من دفتر الوطن

الحق على المجتمع!

| عبد الفتاح العوض

مَنْ أفضل مجتمعنا أم مثقفونا؟!
والأفضل هنا تتعلق بالوعي إضافة إلى السلوك العام.
مناسبة هذا السؤال ما تمت إثارته من آراء حول المجتمع السوري وما ينشر على صفحات الفيس بوك وما إذا كانت الآراء التي يتم نشرها فعلا تعبر عن السوريين.
أنقل من عبارتين فقط مما جاء في وصف المجتمع من خلال ما ينشره بعض السوريين على الفيس بوك: «المجتمع ضيق وصغير وضحل ومتشرذم بشدة».
وفي العبارة الثانية: «حسود وحقود ومحدود وأحمق».
وقد لقيت مثل هذه الآراء بعض من يساندها على حين آخرون وجدوا فيها ظلماً للمجتمع.
وأعود هنا إلى مرحلة من مراحل الأزمة عندما أصبح السؤال الذي يطرحه الناس بعضهم على بعض، من أين جاء كل هذا العنف والسوء في المجتمع السوري؟
وتتبعه أسئلة أخرى لها علاقة بالطائفية، حيث اعتبر البعض أن السوريين طائفيون، وكانت طائفيتهم مغطاة بقشور، جاءت الأزمة وكشفت هذه الطائفية وعرّت المشاعر السلبية لدى «الجميع ضد الجميع»!!
وهنا أود أن أعبر عن احترامي لهذه الآراء وإن كنت لا أوافقها لعدة أسباب.
لعل أول سبب أن المجتمع السوري بدا واضحاً أنه أكثر وعياً من مثقفيه، وأن نخبة المثقفين الذين كانوا يعتبرون قادة رأي تاهوا في سوق السياسة وأصبحوا في سوق النخاسة.
ثم إنه ما كان للدولة أن تنتصر إلا بمجتمع مساند ومساعد، ولعل استمرار المؤسسات الحكومية شاهد على بقائها حتى في الظروف الصعبة إلا من خلال موظفيها المتنوعين فكرياً وعقائدياً.
فالمجتمع في بيئاته المختلفة أكثر جمالاً روحياً وأكثر أناقة بالتسامح والتعاون، فلو أخذت عينة من الجمعيات الخيرية والمجموعات التطوعية لكان من الممكن أن نرى هذا المجتمع بصورة أفضل.
ومع التأكيد أننا لا نتحدث عن مجتمع مثالي فلديه الكثير من العيوب والخطايا، لكن عادة ما تكون المجتمعات نتاجاً جماعياً للسياسة والاقتصاد والثقافة والتقاليد وغيرها.
وما نراه الآن ليس إلا ارتدادات الزلزال الذي أصاب بلدنا، وهي أمراض قابلة للشفاء إن وجدت بيئة تساعد على ذلك. الحكم على المجتمع في هذه المرحلة ليس عادلاً فقد عانى ما عانى على مدار السنوات الفائتة، والظروف التي مرت على الكثيرين غير قابلة للاحتمال ومن ثم تترك آثارها على أفكارنا وسلوكنا وآرائنا، ثم نمر بمرحلة استشفاء تعيدنا إلى الصواب والصحة.
إن فكرة الاستعلاء على المجتمع ليست فكرة صائبة وخاصة عندما تأتي شخصيات لها مكانها ومكانتها ولها دورها في التعامل مع هذا المجتمع.
المجتمع السوري ليس مثالياً بالتأكيد، لكن بأكثر من هذا التأكيد هو مجتمع واعٍ وما مرّ بنا مع كارثيته ليس إلا مدخلاً للتحول إلى مجتمع حضاري بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

أقوال:
أنا لست منعزلاً عن المجتمع، أنا منعزل عن الأغبياء.
المجتمع حفلة تنكرية نخفي فيها وجوهنا.
إن قطعة الذهب قد تسقط في الوحل فيصيبها الأذى ولكنها تبقى ذهباً.

في عيد الصحافة السورية!!
عيد الصحفي السوري أيها السادة عندما يكون لدينا إعلام محترف.
الصحفي السوري يكتب بأحرف ثقيلة.. فيتحول إلى موظف وينسى أنه مبدع.
للزملاء أصدقاء القلم.. كل عام وأنتم على قيد الأمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن