ثقافة وفن

الحدث.. القضيّة

| د. اسكندر لوقــا

تزداد القناعة عمقا لدى المعنيين بدراسة حدث ما من أحداث التاريخ، بوجوب التعامل مع الحدث بأسلوب أقرب ما يكون إلى التعامل مع الكائن الحي منذ لحظة ولادته إلى يوم رحيله.
في اعتقادي أن هذه الرؤية صائبة تماماً، إذ اعتماداً عليها يمكن تسخير هذا الحدث أو ذاك لمصلحة الزمن الراهن سواء كان في نطاق الرؤية المتاحة أو على نحو التوقعات والاحتمالات القادمة.
إن قراءة الحدث بهذا المنظار يماثل تتبع حياة الكائن البشري في مراحل نموّه كافة. من هنا كثيراً ما يؤخذ الحدث، بغض الطرف عن قيمته في نظر البعض، كبرهان أو كدليل لما يمكن أن يحدث أو لما يمكن أن يستنتج، في وقته، من مفاهيم على أرض الواقع. وكلما ازداد الحدث قرباً من مفهوم القضيّة تبعا لهذه المعادلة، اقترب من الواقع الذي يمكن تصور وقوعه. من هنا جاءت الفرضية التي تقول بمعادلة التاريخ يعيد نفسه.
إن حدث الأمس، سواء أكان قريباً نسبياً أم بعيداً نسبياً، لا بد أن يكون له وقعه في حدث الحاضر. وقد ثبتت مع مرور الأيام في منطقتنا تحديدا، أهمية قراءة الحدث أيا كان محتواه، لأنه قد يكون بداية حدث جديد أو بداية قضيّة تستحق التأمل في تبعاتها قبل وقوعها، وفي كتب التاريخ أحداث لا تعد ولا تحصى قرئت تبعاتها المحتملة قبل وقوعها فكانت بداية قضية رابحة لأنها لم تكن على غرار النظرة السطحية التي يعتمدها البعض بأن ما كتب على الجبين تراه العين.
إن قراءة الحدث أيا كان تاريخه، يغني المعني به عن الوقوع في شباك خطأ اللحظة التي قد تكون مميتة في أحيان كثيرة، ومن هنا أكرر أهمية قراءة الحدث أيا كان تاريخه وتحليل تبعاته بعمق وبموضوعية وبعيداً عن مؤثرات الـ«أنا» التي يدعي صاحبها معرفة كل ما سيكون ويتصرف على النحو الذي يراه بعيداً عن رأي الآخر.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن