سورية

رغم فقدان معاقله في سورية والعراق … داعش يتأقلم مع الحرب الإلكترونية ضده

| وكالات

أكد خبراء أن تنظيم داعش الإرهابي وبعد فقدانه لمعاقله في سورية والعراق، تحول إلى هيكلية تتخذ أكثر شكل عصابات تنشط في السر عبر الإنترنت، مشيرين إلى أن التنظيم تأقلم في هذا المجال بعد أربعة أشهر من حملة أمنية استهدفت أدوات دعايته ولا يزال نشطاً وخطراً.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن الخبراء قولهم: إن متطرفي داعش الناشطين عبر الانترنت تأقلموا وما زالوا نشطين وخطرين، وذلك بعد أربعة أشهر من حملة أمنية استهدفت أدوات دعايتهم عبر الانترنت في ربيع 2018.
وبحسب الخبراء، فإن العناصر المتطرفة للتنظيم باتت تستخدم أكثر المواقع غير التقليدية والشبكات الاجتماعية الخاصة ومواقع التراسل المشفرة السرية (دارك نت وديب ويب) لبث خطب قادتهم والدعوات للجهاد والتعليمات بتنفيذ اعتداءات.
وفي 27 نيسان 2018 كان مدير الشرطة الأوروبية «يوروبول» روب وينرايت، يشيد بأنه «سدد ضربة كبيرة لقدرات التنظيم في نشر دعايته عبر الإنترنت وتجنيد شبان في أوروبا».
وقال وينرايت: «وُجهت ضربة إلى قدرة التنظيم على تطوير معداته الإرهابية». لكن في 22 آب، وبعد أن بث زعيم داعش أبو بكر البغدادي بسهولة عبر الانترنت خطاباً يزعم فيه أن تنظيمه قائم وسيستمر، فإن ما قاله قائد الشرطة الأوروبية بدا ليس دقيقاً، بحسب الوكالة.
ففي بضع دقائق، بحسب دراسة لمنظمة غير حكومية أميركية «كونتر اكستريمزم بروجكت»، تم نقل خطاب البغدادي الذي بث عبر موقع «تيليغرام» إلى 21 موقع ويب على الأقل ما جعله غير قابل للمحو.
وكتبت تلك المنظمة: «يعد اللجوء إلى شبكات اجتماعية غير تقليدية، تطوراً بالنسبة لتنظيم داعش، في مواجهة حملات قوات الأمن»، مضيفة: إن «الوكالات على غرار أنتربول، لم تتمكن إلا جزئياً من منع تفشي رسائل المتطرفين عبر الإنترنت».
وأضافت: «إن أنصار التنظيم عبر الإنترنت يحاولون العثور على وسائل جديدة تتيح لهم عدم التعويل حصرياً على المواقع الحاضنة التقليدية التي قد تكون معادية». وفي منتصف آب أشار خبراء المنظمة إلى أن ناشطي التنظيم عبر الإنترنت، باتوا يفضلون «منصات التخزين السحابية» التي كثيراً ما ترتبط ببرمجيات تشفير، وذلك لبث وثائقهم مع جعل مراقبتها صعبة.
وفي هذا السياق، تم في 13 آب نشر وثيقة «بي دي إف» باللغة العربية تصف كيفية تصنيع متفجرات قوية، عبر «تليغرام»، كما نشرت في اليوم ذاته على عشرة حسابات مؤيدة لداعش على «تلغرام» متضمنة نصوصاً وصوراً.
وأوضحت إحدى مؤسسي موقع «جهاد سكوب» المتخصص وتدعى لورنس بيندنير أنه «يمكن رسم خط مواز بين ما يجري على الأرض وعبر الانترنت. فعندما كان التنظيم قوياً ميدانياً ولم تكن كبرى المواقع على غرار «فيسبوك» و«تويتر» قد وضعت أنظمة مراقبة، كان داعش يحتل الفضاء الافتراضي».
وأضافت بيندنير: «ثم فقد معاقله في سورية والعراق وتحول إلى هيكلية تتخذ أكثر شكل عصابات تنشط في السر، وبالتوازي حالما بدأت المواقع بالمراقبة والحجب وحذف آلاف الحسابات، اتجه الناشطون إلى منصات أكثر سرية وإغلاقاً على غرار تلغرام».
وفي تدوينة حديثة على موقع «أولتيما ريسيو» التابع لمركز دراسات الأمن بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، نقلت «أ ف ب» عن رافييل غلوك ولورينس بيندنر تأكيدهما، أنه «إزاء تزايد مراقبة المنصات الكبرى التي وضعت خصوصاً أدوات ذكاء اصطناعي، نوّع تنظيم داعش منافذه من خلال تسريب محتويات إلى مواقع أقل شهرة وأحياناً غير معروفة، لا تملك موارد كافية تخصصها للرقابة».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن