عربي ودولي

تحذيرات من تفجيرات واغتيالات حال التأخر بتشكيل الحكومة اللبنانية.. فار من أنصار «الأسير» سلم نفسه للجيش

بينما حذّر النائب السابق فارس سعيد والمعارض اللبناني من عودة الاغتيالات والتفجيرات لتهز الاستقرار الهش في لبنان، بعد إخفاق سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، سلّم الإرهابي اللبناني «أحمد. ك» نفسه لاستخبارات الجيش اللبناني، وهو أحد أنصار الإرهابي اللبناني أحمد الأسير.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، أن أحد مناصري الأسير ويدعى «أحمد. ك» وهو لبناني من مواليد عام 1982 سلم نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني عند حاجز على مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.
ولفتت الوكالة إلى أن المذكور كان قد فر إلى المخيم في أعقاب أحداث بلدة عبرا عام 2013، التي أزهقت أروح 17 جندياً وضابطاً من الجيش اللبناني، إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين.
وفي 16 من الشهر الجاري، أرجأت محكمة التمييز العسكرية في لبنان إلى 28 أيلول المقبل بدء إعادة محاكمة الأسير وأنصاره، لعدم سوق 4 متهمين من مقر توقيفهم إلى المحكمة، حيث تعاد محاكمة الأسير أمام محكمة التمييز بعد نقض حكم الإعدام الصادر بحقه عن المحكمة العسكرية الدائمة في ملف أحداث عبرا.
ويحاكم مع الأسير وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني سبعة متهمين نقضت محكمة التمييز الأحكام الصادرة بحقهم عن المحكمة العسكرية الدائمة، منهم السوري عبد الباسط بركات والفلسطيني محمد علي الأسدي.
ويعتبر توقيف الأسير الذي أثار الفتن الطائفية لفترة طويلة من الزمن قبل العملية العسكرية التي أجهزت على حركته السلفية المسلحة في عبرا في 23 و24 حزيران 2013، أحد أبرز الإنجازات للأجهزة الأمنية اللبنانية في عملياتها لمكافحة الإرهاب وخلاياه الداخلية، والتي نجح فيها الأمن العام في الكشف عن شخصية الأسير الذي كان يموّه نفسه خلال أكثر من سنتين لإفشال محاولات تعقبه والقبض عليه. ولفت الموقع الروسي إلى أنه مع توقيف الأسير انطلق سيل من التساؤلات حول مجموعة نقاط تثير اهتمام الأوساط المعنية، كما الرأي العام الداخلي في لبنان، باعتبار أن الأسير أثار حتى وهو هارب، الكثير من الاهتمام بأسرار حركته وتورطه معها في الداخل السوري، وما يمكن أن يكشف عنه من ألغاز وأسرار الحركات السلفية والأصولية في لبنان وسورية ومصادر تمويلها وتسليحها. من جهة ثانية، كتب النائب اللبناني السابق والمعارض سعيد في تغريدة له على حسابه على موقع «تويتر»: إن «عودة الاغتيالات والتفجيرات إلى لبنان غير مستبعدة. حذاري». ويذكر أن سعيد كان يشغل منصب الأمين العام لتجمع قوى «14 آذار»، قبل أن ينهار هذا التجمع لخلافات داخلية أذكتها عملية انتخاب ميشال عون رئيساً للبلاد في عام 2016.
وفيما اعتبر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال الحالية، نهاد المشنوق، أن فتح معركة رئاسة الجمهوريّة باكراً هو الذي يؤخّر تأليف الحكومة، قال محللون كبار: إن لبنان قد يواجه أزمة وزارية أخطر من أزمة الانتخابات الرئاسيّة الماضية سياسيّاً وأمنيّاً واقتصاديّاً، وقد تفتح الأبواب على كل الاحتمالات بما فيها أزمة حكم لا خروج منها إلا بتحرك واسع في الشارع يفرض حكماً يرضي الوطن والمواطن وليس أصحاب المصالح الخاصة والإثراء غير المشروع.
ودخلت أزمة تأليف الحكومة في مرحلة أكثر تعقيداً، ليس من ارتفاع سقف الشروط من أطراف مقررة في الحكم فحسب، بل أيضاً من الربط مع التطورات الإقليمية وما يحدث في ملفات كبرى متصلة بها. هذه المرة، لا يرتبط تأخر التأليف بمشكلات الحصص على المستوى الداخلي، وليس منطلقاً من الفراغ الرئاسي كما حدث بعد عام 2014، إذ إنه اليوم يرتبط بتغييرات في الموازين السياسية التي أحدثتها تطورات سورية والمنطقة.
وأبدت مصادر لبنانية مطلعة، خشيتها من أن يكون ملف تشكيل الحكومة قد تحوّل بشكل كبير من داخلي إلى خارجي، وقالت: إن «ما يحصل غير مفهوم وغير مبرر، فالعقد الداخلية تُحل بالتوافق إذا كانت نيّات الجميع صادقة بتسهيل التأليف، أما الإبقاء على السقوف العالية والتشدّد في المطالب بوجه سعد الحريري فلا يمكن تفسيره إلا إيعازاً خارجياً، أو تنفيذاً لأجندات أجنبية».

(روسيا اليوم- الوكالة الوطنية اللبنانية- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن