رياضة

بين دورة تدريبية وقرارات ارتجالية سلتنا حمالة الأسية

| مهند الحسني

رحم اللـه فناننا الكبير نهاد قلعي عندما بدأ كتابة مقاله الشهير بعبارة ( إذا أردنا أن نعرف ماذا في إيطاليا يجب علينا أن نعرف ماذا في البرازيل) وقد انتهى المسلسل الشهير صح النوم، ولم نعرف ماذا كان يقصد في جملته هذه، ويبدو أن الأخطاء التنظيمية التي تلحق بمنتخبات السلة لن يكون لها حدود، ولا حلول، وستكون ضبابية، وغير واضحة كعبارة فناننا الكبير، بعدما تكررت هذه الأخطاء مراراً وتكراراً حتى وصل بها الأمر إلى حدود المهزلة.
ما سنذكره ليس مشهداً من أفلام الأكشن الأميركية، ولا هو فصل من فصول مسرح الأطفال الضاحك، وإنما هو حادثة واقعة وملموسة جرت فصولها على سطح تحضيرات منتخب شباب السلة، فالشيء الذي حصل بات مؤهلاً ليدخل في برنامج أمور لا تصدق.

مطب جديد
مطب آخر كبير وجديد تقع به إدارة منتخباتنا الوطنية بكرة السلة، هاهو منتخب الشباب يقع في مطب آخر، وخطأ فادح سيؤثر بلا أدنى شك في نتائج المنتخب في نهائيات أمم آسيا في تايلاند، فمدرب المنتخب الكابتن هيثم جميل قرر الالتحاق بدورة تدريبية خارجية عالية المستوى في ليتوانيا قبل سفر المنتخب إلى تايلاند بعدة أيام قليلة، تاركا هموم وشجون تحضير اللاعبين إلى مساعده الكابتن جان مخول، وأعلم الجميل اتحاد السلة عن سفره، فاصطدم برفض من رئيس الاتحاد لكون المنتخب بحاجة لخدماته في آخر فترة تحضيرية، لكنه طلب من الاتحاد منحه إجازة ليوم واحد فقط، وبعد الأخذ والرد وتبويس الشوارب سمح له اتحاد السلة بالسفر، بشرط غيابه ليوم واحد فقط، إلا أنه وحسب مصادرنا الخاصة، وكلام رئيس الاتحاد جلال نقرش، لم يلتزم الجميل بتعهده، وتغيب لمدة خمسة أيام، ولم يسافر مع المنتخب، بل سافر مباشرة من ليتوانيا إلى تايلاند، الأمر الذي أدى إلى استياء كبير لدى رئاسة الاتحاد التي تعاملت بردات الفعل، وأصدرت قرارها بتبديل المدرب الذي فضّل السفر على نفقته من ليتوانيا إلى تايلاند، والتحق بالمنتخب لكنه لن يكون ضيف شرف لا أكثر عندما أسند الاتحاد مهمة قيادة المنتخب للمدرب جان مخول.

قرار صارم
اتصلت «الوطن» مع رئيس اتحاد السلة جلال نقرش، الذي أكد صحة ما جرى، مشيراً إلى أن المدرب الجميل لم يلتزم بتعهده، واتصل من ليتوانيا مؤكداً أنه سيلتحق مع المنتخب أثناء حضوره في تايلاند، وتابع النقرش حديثه: هذا تصرف لا يليق بمدرب وطني فضّل مصلحته الشخصية على مصلحة منتخب الوطن، وسيكون لهذا الموضوع يوم الثلاثاء أثناء اجتماعنا الدوري الشيء الكثير وسوف نصدر قرارات صارمة بحق المدرب، ومن ثم سيتم وضعها على طاولة المكتب التنفيذي الذي أبدى استياءه حيال تصرفه هذا.
توضيح
هذا التغيب والفوضى لا شك أنه مؤشر خطر إلى ما تعيشه منتخباتنا من ظروف تحضير مريرة، وإذا كانت خيارات التدريب والالتزام مع المنتخبات ستقع فريسة الإجازات العائلية والدورات التدريبية، فإننا وبكل تأكيد سنخسر الإعداد الفني، والضبط الإداري للمنتخبات، وباتصالنا مع المدرب هيثم جميل الذي سافر إلى تايلاند لسؤاله عن سبب تغيبه، وعدم التزامه بتعهده للاتحاد، رفض التعليق، ووعد بتوضيح جميع التساؤلات بعد انتهاء البطولة والعودة إلى دمشق.

خلاصة
اتحاد كرة السلة مطالب بموقف حازم ممن لا يملك الوقت ليعمل إدارياً أو مدرباً للمنتخبات الوطنية، لأن الراغبين والقادرين على العمل بانتظار فرصتهم لإصلاح كوارث من سبقهم.

تعقيب المحرر
لن نكون مع طرف ضد الآخر، لإيماننا العميق بأننا سنكون دوماً مع الحق، لذلك لن نؤيد المدرب على قام به، فمنتخب الوطن أولى به وبخبرته في الأوقات العصيبة من أي دورة تدريبية أو ما شابه ذلك، ولابد من وضعه تحت بند المحاسبة، وهذا شأن يعود لاتحاد السلة فهو صاحب القرار، لكن بالوقت نفسه كان حرياً على الاتحاد ألا يتعامل بردات الفعل التي لا يحمد عقباها، وكان عليه ترك الأمور على حالها لحين انتهاء المنتخب من مشاركاته القارية المهمة، لكون غياب المدرب عن لاعبيه بهذه الطريقة سيكون له انعكاسات سلبية لا يلمسها سوى لاعبي المنتخب، وسوف تؤثر في أدائهم داخل الملعب، ويجب ألا ننسى في الوقت نفسه، أن المدرب الجميل اتبع دورة تدريبية على حسابه الشخصي لكونه من المدربين المجتهدين، وما يتلقاه من معلومات تدريبية جديدة من شأنها أن تصب في مصلحة السلة السورية بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن