سورية

روت قصة استشهاد أسرتها على يد التنظيم … يافعة من «الشبكي» أنجاها خزان مياه

| وكالات

في مشهد تقشعر له الأبدان، روت الفتاة حنين الجباعي، كيف شهدت بأم عينها استشهاد والدتها وشقيقتيها في الهجوم الوحشي الذي نفذه مسلحو تنظيم داعش الإرهابي على قريتها في ريف السويداء الشرقي الشهر الماضي، وكيف نجت من المجزرة.
وسردت حنين ذات الـ17 ربيعاً، في حديث لوكالة «شينخوا» الصينية، كيف انقلبت حياتها في 25 من الشهر الماضي، بعد استشهاد والدتها وشقيقتيها على أيدي مسلحي التنظيم الذين اجتاحوا قريتها الشّبكي.
وذكرت حنين، أنها شهدت بعينها مقتل أمها المريضة التي حاولت الدفاع عنها وعن شقيقتيها اللتين لم تبلغا عامهما الـ12، أثناء اقتحام مسلحي داعش منزل الأسرة.
وقالت: «استيقظت على صوت إطلاق كثيف للنار والرصاص يخترق باب منزلنا الحديدي، ودخل مسلحون إلى المنزل وقتلوا أمي بجوار الباب، أرادوا أخذي معهم لكنني قاومت وطلبت من شقيقتاي القفز إلى خزان مياه منزلنا». وأكدت حنين أنها لم تجد طريقة أخرى وشقيقتيها للفرار من مسلحي التنظيم، إلا بالقفز إلى خزان الماء، وأضافت: «رميت بنفسي أمام شقيقتي لكنهما كانتا خائفتين بعدما شاهدتا الدواعش، وأمسك أحدهم بيدي، على حين كنت أحاول الاختباء داخل الخزان، الذي كان ممتلئاً حتى نصفه، لكنني تمكنت من الإفلات من قبضته، فأمسك بشقيقتي ومنعهما من القفز ورائي».
وتابعت: إنه بعد أن قفزت إلى الخزان اعتقد الإرهابيون أنني غرقت، واقتادوا شقيقتي إلى خارج المنزل وقتلوهما في وقت لاحق. ولفتت حنين إلى أنها بقيت في الخزان حتى توقفت أصوات إطلاق النار لتخرج بعد ذلك ويكون أول ما تراه عيناها جثة والدتها، وأضافت: «عندما صعدت من الخزان، أسرعت إلى المكان الذي كانت والدتي تحتفظ فيه بدوائها وابتلعت كمية كبيرة منه للانتحار، خوفاً من عودة الإرهابيين مرة أخرى لأخذي».
ولحسن الحظ، لم يتسبب الدواء بموت حنين، لكنه أصابها بالإغماء، لتستيقظ بعد ذلك وهي على سرير المستشفى في السويداء بعد إسعاف ابن عمها وسكان آخرين من القرية لها.
وختمت حنين حديثها وعيناها غارقتين بالدمع، وأجهشت بالبكاء قائلة: إنها تقبلت حقيقة رحيل والدتها وشقيقتيها بمرارة، وإنها تسعى لمواصلة دراستها لتحقق حلم عائلتها وتصبح طبيبة لتضمّد راح المغدورين والمنكوبين في بلدها.
وكان التنظيم الإرهابي قد شن هجوماً دموياً في 25 من الشهر الماضي على مدينة السويداء وسبع قرى في ريفها الشرقي، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 250 شخصاً من المدنيين.
وذكرت تقارير إعلامية حينها، أن التنظيم الإرهابي «خطف 36 سيدة وطفلاً أثناء هجومه، تمكنت أربع سيدات منهن من الفرار في وقت لاحق، على حين عثر على جثماني اثنتين أخريين، على حين أفادت شبكة «السويداء 24» على موقعها الإلكتروني أن جميع المخطوفين من قرية الشبكي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن