قضايا وآراء

إدلب.. اقتراب الحسم

| ميسون يوسف

عندما تم جمع الإرهابيين في إدلب بعد نقلهم من مناطق سورية استعادها الجيش بعمليات تحرير شملت تسويات ومصالحات، ظن البعض بأن الدولة ارتضت أن تتنازل للإرهاب عن قطعة عزيزة من الأرض السورية أو تمكن جار السوء التركي من وضع اليد على هذه المنطقة احتلالاً وبسط سيطرة، لكن الظن كان في مكان والحقيقة في مكان آخر لا بل باتجاه معاكس تماماً، فسورية التي كانت تعرف هدف كل خطوة تقدم عليها لم تكن بحاجة لشرح إستراتيجيتها لغير المعنيين بها من الأصدقاء ومن القوى المولجة بالعمل والتنفيذ وهنا كانت مشكلة من انساق وراء ظنونه واعتبر أنه حقق كسباً ولو محدوداً ضد سورية.
أما الإرهابيون الذين انتشروا في البدء في إدلب أو جاؤوا إليها من خلال عملية التجميع فقد ظنوا أن وجودهم في المنطقة سيكون أبديا نهائياً متكلين في ذلك على التركي وجيشه الذي دخل تحت عنوان من مخرجات أستانا وما تضمنته من منظومة خفض التصعيد ثم انقلب إلى محتل يمارس احتلاله بخبث وغدر.
وزاد طمأنينة هؤلاء الإرهابيين انتشار نقاط مراقبة إيرانية تركية وروسية قيل إن مهمتها منع المواجهات العسكرية وتثبيت الهدوء من غير أي مس بما يسمى تلفيقاً المعارضة المسلحة أو المعتدلة إلى ما هنالك من تسميات لا وجود لها في عالم القانون والأعراف في النزاعات والصراعات.
لكن كان للدولة السورية رؤية وقرار يختلف عن كل ظنونهم. قرار اتخذته القيادة التي التزمت منذ اليوم الأول للعدوان على سورية التزمت الدفاع عن كل الأرض السورية وتطهير كل شبر منها من الإرهاب والمحتل أياً كان هذا المحتل، كما قرر وأعلن الرئيس بشار الأسد بشكل واضح لا لبس فيه، وكما خططت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، وكما يتحضر الجيش العربي السوري مع حلفائه الصادقين المخلصين لتحرير إدلب واستعادتها إلى كنف الدولة، كما حرر وطهر ما سبقها من أرض سورية كان آخرها الغوطة والجنوب السوري والبادية.
إن ساعة الصفر لمعركة تحرير إدلب وريفها وحتى الحدود الدولية تقترب، وعلى المعنيين بشأنها أن يفهموا هذه الحقيقة ويوفروا على أنفسهم الخسائر التي لا بد منها إن كابروا وتعنتوا وذهبوا إلى الميدان، فقرار سورية قرار نهائي لا رجعة فيه؛ التحرير الكامل والناجز لكامل الأرض السورية الواحدة، الموحدة وكل قول آخر لا محل له في القاموس السوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن