شؤون محلية

بعد عام على تحرير دير الزور… الخدمات ما زالت سيئة! … أجرة الانتقال من بلدات الخط الشرقي إلى دير الزور تعادل تكلفة الوصول إلى دمشق

| عبد المنعم مسعود

تقترب محافظة دير الزور من ذكرى مرور عام على تحريرها وفك الحصار عن أحيائها، إلا أن المحافظة مازلت تصر على اختصار خدماتها في حيين لا أكثر هما الجورة والقصور وتوابعهما في وقت تغيب فيه الخدمات عن كامل الخطين الشرقي والغربي لجهة الشامية من نهر الفرات، علماً أن حيي الجورة والقصور أساساً لم يخرجا من سيطرة الدولة طوال سنوات الحرب والحصار وبقيت المؤسسات الحكومية تؤدي خدماتها منهما كما تفعل الآن لا بل إن من طرائف الأمور عمليات تركيب الشبكة الكهربائية التي تتم في هذين الحيين.
تنسى إدارة المحافظة عمداً أو من دون قصد أن المحافظة تبدأ بالريف فهو مرتكز الإنتاج الزراعي والحيواني وأن العمل على إعادة الحياة في الريف هو الخط الشرقي الذي يمتد لأكثر من مئة كيلومتر، ما يدفع للتساؤل ماذا وفرت من سبل الحياة وماذا قدمت من خدمات ولو على صعيد المواصلات التي أصبح المواطن يدفع من 4-8 آلاف ليرة للوصول إلى مدينة دير الزور لانجاز إخراج قيد مدني لا يتجاوز سعره 200 ليرة. علما أن أجرة النقل البولمان من دمشق إلى دير الزور أو بالعكس لا تتجاوز 5 آلاف ليرة، كما أوضح احد أبناء الريف الشرقي ش. م ويكمل متسائلاً ماذا يفعل من لديه حاله صحية طارئة في منطقة تمتد لمسافة مئة كيلومتر لا يوجد فيها مشفى واحد في حين أن المراكز الصحية في الريف ومدينة الميادين الذي زعمت إدارة المحافظة افتتاح مركزاً صحياً فيها بحضور اللجنة الوزارية بعد أن تم إصلاح الشبابيك ودهن الحيطان لتعتبر إدارة المحافظة أن ذلك انجازا لا يعلو عليه انجاز يستحق لجنة وزارية لتدشينها، في حين أنه لا يقدم سوى حبوب السيتامول إن وجدت، وإن تصادف وجود الممرض في أوقات ما يسمى الدوام الرسمي لدوائر الدولة.
وبالعودة إلى مدينة دير الزور فان ما يسمى فتح الطرقات وترحيل الأنقاض لا يتعدى إزالة الأتربة من الطريق ورميها على جانبيه لتشكل سواتر ترابية على الجانبين كما يقول ع. م لـ«الوطن» بأن الحديث عن ستة مليارات خصصتها الحكومة للمحافظة للصرف على الخدمات فانك على ارض الواقع لن تجد شيئا منها على مستوى المؤسسات الحكومية في الريف والتي تشكل اغلب حاجات الناس وما يقال عن ذلك هو شكلي فلا مشافي ولا أسواق ولا محاكم ولا أحوال مدنية ولا كهرباء ولا هاتف مبينا أن المخابز في الريف ومدنه هي مخابز خاصة.
«الوطن» حاولت أكثر من مرة التواصل مع محافظ المدينة للتعليق على ما سبق وفي كل مرة يؤكد محافظ المدينة أن استقاء الأخبار في المحافظة يتم إما عن طريق صفحة المحافظة على فيسبوك أو عن طريق المكتب الصحفي الذي سيزود وسائل الإعلام بتعليق المحافظ.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن