رياضة

الزعيم بموقف لا يحسد عليه في الخرطوم … مباراة صعبة والتأهل يحتاج إلى أكثر من الحظ

| ناصر النجار

غادرتنا أمس بعثة فريق الجيش إلى الخرطوم لمواجهة فريق الخرطوم في مباراة إياب بطولة الأندية العربية لحساب دور الـ32 التي ستقام مساء السبت القادم.
ورسمت مباراة الذهاب ونتيجتها القاسية معالم مباراة الإياب التي سيلعبها أصحاب الأرض مرتاحين، بينما سيكون الضغط كبيراً على فريق الجيش لتعديل المواقف أو لحفظ ماء الوجه على أقل تقدير.
وإذا كانت ظروف مباراة الذهاب التي لعبناها في بيروت لمصلحتنا من جهة الأرض والأجواء المناخية، فإن الظروف ستنقلب رأساً على عقب، فالأجواء المناخية في الخرطوم صعبة جداً من خلال الحرارة المرتفعة والغبار والعجاج وهو سمة المناخ الصحراوي الممزوج بالمناخ الاستوائي، لذلك فتوقع هطل الأمطار الغزيرة يبدو أمراً مفترضاً.
وإذا كانت مباراة الذهاب في بيروت جرت بلا جمهور فإن مباراة الإياب ستعج بالجماهير وخصوصاً أن فريق المريخ يتقاسم مع الهلال قلوب عشاق الكرة السودانية.
هذه العوامل من المفترض ألا تغيب عن ذهن بال فريق الجيش ومسؤوليه ليتم تفادي آثارها السلبية على الفريق.

نتيجة سلبية

نتيجة الذهاب السلبية التي انتهت إلى تفوق المريخ 3/1، تفرض على فريق الجيش الفوز بفارق ثلاثة أهداف، أو بفارق هدفين على شرط أن تكون النتيجة 4/2 فما فوق، أما نتيجة فوز الجيش 3/1 فإن المباراة حسب نظام البطولة ستمدد إلى شوطين إضافيين ومن ثم ركلات الترجيح إن استمر التعادل قائماً.
ومن هنا نجد أن فرص المريخ في التأهل تبدو أقوى من فرص الجيش، وهذا على الورق، لكن أرض الملعب سيكون لها الكلام الفصل في تحديد المتأهل.
لكن ثمة تساؤل يدور في الأذهان، كيف يمكن لفريق الجيش أن يقلب المعادلة ويتأهل من قلب الخرطوم إلى دور الـ16؟
رغم الفرص القليلة في تحقيق ذلك، فإن بصيص أمل يمكن أن يلعب عليه فريق الجيش ويحقق معجزة كروية كما تبدو للجميع، فما بصيص الأمل هذا؟

عامل المباغتة وهذا ما يجب أن يمتلكه المدرب حسين عفش ويتضمن تغييرات مهمة في التشكيلة وأسلوب اللعب، ونحن لا نتدخل في هذا الأمر الفني، لكن على المدرب أن يملك الحل الذي يفاجئ به المريخ على أرضه وبين جمهوره.
الأمر الثاني وهو مهم جداً ويتجه نحو الحالة النفسية للفريق السوداني، فأنا أعتقد أن الفوز المريح الذي حققه الفريق بلبنان قد يعود عليه سلباً في نواح كثيرة في طليعتها الثقة الزائدة بالتأهل، وضمان الفوز، ما يدفع الفريق إلى الاستهتار، وإن حدث هذا فسيصيب الفريق السوداني بمقتل، وعلينا ألا ننسى أن الفريق السوداني يواجه منافسة عسيرة في بطولة النخبة بالدوري السوداني، وهذا الأمر هو الأهم بالنسبة إليه وخصوصاً أنه ضمن مباراة الذهاب بفارق مريح، وهذا الأمر يجب أن يستغله الجيش خير استغلال.

المعادلة الفنية

الفريقان كما ظهرا في مباراة الذهاب رسما صورة على المستوى العام لهما، وأثبت المريخ أنه يمتاز بروح قتالية عالية مع مهارات فنية جميلة وجاهزية بدنية جيدة، ويؤخذ عليه وجود العديد من الثغرات الدفاعية التي استغل الجيش واحدة منها وسجل هدفه الوحيد، على حين لم تستغل بقية الفرص على قلتها.
ومما لاحظنا في المباراة أن الفريق السوداني يمتاز بلاعبيه ذوي القامات الطويلة، وهذا يفترض بالجيش أن يتخلى عن الكرات العالية في هجماته، وأن ينتبه لمرفوعات الفريق السوداني.

فريق الجيش بنظرنا لم يقدم المطلوب في الذهاب، وأداؤه لم يعكس حقيقة الفريق، ربما فوجئ بمستوى الفريق الضيف، أو إن المدرب لم يقرأ المباراة بشكل جيد، وخصوصاً في الشوط الثاني الذي عجز فيه عن تسجيل مباراة هجومية أو رصّ خطوطه الدفاعية.
علينا أن نعترف أن خط وسط فريق الجيش كان في خبر كان وترك مساحات الملعب لمستضيفه ليملأها حيوية ونشاطاً، وأمام ذلك شاهدنا المهاجم محمد الواكد يعود إلى الوراء علّه يحصل على كرة من هنا وهناك.
ونعتقد أن الواكد يحتاج إلى المساندة، لأن الفريق السوداني اكتشف خطورته فزاد الضغط عليه بل استعمل اللاعبون كل الخشونة لإيقافه.

فمشكلة فريق الجيش في خسارة الذهاب تمثلت بضعف خط الوسط وعدم قيامه بواجباته ما أفرز ضعفاً في خط الدفاع وعجزاً في القيام بالهجمات.
مباراة الإياب يجب أن تلعب بخط دفاعي متماسك مع وسط نشيط وهجوم مرتد سريع، وفي هذه الحالة يستطيع فريق الجيش التعادل أو الفوز الضئيل وهو لحفظ ماء الوجه، أو الفوز الذي يقود إلى التأهل وهو المطلوب.
نؤكد أن حارسنا كان أفضل من في الملعب ومنع كرات خطرة عديدة من دخول مرماه، وهو مصدر ثقة كاملة للفريق.
ونؤكد أيضاً أن الهفوات الدفاعية قد توصلنا إلى ما لا يحمد عقباه وتكلفنا الكثير كحالة ركلة الجزاء، وإن كانت غير صحيحة باعتراف المراقبين والمحللين من أصحاب الاختصاص، إلا أن الحالة خدعت الحكم، لذلك على مدافعينا المزيد من التركيز الذهني داخل الجزاء.
يمكننا أن نطلق على مباراة الإياب (لا مستحيل بكرة القدم) وهذه المقولة يجب أن يعيها لاعبو الفريق وأن يطبقوها على أرض الملعب، فالفريق خسر جولة، وعليه التعويض في الجولة المقبلة وكل شيء ممكن، ولم يفتنا القطار.

تكريم كريم

قبل السفر إلى الخرطوم أقامت هيئة الإعداد البدني والرياضة في الجيش العربي السوري حفل تكريم لرجال كرتها ولرجال سلتها لفوزهم بثنائية الدوري والكأس، وكرمت مدربيها القدامى ومدربي القواعد وأبطالها في الألعاب الفردية ورجال الإعلام. ومن المفترض أن يكون هذا التكريم حافزاً للاعبين لرد الدين بلقاء الخرطوم، ونأمل ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن