رياضة

مدربو القلعة الحمراء خارج الحسابات … الشديد مدرب لكرة الاتحاد وسط موجة من الانتقادات

| حلب – فارس نجيب آغا

بدأت الغيوم تنجلي فوق سماء الكرة الاتحادية بعد أشهر من الضبابية التي خيمت على الأجواء نتيجة عدم وضوح معالم ما سيتمخض عنه الموسم الجديد من حيث نوعية اللاعبين والجهاز الفني، وكما أشرنا سابقاً فموضوع تأهل الفريق ودخوله معترك مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي ربما كان له مفعول بتحريك العجلة بشكل أسرع نحو إنهاء أزمة اللاعبين والجهاز الفني الذي يبدو أنه أمام اختبار صعب، فضلاً عن عدم تقبله من مناصري الاتحاد بأي شكل من الأشكال كما نتابع عبر مواقع التواصل في ظل حملة شرسة عادت من جديد بعد ركودها، وكانت التسريبات قد حضرت في الشهر الماضي من خلال تمرير اسم المدرب محمد شديد ليكون رباناً للكرة الاتحادية ما أدى لنقمة جماهيرية تم حيالها طي الموضوع والعودة لسكة ماهر البحري حيث اقتنع البعض بعمله ومع هدوء العاصفة عادت لتشتد في اليومين الماضيين حين كشف اللثام عن قنوات حوار بين مجلس الإدارة والشديد في تكتم فرضت على المباحثات بغية عدم خلق جو مشحون وحتى لا يكشف الخبر تجنباً لأي هزات ارتدادية، لكن حدث ما كان متوقعاً وأدلت الجماهير بدلوها في جو عاصف وسط رفض قاطع لما يجري وفق تغريدات من العيار الثقيل تطالب بتبديل اسم النادي ليكون مناسباً للعقلية التي تدار بها الأمور عبر تسمية تناسب الوضع الراهن من خلال بعض الأندية الدمشقية.
المشكلة الرئيسية والشيء الذي مازالت الجماهير تتمسك به هو التعدي وكسر الخطوط الحمراء لناد كان مصدراً لتخريج المدربين واللاعبين وتوزيعهم على معظم الأندية المحلية، وبات اليوم يستعين بهم، أي إن الصورة قلبت بشكل معاكس، لذلك لم تهضم الجماهير ما يحدث فمن وجهة نظرها بات نادي الاتحاد حقل تجارب بعد تبديل جميع القواعد التي كان يعمل بها، وأصبح اليوم حاله حال أي ناد من الدرجة المتوسطة، إذاً، اشتداد العواصف وفق ما نتابعه ينذر بأن الموسم القادم لن يكون رحيماً على الجميع في ظل الطريقة التي تدار فيها كرة القدم وتعيد نفسها بالصورة نفسها ولا يوجد شيء جديد تم تفاديه، فالعمل الشائك مازال موجوداً كما السنوات السابقة التي بدل فيها الاتحاد ستة مدربين خلال الموسمين الماضيين والحبل على الجرار وهو دليل كاف ولا يحتاج لشرح أو تفسير أكثر من ذلك ودائماً المدربون هم الضحية والشماعة التي تعلق عليها أخطاء الآخرين.

فراغ كبير

ثلاثة أشهر مضت تقريباً لم تشهد فيها سوق الانتقالات الاتحادية أي خطوات أمامية يمكننا الحديث عنها، فهدر الوقت مع مناوشات هنا وهناك وفق أسماء طرحت تم تداولها وضاعت الجماهير ولم تجد لها أي متنفس يمكن أن ترسي به على البر نتيجة الغموض وابتعاد مشرف اللعبة وإعلان استقالته من دون إيجاد بديل عنه حتى الآن، والبعض يراهنون على عودته قريباً وسحب استقالته الشفهية وفق غموض وضع النادي بأرجوحة ولم يكن هناك أي خطة عمل للموسم الجديد، والشيء الوحيد الذي بات واضحاً هو الاتفاق مع ثلاثة لاعبين من أبناء النادي بصموا للتجديد وهم حسام الدين عمر ومحمد الأحمد وابراهيم سواس مع نيل دفعة من مقدمات عقودهم على حين سربت صور عن توقيع محمد العقاد مع مشرف الكرة المستقيل ومن ثم شهدنا صوراً للاعب ذاته بقميص نادي تشرين ولا أحد يعلم حقيقة تلك التفاصيل عن هذه الصفة التي أديرت خارج النادي، وطبعاً مركز حراسة المرمى بات شاغراً لعدم وجود بديل للمنتقل إلى ضمك السعودي الحارس خالد عثمان والحديث يدور عن محمد داوود حارس الطليعة السابق لكنه طلب مبلغاً خيالياً كمن يستحكم خصمه وهو حال أغلبية اللاعبين فيما لم يكشف عن وضع اللاعب ملهم البابولي الذي غادر نحو كندا ولم يعد وهو مرتبط بعقد مع النادي لموسم آخر، وربما لن يعود كما يشاع.
أما بقية اللاعبين فلم يحسم أمرهم بانتظار وصول محمد شديد ليقول كلمة الفصل حولهم من حيث البقاء أو الرحيل، لكن الوضع حالياً كما نتابع غير ملتئم وهناك فراغ كبير والفريق تواجهه البطولة الآسيوية ويحتاج هذا الأمر لنوعية لاعبين من النوع الجيد وهناك نقص حاد بمعظم المراكز ولا أحد يعلم كيف ستكون العاقبة.

رأي الخبراء

نتيجة الفراغ الإداري فقد هاجر معظم اللاعبين، فذهب منهل طيارة وإبراهيم الزين للجيش وربيع سرور لتشرين وأيمن الصلال لحطين وحازم المحيميد بين الوثبة أو الكرامة ورأفت مهتدي للظفرة الإماراتي وطه دياب لكشمير الهندي وخالد عثمان لضمك السعودي، وعملية النزف هذه لم تحرك المسؤولين لقطع الطريق عليهم بل تركوا يغادرون وفق سيناريوهات مختلفة ومنهم كما يقال لم يعد للنادي رغبة فيهم كما يتردد بين الجماهير، وكلمة حق رددها بعض الخبراء الاتحاديين ما دام الجيش لديه الإمكانات الأكبر وهو الذي سيطر على معظم التعاقدات التي عليها القيمة لماذا لا يعتمد النادي على لاعبيه ويعمل لتحضير فريق جيد للمستقبل لأن أمر البطولة سيكون صعب المنال بحضور فريق الجيش المدعم بكل ما يحتاجه؟ ولماذا تهدر الملايين وبالنهاية الفريق لن يلامس اللقب وتلك سياسية معقولة يمكن السير عليها لموسم أو موسمين على أقل تقدير؟ فكما لاحظ الجميع صرف النادي مبالغ طائلة خلال الموسمين الماضيين وخرج من دون أي لقب وجاء فوز الجيش بكأس الجمهورية لينقذ الاتحاد ويضعه بالمسابقة الآسيوية التي تحتاج الكثير من العمل الشاق غير الموجود حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن