سورية

اعتقلت المزيد من مرشحي «الإدارة المحلية».. و«التحالف» واصل ضخ الدعم لها … إغلاق «قسد» للمدارس يدفع الأهالي للانتقال إلى مناطق سيطرة الجيش

| سامر ضاحي – وكالات

أكدت مديرة التربية في الحسكة إلهام صورخان، أن قيام «قوات سورية الديمقراطية –قسد» بإغلاق المدارس التي تقوم بتدريس المنهاج الرسمي دفع الأهالي الى اللجوء إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري وترك المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وبينما ضرب أهالي الحسكة عرض الحائط بتهديدات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» وأعادوا فتح مدارسهم، اعتقلت الأخيرة المزيد من المرشحين إلى انتخابات «الإدارة المحلية» التي ستجري منتصف الشهر القادم.
وفي التفاصيل، فقد أصدرت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تعتبر ذراعها المسلح المتمثل بـ»وحدات حماية الشعب» العمود الفقري لـ«قسد»، بلاغاً يقضي بإغلاق المدارس الخاصة التابعة لكنائس محافظة الحسكة.
وتحدثت مصادر أهلية في الحسكة لـ«الوطن»، أن قوات الأمن الداخلي الكردي «الاسايش» التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي- با يا دا» الكردي الذي يشرف على «الادارة الذاتية» قامت بإغلاق مدارس الأمل التابعة للسريان الأرثوذكس بمدن الحسكة، والدرباسية والمالكية، ومدارس الأرمن في المالكية والحسكة قبل أن تقوم أيضاً بإغلاق مدرسة النهضة الخاصة التابعة للكنيسة الانجيلية الوطنية في مدينة الحسكة بسبب تدريس هذه المدارس للمنهاج الحكومي الرسمي.
وفي وقت لاحق أكدت المصادر، أن الأهالي قاموا بإعادة افتتاح المدارس الخاصة التابعة للمطرانية في مدينة القامشلي بعدما طردوا «الأسايش»، وهي مدرسة الأمل المجاورة لكنيسة السيدة العذراء، ومدرسة كبرائيل الواقعة في حي الموظفين ومدرسة الأمل في حي الأربوية وكذلك مدرسة الحرية الواقعة في الحي الغربي من المدينة، وذلك بعد إغلاقها من قبل «الإدارة الذاتية».
وأكدت المصادر الأهلية، أن العاملين الإداريين في هذه المدارس كانوا على رأس عملهم أمس.
وشهدت القامشلي الثلاثاء الماضي استياء شعبياً من إغلاق المدارس، حيث خرج عشرات المواطنين من سكان القامشلي في تظاهرات عبرو خلالها عن معارضتهم لقيام «الآسايش»، وقوات المجلس العسكري السرياني بالسيطرة على المدارس الخاصة التابعة للكنائس، أطلقت خلالها «الآسايش» أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتظاهرين.
وفي اتصال هاتفي أجرته «الوطن» مع مديرة التربية في الحسكة، أشارت صورخان إلى وجود حلول بديلة نظراً لقيام «قسد» منذ العام الماضي باتباع سياسة إغلاق المدارس الحكومية بهدف «فرض مناهجهم الكردية وإرادتهم على الأرض»، ولفتت إلى أن «قسد» مستمرة بإغلاق المدارس.
وأوضحت صورخان أن من بين الحلول البديلة تسهيل المديرية نقل الطلاب إلى المدارس الحكومية في مناطق سيطرة الجيش، مؤكدة أن إغلاق «قسد» للمدارس في مناطق سيطرتها دفع الكثير من الأهالي للانتقال إلى مناطق سيطرة الجيش العربي السوري حرصاً على تلقي أبنائهم التعليم وفق المناهج الحكومية.
ولفتت إلى تركيب 70 غرفة مسبقة الصنع سيتم استثمارها كغرف صفية في الخدمة خلال العام الدراسي الحالي إضافة إلى إجراءات تم اتخاذها العام الماضي حيث تم تحويل الدوام إلى نصفي بغرض استيعاب الطلاب القادمين من مناطق سيطرة «قسد»، وتحويل بعض المباني الحكومية إلى مدارس وهناك 16 منزلاً تنازل عنها الأهالي وتم تحويلها إلى مدارس أيضاً.
تصعيد «قسد» بإغلاق المدارس، ترافق مع تصعيد آخر لها تمثل باعتقال مزيد من مرشحي الإدارة المحلية، حيث قامت باعتقال كل من رئيس مجلس مدينة رأس العين داود عزت سليم بيك وكل من جمعة محمد الصالح ونواف سمعو النعسان ومعن عبد الحميد الشيخ من منزلهم في مدينة رأس العين وهم من المرشحين لانتخابات الإدارة المحلية هناك، وذلك بعد أن اعتقلت 17 مرشحاً في ناحية الجوادية بـ19 الشهر الجاري.
تأتي الإجراءات التعسفية المتبعة من «قسد» في ظل فلتان أمني يقض مضاجعها منذ أشهر، حيث تم امس تفكيك عبوة كانت موضوعة ضمن علبة مخصصة للطعام وضعت على سياج إحدى الكنائس في حي تل حجر، بالحسكة، وتوفي شخص إثر انفجار لغمٍ به، من مخلفات تنظيم داعش، في بلدة محكان بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، إضافة إلى مقتل مسلح منها إثر انفجار دراجةٍ نارية مفخخة، في قرية الصعوة بريف دير الزور الشمالي الغربي.
من جهته، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أن قافلة جديدة مؤلفة من عشرات الشاحنات تحمل على متنها معدات عسكرية ولوجستية ومواد بناء وغيرها من المعدات اللازمة لتوسعة مطار الشدادي، دخلت سورية أمس متجهة نحو مطار الشدادي العسكري، الذي أقامته قوات «التحالف الدولي»، بريف الحسكة الجنوبي، بالتزامن مع عمليات توسعة لقواعد عسكرية للاحتلال الأميركي في منطقة تل تمر بريف الحسكة الشمالي، وفي ريف عين العرب.
ولفت «المرصد» إلى أن عدداً الشاحنات التي دخلت إلى مناطق سيطرة «قسد» وصل إلى أكثر من 1300 منذ مطلع آب الجاري.
وأكد «المرصد»، أن عدد من الشاحنات التي تحمل على متنها مواد غذائية، دخلت إلى مناطق سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في الجيب الأخير للتنظيم عند الضفة الشرقية لنهر الفرات.
في الأثناء أعلن قائم مقام قضاء القائم العراقي، أحمد جديان، أن قيادة قوات حرس الحدود العراقية، أنجزت حتى الآن من الحاجز الأمني الذي شرعت بتشييده على الشريط الحدودي بين العراق وسورية، 35 بالمائة منه، موضحاً أن العمل مستمر به، وذلك لمنع تسلل الدواعش إلى أراضي العراق.
ورغم ذلك ذكر موقع «السومرية» العراقي، أن تفجيراً «انتحارياً» استهدف المدخل الجنوبي لمدينة القائم، أدى إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين وأربعة من القوات الأمنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن