الأولى

مسلحو إدلب يبدؤون بالفرار.. و«حماية الشعب» تتراجع عن المشاركة بالعملية المرتقبة … «النصرة» ترفض حلّ نفسها وتعتقل «خلايا المصالحات»

| الوطن – وكالات

مع اقتراب الحملة العسكرية المتوقعة للجيش لاجتثاث الإرهاب من إدلب، بدأت التحركات والمخاوف الصادرة عن التنظيمات الإرهابية الحاكمة هناك، تعطي المزيد من المؤشرات عن مخاوف هذه التنظيمات من فقدان سيطرتها على البيئة التي لم تعد على ما يبدو حاضنة لها بالشكل الذي تعتقده.
«جبهة النصرة» المتمثلة بـ«هيئة تحرير الشام»، أكدت رفضها مطالب تركيا بحل نفسها في محافظة إدلب، وحذرت من استهدافها، وجاء رفض الهيئة على لسان القيادي فيها مظهر لويس الذي طالب من يتحدث عن حل الهيئة بأن «يحل الأوهام والوساوس في عقله المريض»، وأن «قرار الهيئة بيد القائمين عليها».
وأشار لويس إلى أن الباب مفتوح لأي تعاون أو تنسيق أو حتى اندماج يكون فيه قرار من وصفهم بالمجاهدين مستقلاً، وليس عبر إملاءات من هنا وهناك.
وتزامن رفض الهيئة مع شنها حملة أمنية واسعة في مناطق نفوذها بريف إدلب، اعتقلت خلالها معظم المطالبين بالمصالحة مع الدولة السورية.
وعبّر ناشطون بحسب موقع قناة «الميادين»، عن مخاوف استغلال «الهيئة» أحاديث الناس عن المصالحة لتصفية حساباتها معهم، ثأراً من المناطق التي خرجت ضدها في وقت سابق وطالبت بخروج الهيئة منها.
وتزامنت حملة «تحرير الشام»، ضد مؤيدي المصالحة، بحملة مماثلة لما يسمى «الجبهة الوطنية للتحرير»، وإعلانها حظر التجوال في عشرات القرى والمدن حتى إشعار آخر للقبض على من وصفتهم بـ«خلايا المصالحات».
وقال الناطق باسم «الجبهة»: إن الجولة الأخيرة من الحملة شملت قرى عدة في ريف معرة النعمان الشرقي، من بينها تحتايا والرفة والهلبة وغيرها، من المقرر أن تتوسع ما سماها «العملية الأمنية» لتشمل جميع مناطق إدلب.
وبحسب الناطق، فقد جاءت الحملة بعد معلومات أمنية بشأن وجود بعض الشخصيات التي تروج للمصالحة مع الحكومة السورية، وتسهّل دخولها إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة إدلب.
مصدر إعلامي أكد لـ«الوطن» أن ما يسمى «مجلس الشورى» في قلعة المضيق عدَّ الداعين للمصالحة «مارقين وخونة ولا يمثلون إلا أنفسهم وخلايا مأجورة، وبارك حملة الاعتقالات بحقهم».
هذه المعطيات جاءت توازياً مع الأنباء التي تحدثت عن دفع الجيش السوري بحشود ضخمة من قواته والقوات الرديفة إلى ريف حماة الشمالي، في سياق تحضيراته لمعركة إدلب الفاصلة، والتي يستعد لها استعداداً كبيراً، وهو ما جعل العشرات من مسلحي التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة يفرون إلى عمق إدلب، ومنها إلى تركيا بحسب مصادر إعلامية.
من جانب آخر، أعلن قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية، سيبان حمو، بحسب مصادر إعلامية معارضة، تراجعهم عن المشاركة مع الجيش في عملية إدلب، وقال: «لا أرى أن هناك خطة واضحة لأي عمل عسكري في إدلب كي نقدم مقترحات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن