والتوقيت ما النتائج التي توصلتم إليها خلال هذا اللقاء؟
– تم التباحث في الأوضاع بفلسطين واطلاعهم عليها، من زاوية الخطر الصهيوني المتواصل والاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الأراضي، والمعارك التي ما زالت متواصلة في «الخان الأحمر»، حيث السعي الإسرائيلي للسيطرة عليها، والتوسع بالقدس ووصلها بالبحر الميت ونهر الأردن، بحيث تصبح مساحة القدس بالمفهوم الصهيوني ربع مساحة الضفة الغربية، وهذا بالتحديد ما يدعمهم به الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
قلنا خلال الاجتماع: إن الفلسطينيين لا يملكون غير الصمود والتكاتف في وجه الاحتلال، وهذا الصمود لن يتعزز إلا بوحدتنا، لذلك ناقشنا مع الفصائل هذه التطورات وضرورة إنهاء الانقسام، ومع الأسف «حماس» اليوم لا ترى ولا تريد أن ترى ما يجري، واستمرار الانقسام يهدد القضية الفلسطينية، ولا تلتزم بمواثيق، ونحن لا نستطيع أن نصبر إلى الأبد. اليوم وبعد مرور 11 سنة، سيصبح التقسيم أمراً واقعاً، وصفقة القرن بدأت تتحول إلى «صفقة غزة»، أي دعم إعلان قيام دولة في غزة، ومع الأسف هناك ناطقون باسم «حماس»، كتبوا تصريحات على صفحاتهم الشخصية، تدعو للقبول بإقامة دولة في غزة.
كل هذه النقاط ناقشناها مع الفصائل الفلسطينية في دمشق، وهناك إجماع عام بين جميع الفصائل أنه يجب إنهاء الانقسام، وكان هناك ورقة جرى انجازها بعد انعقاد المجلس الوطني، شكلنا على أساسها لجنة سميت «لجنة غزة» تتكون من 15 عضواً، معظم الفصائل التي كانت بالاجتماع لها ممثلون في هذه اللجنة، وقد سلمنا «حماس» الرؤية التي نعتبرها أساسية للحل والتي سنعمل وفقها، وطلبنا من مصر والتي كلفت منذ قمة دمشق العربية بأن ترعى المصالحة الوطنية، طلبنا منها أن تساعدنا وبالفعل المصريون تجاوبوا معنا، ونحن ننتظر نتائج جهود مصر مع حماس، وفي ضوء ذلك ستتحدد الخطوة اللاحقة.
في حال فشلت الجهود المصرية وغيرها في إقناع «حماس» بالانضمام للإجماع الفلسطيني ما الخطوة التالية؟
– إذا جرى التجاوب مع الجهود المصرية القائمة سيجري لقاء بيننا وبين «حماس»، وإذا لم يتم التجاوب لن نلتقي معهم وسندرس في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ولجنة غزة هذا الموضوع ونقدم اقتراحات بديلة لتقويض سلطة الأمر الواقع في غزة، لكن الآن لا أستطيع أن أحدد وسأطرحها في اجتماع المجلس المركزي القادم في بداية الشهر القادم. نحن لن ننجر وراء تكتيك «حماس» وهو الحوار من أجل الحوار بلا نتائج، وهو تقليد أعمى للأسلوب الإسرائيلي اليميني. نحن اليوم أمام مفترق إما أن نحقق الوحدة أو سيكون لنا أسلوب آخر.
ما خطوات وآليات مواجهة ما تخطط له الولايات المتحدة والسعي لتكريس «صفقة القرن»؟
– أنا أرى أننا استطعنا إفشال «صفقة القرن» قبل أن تولد، حتى الآن ترامب لم يعلن عن الصفقة وهو عندما حاول معرفة ردود الأفعال في أخطر قضيتين القدس واللاجئين، واجه رفضاً قاطعاً، والفلسطينيون لن يقبلوا تحت أي ضغط بعملية سلام تقودها الولايات المتحدة، ولن نقبل بأي سلام لا يلتزم بقرارات الشرعية الدولية وبمبادرة القمة العربية وقرارات الشرعية الدولية القائمة على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 عاصمتها القدس وإنهاء الاحتلال وأيضاً ضمان حق العودة وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية تبقى كما هي وفق التسلسل كما أقرت في قمة بيروت عام 2004 ولا تطبيع قبل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
نحن نعرف وندرك وجود اتصالات بين «إسرائيل» وبعض الدول العربية التي تباهى بها نتنياهو، لكننا ما زلنا مصرين على التعاطي مع المواقف العربية المعلنة، وثقتنا بالشعوب العربية لا تزال موجودة، الموقف صعب لا شك، لكن عندما تتعافى سورية وتتعافى مصر سيتحسن الوضع الفلسطيني والوضع العربي عموماً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن