ثقافة وفن

«بحر الدموع وأرض الشموع» سرديات لسهام يوسف توقعه في دمشق … يوسف لـ«الوطن»: كتابي قصص واقعية عشتها ووثقت حكاياتها

| سارة سلامة- ت: طارق السعدوني

لأنها واحدة من نساء سورية المحملة بعاطفة وعشق وحب لبلدها الذي لطالما اعتبرته أمها الكبرى، فهي لم تكن مع كل الذي حدث تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي بل دفعتها الحرب للكتابة وأيضاً لازدياد عدد زياراتها لأمها سورية وهي في عزّ جرحها ووجعها، لتعيش معاناة الناس وتقف إلى جانبهم وتجمع صرخات اللاجئين من بين موجات بحر لم يرأف لدمعة أم بكت ولا لابتسامة طفل يطمح ولا لنظرات شيخ يأمل، فحمل كتابها قصصاً بعضها حقيقي عاشته والبعض الآخر سمعته فكتبته لتنقل لنا معاناة اللاجئين وعذابهم في البحر الأبيض المتوسط وعن الأرواح التي زهقت والشهداء الذين قدموا أعظم ما يملكونه هي اليوم توقد لهم الشموع من حب وسلام ونور، حيث وقعت الكاتبة السورية المغتربة سهام يوسف كتابها بعنوان «بحر الدموع وأرض الشموع» الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب وذلك في فندق (الداما روز).

مزروعة في أرض الوطن
وقالت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان في تصريح خاص لـ«الوطن»: إن «سهام سيدة سورية سريانية من القامشلي ذهبت منذ أكثر من أربعين عاماً إلى السويد، ولكنها بقيت مزروعة في أرض الوطن وبقي الوطن في قلبها، وهي من النساء السوريات اللواتي حملن الوطن حيثما ذهبن بكل التفاصيل، كما أنها عملت أعمالاً مختلفة كمترجمة وكاتبة وكانت سورية حاضرة دائماً معها».
وأضافت شعبان: إن «يوسف ومنذ بداية الحرب أصبحت علاقتها أقوى وأمتن مع سورية لأنها شعرت أن بلدها بحاجتها في هذا الوقت، وكتبت كتابها الأول (التوءمان أمي وسورية)، لتقول من خلاله إن سورية هي الأم الكبرى لها ووالدتها، والآن هي توقع كتابها الآخر «بحر الدموع وأرض الشموع» تنشره في سورية ثم تترجمه في المغترب، لتكون واحدة من المغتربين الذين كثفوا زياراتهم في الحرب إلى سورية وشعروا مع الناس ووقفوا مع الوطن والجيش السوري والحكومة السورية، هؤلاء يستحقون منا كل التحية والتكريم لأن صمود السوريين في كل مكان هو الذي مكّن سورية من الصمود والانتصار».

يلخص معاناة اللاجئين
وبدورها قالت الكاتبة سهام يوسف: «الكتاب عبارة عن قصص حقيقية وواقعية عشتها وكتبت عنها، بما أنني أعمل كمترجمة محلفة مغتربة في السويد عملت على توثيق الحكايات الحقيقية لناس كثر خسروا أقرباء وأحباء في دوامة الهجرة التي عصفت ببلدي، والكتاب يلخص معاناة اللاجئين الذين تركوا بلدهم بسبب الحرب وسافروا خارج سورية وحالة الغرق التي تعرض لها الكثير من الأطفال والشيوخ والرجال والنساء في البحر الأبيض المتوسط».
وبينت يوسف: «في البداية كنت أكتب مقالات والحرب دفعتني لأكتب كتابين أولهما باسم (التوءمان)، و(بحر الدموع)، والأخير هو عبارة عن سرديات لأنه يحمل قصة وراء قصة بعضها حقيقية والأخرى سمعتها وكتبتها، والكتب في هذا الوقت تشكل أهمية كبيرة لما تحمل معها توثيقاً للتاريخ حتى تعرف الأجيال القادمة الحقيقة».
وعن العنوان قالت يوسف: «موجات البحر الأبيض المتوسط أخذت معها ابتسامات وأحلام وحياة الكثيرين وهناك من خسر عائلة بأكملها، والشموع تُشعل لأرواح الشهداء ولانتصار البلد».

تعكس حالات إنسانية
ومن جهته أكد نائب رئيس مجلس الشعب المخرج نجدة أنزور: «من الجميل رؤية كتّاب يكتبون عن الأزمة بطريقة أدبية لأننا بحاجة إلى توثيق ما جرى من خلال الأدب والكلمة ومن خلال روائية تقطن خارج حدود الوطن تشعر بهذه المعاناة، ونحن اليوم نقف معها ونشجعها لأنها تحمل الكثير من الصدق وتعكس حالات إنسانية نحن بحاجة لإبرازها، فالحرب كانت شديدة على سورية من كل النواحي ومن دفع ثمن هذا الشيء في سورية هو الإنسان، لذلك من الأهمية بمكان تجسيد هذه اللحظات من خلال الأدب ونتأمل أن كل أدبائنا وكتابنا ينحون هذا المنحى ويؤرخون للأزمة من خلال الأدب».

تكتب بعاطفة كبيرة
ومن جانبها قالت الإعلامية هيام الحموي: « إن الكتاب يحمل بين دفتيه ترجمة وتوثيقاً لمعاناة اللاجئين، وهذا شيء مهم جداً حيث يلتقي اللاجئون جميعاً في تألمهم من الحرب التي حدثت في بلدهم وعاشها كل منهم بطريقة مختلفة، ومهنة الترجمة بالمكان الموجودة فيه يقتضي الأمانة كما أن أسلوبها يتمتع بالسلاسة وتكتب بعاطفة كبيرة في هذا الموضوع المؤلم».
والكاتبة سهام يوسف من مواليد القامشلي عام 1961 انتقلت للإقامة في السويد عام 1978 وعملت مدرسة لغة عربية وحازت شهادة مترجم محلف في اللغات العربية والسويدية والسريانية، كما نشرت العديد من المقالات الصحفية وأصدرت كتابها الأول «التوءمان أمي وسورية» عام 2015 وتبنت هيئة الكتاب إصداره عام2016.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن