رياضة

إستراتيجية الطفرات

| مالك حمود

بينما أتابع سلسلة النجاحات المتلاحقة التي يسجلها البطل السوري مجد غزال بنجوميته العالية والعالمية في الوثب العالي، ثمة سؤال يخترق شريط الصور الخارجية الجميلة:
هل يشارك مجد في البطولات المحلية لألعاب القوى؟
وهل من منافس له على الصعيد المحلي في هذه الرياضة الرشيقة والأنيقة والبالغة الصعوبة؟
بل هل من لاعبين في سورية قادرون على الاقتراب من أرقامه؟!
لا أظن ذلك، ولو كانت الأمور كذلك لوجدنا مشاريع الأبطال يشاركونه التدريب في معسكراته الدائمة.
وجود الغزال السوري في طابق فني وحده يرسخ نظرية الطفرات في رياضتنا، لكن ذلك لا يعني أن البطل والبطولة حالة لن تتكرر.
فالموهبة موجودة في كل زمان ومكان، ولكن شريطة البحث عنها لاكتشافها من دون أن ندع الأمور للمصادفة، ومثالنا في ذلك دول المغرب العربي الغنية بالعدائين، وعلى مر عشرات السنين.
الكشف عن المواهب مسألة مهمة ولكن الأكثر أهمية إيجاد القاعدة الأساسية للكشف عن تلك المواهب وتأهيلها وتدريبها وتنشئتها وفق أسس أكاديمية.
من هنا تأتي أهمية خطوة الاتحاد السوري لألعاب القوى بافتتاح مراكز تدريبية نوعية لألعاب القوى في عدة محافظات، ونظراً لأهمية المدارس في هذه المعادلة فقد كان التنسيق والتعاون مع وزارة التربية وبعض مديرياتها، الخطوة جيدة وضرورية لرياضة تعتبر أم الألعاب لكونها تجمع الأوجه العديدة للرياضة من سرعة وقوة وتحمل ورشاقة ووثب وقفز وجري ورمي ودفع. وعمل اليوم قد لا نقطف ثماره في القريب العاجل، لكننا سوف نلمح نتائجه في الوقت الراهن، ونلمس إيجابياتها في المراحل القريبة القادمة، مادام العلم في الصغر كالنقش على الحجر، وإدخال المدارس في هذه المعادلة يزيد من مساحة الفائدة ولنتذكر أيام زمان عندما كانت بعض الأرقام السورية بألعاب القوى تتحطم في البطولات المدرسية، ومثال ذلك اللاعب توفيق نعلبند الذي قام ذات يوم بتحطيم الرقم السوري للوثبة الثلاثية في بطولة الجمهورية للمدارس الثانوية، وكان يومها بطلاً بألعاب القوى ولاعب كرة قدم أيضاً في نادي الكرامة.
فهل آن أوان الأوان لقوانا للعمل الإستراتيجي بعيداً عن الطفرات؟.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن