قضايا وآراء

يداً بيد لدفع العلاقات الصينية السورية

| بقلم سعادة السفير – تشي تشيانجين

تعتبر سورية بلداً صديقاً تقليدياً للصين في الشرق الأوسط، وتضرب جذور الصداقة بينهما إلى أعماق التاريخ، حيث ربط طريق الحرير القديم بين الشعبين منذ العصور القديمة، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 62 عاماً، قطع التعاون الودي والمنفعة المتبادلة بين الجانبين مشواراً بعيداً في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، وعاشتا سوياً تحديات التغيرات والتذبذبات الدولية والإقليمية. وبعد اندلاع الأزمة السورية، كانت الصين تقف بثبات مع الشعب السوري وقدمت لسورية الصديقة دعماً سياسياً قوياً ومساعدات إنسانية بقدر الممكن، وبينما قدم الجانب السوري دعماً قوياً للصين في القضايا التي تتعلق بمصالح الصين الجوهرية والحيوية، ما يكفل للجانبين تحقيق الإنجازات الإيجابية في التعاون بين البلدين اقتصادياً وتجارياً وثقافياً وتعليمياً وعسكرياً وأمنياً على حد سواء.
تدعو الصين دائماً إلى حل الأزمة السورية من خلال المفاوضات والمصالحة على أساس قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 2254، وهي الطريقة الوحيدة لجميع الأطراف ذات الصلة بالقضية السورية، كما تؤيد الصين محادثات جنيف وحوار أستانا وغيرهما من عمليات السلام، وتتمسك بمبادئ الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، ويعتقد الجانب الصيني أن زمام اتخاذ القرار في القضية السورية يجب أن يكون في يد الشعب السوري، وإننا نتعاطف بشكل عميق تجاه التخريبات والخسائر التي خلفها الإرهاب للشعب السوري، غير أنه مما يثلج صدورنا أن نرى أن المعارك العسكرية ضد الإرهاب حققت الانتصارات المتواصلة في سورية، وأصبح فجر السلام ليس بعيد المنال، ونأمل أن تبدأ إعادة الإعمار الاقتصادي لسورية وتحقق سورية النمو والازدهار في أسرع وقت ممكن، ويتمتع الشعب السوري بحياة آمنة وكريمة من جديد.
تقدر الحكومة الصينية دور سورية ومكانتها في الشرق الأوسط وترغب في زيادة تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع سورية في ظروف تاريخية جديدة، وتعتبر سورية شريكاً طبيعياً ومهماً للتعاون في إطار مبادرة «الحزام والطريق»، وتتطابق إستراتيجية «التوجه شرقاً» التي طرحها فخامة الرئيس بشار الأسد مع مبادرة «الحزام والطريق»، مما يخلق فرصة إستراتيجية قيمة للبلدين لفتح مجالات تعاون جديدة وارتقاء التعاون إلى مستوى جديد وتحقيق إنجازات جديدة.
نستعد للعمل مع الجانب السوري لتحقيق الالتحام الفعال بين مبادرة «الحزام والطريق» وإستراتيجية «التوجه شرقاً» في أسرع وقت ممكن، ونسعى إلى تحقيق تناسق السياسات وترابط البنية التحتية وتواصل الأعمال التجارية وتداول الأموال وتفاهم الشعبين بين البلدين انطلاقاً من مبادئ التشاور والتشارك والتنافع حتى تحقيق خيرات ملموسة للشعبين ودفع باستمرار العلاقات الثنائية إلى مستقبل جديد وأفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن