رياضة

تصغير وتكبير..!

| مالك حمود

ما يحدث في أجواء سلتنا يذكرنا بالواقع التجميلي الذي تعيشه فتيات مجتمعنا، حيث ينصرف جل التفكير في كيفية إجراء عمليات (التكبير والتصغير) وبالطبع فالحلول الطبية حاضرة وبقوة والتكبير قائم ولعدة أماكن في الجسم، وكذلك التصغير، ولا أحد يدري كيف الأمر يسير، فالنتائج ليست مضمونة في كل الأحيان. حالها كحال واقعنا السلوي!
فالاتحاد السوري لكرة السلة ومنذ إقراره تصغير أعمار لاعبي فرق دوري المحترفين وبشكل تدريجي لتصل الأمور إلى الفرض على كل فريق إدراج (6) لاعبين ضمن لائحة المباراة أعمارهم تحت الـ(24) سنة من باب تشجيع الشباب وإعطائهم الفرصة بالمشاركة حتى لو لم تتم على أرض الواقع، ليأتي التوجه بعدها بفرض لاعبين اثنين من الشباب ضمن التشكيلة الأساسية في الملعب على أن يلعب كل منهما (40) دقيقة.
توجه اتحاد السلة يبدو منطقياً من وجهة نظره ونظر مستقبل اللعبة الباحثة عن الوجوه الواعدة لما أصابها خلال سنين الأزمة من هجرة واسعة ولاسيما للمواهب الواعدة، ليكون اعتماد عدد كبير من الفرق على اللاعبين المخضرمين الذين بقوا في الميدان لاعبين ومحترفين، ليصطدموا بالقرارات التي راحت تطيح بتاريخهم وأحلامهم وتدعهم على كرسي التبديل أو المدرجات!
ما يحدث مؤخراً من توجهات سلوية يثير حفيظة اللاعبين المخضرمين في كرة السلة السورية ويدفعهم للمخاطبة الرسمية لاتحاد اللعبة عن دوره في الحفاظ على حقوقهم كلاعبين محترفين.
المسألة تدفعنا لسؤالين عاجلين:
أين لجنة اللاعبين المحترفين بكرة السلة السورية كي تأخذ دورها في المطالبة بحقوق اللاعبين وتضمن لهم متطلباتهم ومستقبلهم.؟!
وأين المستقبل الذي وفَّره اتحاد كرة السلة لهؤلاء اللاعبين عندما فرض على الفرق تقليص مساحة اللاعبين فوق (24) سنة.؟!
نعرف أن اتحاد اللعبة يهدف بتوزيع اللاعبين المخضرمين على بقية الأندية لتجديد دماء اللعبة وتقوية بقية أندية الدوري، ولكن هل يضمن لهذه الأندية أن تدفع لهم الرواتب الملبية، أو المقاربة للرواتب التي كانوا يتقاضونها في أنديتهم.؟!
وهل ينسجم نظام تحديد الأعمار مع نظام الاحتراف السلوي، أم إننا سنبقى نعمل ضمن الهواية المغلفة بالاحتراف؟!
المسألة فنية ومعيشية ومستقبلية لهؤلاء اللاعبين، والأجدر البحث في تعزيز الإمكانات المادية لبقية الأندية وتقوية وتفعيل الفئات العمرية وتعزيز فئة الشباب بابتكارات جديدة وعديدة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن