سورية

«تلغراف»: روسيا تحشد في المتوسط لمعركة إدلب ومنع تدخل واشنطن

| وكالات

اعتبرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، أن روسيا تحشد بوارجها وسفنها الحربية بكثافة في البحر الأبيض المتوسط استعداداً للمشاركة في العملية العسكرية الرامية إلى تحرير إدلب من الإرهابيين، ولمنع تدخل الولايات المتحدة الأميركية عسكرياً في سورية.
وأفادت الصحيفة في تقرير، تتحدث فيه عن قيام روسيا بحشد بوارجها وسفنها الحربية بكثافة في البحر الأبيض المتوسط، بأن روسيا أرسلت على الأقل 10 بوارج حربية وغواصتين في منطقة الشرق المتوسط، فيما يعد أكبر حشد عسكري بحري للقوات الروسية منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سورية عام 2015.
وذكرت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمه موقع «عربي21» الالكتروني الداعم للمعارضة، أن هذه التحركات العسكرية الروسية تأتي في وقت وجه فيه الجيش العربي السوري اهتمامه إلى المعقل الأخير للإرهابيين في سورية والمتمثل في إدلب، لافتا إلى أن البوارج الروسية سلحت بصواريخ طويلة المدى، يمكن أن تستخدم في ضرب أهداف على الأرض لدعم الجيش العربي السوري.
وعلقت الصحيفة قائلة: إن «الحشد البحري الروسي لا يهدف فقط إلى دعم الجيش السوري في هجومه على إدلب، من خلال قصف مواقع المعارضة من البحر والجو معاً، لكنه يهدف أيضاً إلى منع تدخل الولايات المتحدة الأميركية عسكرياً إذا استخدم الجيش أسلحة كيميائية في هذا الهجوم».
علماً أن محافظة إدلب يسيطر على أجزاء واسعة منها تنظيم «جبهة النصرة» المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية.
ولفتت الصحفية إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون حذر الأسبوع الماضي من أن بلاده سترد وبقوة على أي استخدام جديد للسلاح الكيميائي، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الروسية ردت بعد أيام قائلة إن لديها أدلة على امتلاك التنظيمات الإرهابية في إدلب أسلحة كيميائية وإنها تخطط لاستخدامها.
وأكدت «ديلي تيلغراف» في تقريرها، أن الحشود العسكرية الروسية في البحر المتوسط تزامنت مع تحضيرات روسيا لأكبر مناورات تجريها منذ أكثر من أربعة عقود، لافتة إلى أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو قال: إن مناورات شرق 2018 ستنظم في وسط وشرق روسيا في أيلول، وسيشارك فيها نحو 300 ألف من الجنود، وأكثر من ألف مقاتلة، وأسطولان من الأساطيل البحرية الروسية وحاملات الطائرات. وأورد التقرير نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية، قولها: إن هذه المناورة ستكون الأكبر منذ المناورة العسكرية التي نظمها الاتحاد السوفييتي السابق غرب-81 في عام 1981، مشيراً إلى أن قواتاً منغولية وصينية ستشارك في المناورة الحالية.
ورأت الصحيفة البريطانية أن السيطرة على إدلب ستكون المرحلة الأخيرة في الحرب، وستمثل مرحلة نهائية حاسمة لوضع حد للتمرد الذي اندلع عام 2011، لافتة إلى أن روسيا حريصة على الحفاظ على علاقتها مع تركيا، التي تخشى من أن تؤدي عملية عسكرية لنزوح الملايين نحو حدودها، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها على اتصال مع جماعات المعارضة في إدلب لمناقشة إمكانية استسلامها من خلال التفاوض.
وبحسب التقرير، فإن موسكو حذرت الغرب من أن المعارضة ستحاول استخدام السلاح الكيمائي في إدلب، وإلقاء اللوم على الدولة السورية؛ لدفع الغرب للهجوم على دمشق وشن عمليات انتقامية.
وختمت «ديلي تلغراف» تقريرها بالإشارة إلى أن السيطرة على إدلب، ستكون معقدة.
وخلال الأيام الفائتة، تحدثت تقارير عن تعزيزات عسكرية أميركية وروسية جديدة في المتوسط، وحذرت من مفاقمة التوتر ومخاطر حدوث مواجهة بين القوتين النوويتين، بسبب ذريعة «سيناريو» استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية الذي تنفذه تنظيمات إرهابية بأوامر من الغرب وتتهم الجيش العربي السوري به.
وفي السياق، أكد «حلف شمال الأطلسي»، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن التعزيزات الروسية الكبيرة في المتوسط قبالة سورية، وقال متحدث باسم «الناتو» لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن البحرية الروسية دفعت بقوة كبيرة ضاربة إلى المتوسط، بما فيها سفن عدة مجهزة بصواريخ مدمرة.
وقال الناطق: «لن نتكهن في شـأن نية الأسطول الروسي، ولكن من المهم أن يمارس جميع الفرقاء ضبط النفس والامتناع عن زيادة الوضع الإنساني، المتدهور أصلاً».
تأتي هذه التعزيزات الروسية والأميركية في الوقت الذي هدد الرئيس دونالد ترامب باستهداف الجيش السوري قبل معركة إدلب.
كذلك، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداد بلاده لشن ضربات جديدة على سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن