رياضة

رسالة إلى أنديتنا: إلى متى يبقى المدربون نقطة ضعف؟ … 30 مدرباً تم تغييرهم كرقم اعتدنا عليه كل موسم

| نورس النجار

مع بدء الميركاتو الصيفي فإن أنديتنا بدأت التعاقد مع المدربين واللاعبين في رحلة سنوية يعيشها العالم الكروي بالقارات الخمس، لكن كرتنا تختلف عن غيرها بكثرة تبديل المدربين بمناسبة وبغير مناسبة، وما شهدناه الموسم الماضي خير دليل على عدم الاستقرار الفني في أغلب الأندية التي لجأت إلى تغيير مدربيها في أكثر من مناسبة وهذا الأمر طال كل فرق الدوري باستثناء فرق المجد والشرطة والمحافظة.
وجاءت أغلب التبديلات مزاجية سببها إداري لأسباب مختلفة منها النتائج غير المتوقعة أو المخيبة للظن، ولا بد من معالجة الأسباب التي تدعو إلى ذلك من منظارين متناقضين.

موقف الأندية

كل الأنظار تتجه اليوم إلى إدارات الأندية واختياراتها للطواقم الفنية التي ستدير كرتها للموسم المقبل، ليس هناك خيارات واسعة للأندية وكذلك ليس هناك خيارات وهوامش مقنعة للمدربين الذين يقبلون بالمهمات.
العمل في الأندية يجري حسب الإمكانات المتاحة أولاً، وثانياً: حسب المقبول من المدربين، وهذا الأمر تحكمه عوامل متعددة منها قرب المدرب من الإدارة أو تزكيته من أحد أعضاء الإدارة دون النظر إلى ماضي المدرب وخبرته وكفاءته.
وهذا الأمر ساهم كثيراً بعمليتي التغيير والتبديل مع أول نتيجة لا تعجب البعض أو الجمهور.
المفترض أن تتجه إدارات الأندية إلى الاستقرار الفني من خلال التعاقد مع المدرب لمدة لا تقل عن موسمين، وبذلك نعطي المدرب الفرصة لكي يقدم نفسه بشكل جيد من خلال رؤية شاملة تتضح من خلالها صورة اللاعبين والفريق، ومن خلال انتقاء اللاعبين وتبني المواهب الشابة، بالمحصلة التي نود ذكرها أن مهمة المدرب يجب أن تكون البناء أكثر من كونها حصد النتائج، فعندما يكون البناء سليماً تأتي النتائج لاحقاً، وعدم اتباع هذه القاعدة أضر بفرق كبيرة كالاتحاد وتشرين على سبيل المثال فغابت عن منصات التتويج رغم أنها تستحق ذلك في المواسم الثلاثة الأخيرة على الأقل.
بالمحصلة العامة على الأندية أن تختار بشكل صحيح وسليم منذ الآن وأن تكون مقتنعة بالمدرب الذي تختاره وأن تصبر عليه وأن تقدم له كل الإمكانات التي تسهم بنجاحه بمهمته، وعلينا أن نتذكر أن المدرب جزء من العمل وليس كله، والمسؤولية يجب أن يتحملها الجميع وليس المدرب وحده، وننوه هنا بأن التغيير سيكلف النادي دفع الشرط الجزائي للمدرب، فلو فكرت الأندية بتطوير الفريق بهذا المبلغ لكان أفضل من دفعه للمدرب والبدء مع مدرب جديد قد لا يحقق ما يتمناه الجمهور وتسعى إليه الإدارة.

فرصة عمل

التدريب صار مهنة رسمية وهو مصدر رزق وهذا أمر يتفق عليه الجميع، ومثل اللاعبين فإن المدربين درجات وأصناف وأنواع، منهم من أثبت جدارته ومنهم من ينتظر الفرصة الحقيقية ليقدم نفسه بشكل جيد، وغلطة بعض المدربين أنهم يقعون تحت ضغط (الرزق) فيقبلون بأي عرض يأتيهم ضمن أي شروط، وهذا الكلام ليس من عندنا، فالكثير من المدربين عندما تولوا تدريب فريق ما وعند سؤالهم عن الفريق، كانوا يشتكون من نقص في بعض المراكز وضعف في مراكز أخرى، وعندما تسألهم: لماذا قبلت بتدريبه؟ لا يأتيك بإجابات مقنعة.
الأهم أن أغلب المدربين يرضون بالأمر الواقع، لأن الأندية غير قادرة على تلبية متطلبات المدربين من حيث التعاقد مع اللاعبين المطلوبين، فالميزانية قد لا تسمح بتحقيق ذلك وخصوصاً مع ندرة اللاعبين المتميزين.
كل الأندية تبحث عن المهاجمين والهدافين وأغلبهم ينسى دور خط الوسط في قيادة المباراة وهذا ما يقع به المدربون للأسف تحت ضغط الإدارة.
المفترض بالمدربين ألا يوقعوا عقودهم مع الأندية لفترة تقل عن الموسمين، وأن يكون في العقد شرط جزائي يضمن كرامة وحق المدرب وألا يتنازل عنه مهما كانت الظروف والضغوط وخصوصاً أن اتحاد كرة القدم جاد بتنفيذ العقود ومتابعة الحقوق حتى النهاية.

للذكرى

الجيش بطل الدوري والكأس بدأ بمحمد خلف ومساعده محمد عزام ثم تعاقد مع حسين عفش في خامس الإياب.
الاتحاد حضر للدوري مع أنس صاري وبدأ مع مهند البوشي واختتم مع ماهر بحري.
تشرين بدأ مع محمد اليوسف ثم ماهر حاج قاسم ثم أنس مخلوف وعاد مؤخراً لماهر حاج قاسم.
الوحدة بدأ مع أحمد الشعار وعاد لمدربه السابق رأفت محمد.
الطليعة بدأ مع محمد جودت ثم ماهر حوايني وأخيراً مصعب محمد ونضال الرجب.
النواعير بدأ بماهر بحري ثم محمد العطار ومحمد جودت.
حطين بدأ مع زياد شعبو ثم فراس معسعس وأخيراً بشار سرور.
الوثبة بدأ مع حسان إبراهيم ثم ضرار رداوي.
الكرامة بدأ مع مصطفى الرجب ثم حسان عباس.
الحرفيون بدأ بمصطفى حمصي ثم أنس صاري.
الجهاد بدأ بزياد طعان ثم جومرد موسى وأخيراً أحمد الصالح.
الشرطة حافظ على أنور عبد القادر والمجد على هشام شربيني والمحافظة على أنس السباعي.
كل الأمنيات أن تكون خيارات الأندية للموسم الجديد صائبة وأن تعمل على الاستقرار الفني وتحمل النتائج لأن الفوائد التي ستجنيها كبيرة جداً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن