رياضة

هل نترحم على نادي الاتحاد؟ … استقالة للكيال والأمور في حالة تدهور غير مسبوقة

| حلب – فارس نجيب آغا

بعد موجة من الخلافات عاشتها كرة الاتحاد مع أغلبية جماهيرها إثر تعيين محمد الشديد مدربا لها انتهت موجة الاحتجاجات وتم امتصاص الصدمة بمرور الأيام وقلنا إن الأمور في طريقها لترتيب الأوراق وخاصة أن الفريق مقبل على مشاركة آسيوية ولا بد من تضافر الجهود بين الجميع لإنجاح مسيرته بمحفل كهذا ولكن التوقعات شيء والواقع شيء آخر حيث ما زالت المطبات حاضرة وعملية التعبيد تسير بشيء من الرتابة وكأنه لا يوجد أي استحقاق مقبل في ظل عدم تبلور الصورة للجماهير وحتى المدرب ذاته نتيجة غياب معظم اللاعبين، ناهيك عن نقص حاد ببعض المراكز التي لم ترمم حتى الآن.
غيوم
لا ندري ما الشيء الذي ينتظره المسؤولون مع بقاء السحب تخيم على النادي وسط خلافات في وجهات النظر بين أعضاء مجلس الإدارة وعدم الوصول لقرارات قيمة يمكن الحديث عنها، ما أدى لاستقالة مفاجئة لمسؤول مكتب التنظيم أمير كيال والمشرف حالياً على الفريق الكروي، وهو دليل على ما يواجه مجلس الإدارة من ضغوطات باتت تشكل عبئاً عليه وقضايا يتجنب الخوض فيها ويتركها لتتفاقم أكثر، ما حدا بالكيال لترك منصبه مفضلاً الابتعاد عن النادي بوقت ليس مثالياً، لذلك الأمانة تحتم علينا أن نقر بحالة من النزف والتراجع التي يعشيها نادي الاتحاد بمعظم كياناته لصرح كان مصدر فخر واعتزاز للرياضة السورية، وبات اليوم بوضع متهالك بعد شوائب كثيرة شابته وباتت تشكل خطراً حقيقياً على رياضته ونالت من اسمه وسمعته دون أي تحرك من قبل القيادة الرياضية التي تتابع فيلماً سينمائياً وتبقى متخذه وضع المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها.
بكل مصداقية رياضة حلب عامة تسير نحو منحدر يصعب الخروج منه بسبب ما يحدث في الأندية، فإذا كانت قيادة حلب لا تملك شجاعة القرار فإننا ندعو قيادة دمشق لاتخاذ موقف حاسم لأن الفوضى استفحلت وخرجت عن السيطرة وربما تحمل الأيام القادمة تطورات أكثر تفقد من خلالها رياضتنا قيمها ومبادئها التي تربى عليها الجميع، نحن هنا نصوب قلمنا تجاه الأخطاء علنا نلقى جواباً شافياً وتحركاً لقيادة العاصمة بعد أن نفضنا يدنا وسلمنا أمرنا لله تجاه فرع حلب الذي يبدو أنه خارج التغطية ولا يدري ما يدور في خلد الأندية من تداعيات هزت أركانه وضربته بالصميم والكل بات يأسف لما يشاهد ويسمع بمواقف غريبة عن نادي الاتحاد لم نألفها في عهد الإدارات السابقة وبالوقت ذاته لا ندري ما يفرض التزام الصمت للمجلس الحالي وما الدوافع التي تجعله مكبل اليدين بسبب الانتهاكات التي باتت على كل لسان في الشارع الرياضي الحلبي.

استقالة وإصرار
حضرنا يوم الخميس الماضي في مقر مجلس الإدارة نتيجة سماعنا بتجاوزات طالت عضو مجلس الإدارة أمير كيال من قبل بعض الجماهير وتفاقم الأمور إلى حد كبير نتحفظ عن ذكره وقلنا إن الخلاف ربما يلتئم لكن الكيال كان قد سبقنا وتقدم بكتاب استقالة من منصبه، ولم يكتف بذلك بل أصر على نقل نجليه عمر وليث من فريقي الشباب والناشئين بكرة السلة لمصلحة نادي الحرية مع كتابي لا مانع وصلاه حين الحديث معه من مجلس إدارة نادي الحرية مؤكداً طي صفحة نادي الاتحاد بكل جوانبها وإغلاق الباب خلفه بشكل نهائي وعدم التواصل بأي خيط قد يربطه بالنادي من خلال قطعه نهائياً نظراً للموقف الذي تعرض له من دون ردة فعل من مجلس الإدارة الذي لم يعر الموضوع أي اهتمام معتبراً أن الوضع لم يعد مقبولاً والكلام هنا للكيال وخاصة بالنسبة له بعد أشهر من العمل والتفاني وتحمله الكثير منفرداً ومن ثم يخرج البعض ليتهجم عليه نتيجة تمسكه بالنظام الذي يفترض أن يطبق على الجميع ولا يستثنى أحد منه.

تراكمات وتداعيات
استقالة الكيال هذه تعيد للأذهان استقالة سلفه السابقين عدنان كيالي والمهندس محمود عنبر بعد فترة وجيزة من تشكيل مجلس الإدارة، ما يعني وجود شرخ كبير داخل النادي وتجاوزات غير مسموح بها إثر تخطي الخطوط الحمراء بكل المقاييس وسط فقدان للقيم الاجتماعية التي تربى عليها أبناء النادي وابتعاد معظم الرياضيين نتيجة الأجواء غير الصحية والتراكمات التي حملتها السنوات السابقة لتفرز روايات مخجلة لم يتمكن المجلس من ردعها وليستفحل الموضوع أكثر وليقاد النادي نحو مصير مجهول إثر اعتداءات بالضرب والشتم نالت بعض الكوادر، ووصلت مسامعها لكل رياضيي الوطن من دون أي ردة فعل ذات قيمة، لذلك ليس بغريب أن تستقيل تلك الأسماء بعد تعيينها بفترة وجيزة وليس بغريب أن نشهد تداعيات أكبر في القادمات.

تضامن جماهيري
من يعتقد أن نادي الاتحاد يسير بالطريق الصحيح فهو مخطئ كثيراً والمكتوب واضح من العنوان ولا بد من ردة فعل تصحح المسار والقيادة الرياضية في دمشق هي المعنية بهذا الأمر فالنادي ينهار يوماً بعد آخر ولا أحد يتدخل ليوقف تلك التداعيات مع قرار إيجابي تضامنت من خلاله جماهير الاتحاد إثر استقالة الكيال الذي شدد على ضرورة احترام أركان النادي من أعضاء وكوادر وجماهير بعد أن هدرت كرامتها في ظاهرة جديدة علينا، لذلك كان لا بد من موقف حاسم نأمل من خلاله أن يصحو المجلس عبر الأعضاء المتبقين لاتخاذ قرار مفصلي يعيد للنادي هيبته وإلا فلنترحم على هذا الركن والصرح الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن