رياضة

سوء أم حسن حظ؟

| خالد عرنوس

تقام غداً المباراة النهائية لكأس الجمهورية بنسختها الخمسين أي إن البطولة الثانية بالأهمية في معظم دول العالم ومنها سورية بالطبع التي تحتفل باليوبيل الذهبي بعد قرابة ستة عقود على انطلاقتها وتجمع قطبي العاصمة الجيش والشرطة وهما من الأبطال التاريخيين للمسابقة أي إنها ستجمع جارين في ديربي طالما كانت مشاهدته حلماً طال انتظاره لعشاقهما طوال عقد ونصف العقد من تأسيسهما، ففي السبعينيات كان اللقاء الأول بالدوري وتأخر انتظامه حتى أواخر التسعينيات عند عودة الجيش إلى الأضواء.
نحن هنا لسنا بمعرض تاريخ الفريقين وإنجازاتهما ولا مسيرتهما في المسابقة ولا حتى تاريخ مواجهاتهما وهما من الرواد الأوائل المتوجين بلقبها ويحتلان مكاناً مهماً على خريطتها.
بل لنقول إنه من سوء حظهما أن اللقاء يأتي بعد أيام قليلة من ختام المونديال، فالمقارنة ستكون حاضرة شئنا أم أبينا، وشتان ما بين مستوى كرتنا (على العموم) وأنديتنا في صلبها وبين ما تابعناه في العرس العالمي على الصعد كافة، بداية من التنظيم وليس انتهاءً بالمستوى الفني وتبعاته.
وعلى ذكر المستوى أذكر أنني تابعت نهائي 2015 للمرة الأخيرة (بالمصادفة) وكان التنظيم جميلاً ومعقولاً (حتى لا يقال إننا لا نذكر الإيجابيات) إلا أن المستوى الفني كان بالحضيض مع احترامي الكامل لفريقي الوحدة والشرطة طرفا تلك المواجهة.
النهائي سيقام على أرض ملعب الفيحاء وقد اختار اتحاد كرتنا الثامنة والنصف موعداً له وهو توقيت مثالي خاصة في ظل هذا الجو الحار، هذا أولاً، وثانياً أعتقد أن اللجنة المكلفة بالتنظيم لن توفر أي جهد للخروج بنهائي يليق بمناسبة المباراة وقيمتها وأعتقد أن الأجواء ستقترب من المثالية، إلا أن الأهم أن يقدم لنا الفريقان وجبة كروية على مستوى الحدث، والأهم ألا نشاهد مباراة مملة وأن يكون هدف كل منهما الأداء المرافق لرغبة الفوز والتتويج، وأن يكون اللاعبون والمدربان قد استفادوا من دروس المونديال على الوجه الأمثل.
ندرك مدى حرص الفريقين (لاعبين ومدربين وإدارة) على الظفر باللقب فهو الثنائية للجيش والعودة إلى منصات التتويج لجاره وبالطبع هذا هدف كل فريقين يتقابلان في أي مباراة كروية لكن نتمنى أن يرتقي الجميع (كل بعمله) إلى مستوى المباراة النهائية لكأس الجمهورية لأن الملايين ستتابعها على الشاشة، وما يهمنا كمحايدين أو مناصرين لأي من الطرفين أن نشاهد مباراة جميلة ولنأخذ نهائي روسيا مثالاً.
هل يقدم لنا الجيش والشرطة وهما الأكثر استقراراً مادياً وإدارياً مباراة جميلة؟ نتمنى ذلك من قلوبنا وعندها سنصفق للفائز، وللجمهور العزيز نرجو أن يتخذ رواد هذه المباراة من جماهير روسيا 2018 دروساً وعبراً وما أكثرها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن