سورية

«المعارضة» أقرت بأن مصيرها بيد النظام التركي … روسيا تناقش مخرجات قمة طهران مع العراق.. وأردوغان يلهث خلف مخرج

| وكالات

بينما بحث روسيا مع العراق مخرجات قمة طهران التي جمعت قادة الدول الراعية لمسار «أستانا»، واصل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان البحث عن مخرج لإنقاذ الإرهابيين قبل إطلاق الجيش العربي السوري عمليته المزمعة في إدلب، فاستجدى نظيره الروسي فلاديمير بوتين للقاء جديد. واستضافت طهران يوم الجمعة الماضي قمة جمعت رؤساء روسيا وتركيا وإيران، فلاديمير بوتين، ورجب طيب أردوغان، ومحمد حسن روحاني، تركزت على الوضع في محافظة إدلب، طالب خلالها أردوغان بـ«هدنة» في إدلب، على حين وقف له روحاني وبوتين بالمرصاد، وشددا على ضرورة اجتثاث تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي من المحافظة. وأمس، ناقش سفير روسيا لدى العراق مكسيم مكسيموف، مع نائب رئيس العراق نوري المالكي نتائج قمة طهران، ونقل موقع قناة «روسيا اليوم» بياناً لمكتب المالكي أوضح فيه أنه «جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز أواصر التعاون المشترك في مختلف المجالات، كما تمت مناقشة مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة والعالم ونتائج قمة طهران».
وأضاف البيان نقلاً عن المالكي: إن «استعادة الاستقرار في مناطق التوتر وتحقيق الحل السياسي عبر الحوار أمر مطلوب».
في المقابل، واصل أردوغان البحث عن مخرج من الخسارة التي مني بها في طهران فأبدى رغبته في لقاء بوتين من أجل تقريب وجهات النظر حول الوضع في إدلب. وقال أردوغان للصحفيين الأتراك على متن الطائرة التي أقلته في طريق العودة من قمة طهران: «لدينا خلافات (مع روسيا)، ونحن نناقشها على مستوى وزراء الخارجية، ووزارة الدفاع والاستخبارات، لكن بعد زيارتي لألمانيا (المقررة 27-28 أيلول الجاري)، يمكن أن أجتمع مع بوتين مرة أخرى لتقريب وجهات النظر معه حول هذه الخلافات»، حسبما نقلت عنه صحيفة «حرييت» التركية.
وأضاف أردوغان: إن ممثلين عن روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا سوف يجتمعون، في 14 من أيلول الحالي، في تركيا، مبيناً أن الممثلين سيجرون تحضيرات لقمة على مستوى رؤساء الدول.
وكان أردوغان أعلن في وقت سابق أن بلاده تعتزم تنظيم قمة رباعية بمشاركة فرنسا وألمانيا وروسيا، لبحث المسائل الإقليمية وعلى رأسها الوضع في سورية، إلا أن هذه الدول لم تصدر أي تأكيد حول إجراء المباحثات في تركيا.
وانبرى وزير الداخلية التركي سليمان صويلو لمهاجمة الدول الكبرى، مشيراً بحسب وكالة «سبوتنيك» إلى وجود «تناقض بين ما يقوله ممثلو الدول الكبرى حول سورية خلال الاجتماعات الدولية وما يفعلونه على الأرض»، دون أن يحدد هذه الدول رغم أن بلاده لا تحظى اليوم بتأييد روسيا ولا الولايات المتحدة في مواقفها من الأزمة السورية.
من جهته، أكد الباحث في المعهد الأميركي للأمن، نيكولاس هيراس، أن «روسيا ومن خلال تصعيد قصفها على إدلب غداة القمة (في طهران) تذكر تركيا بأن عليها أن تبقى في دائرة الرضى الروسية إذا أرادت تجنب كارثة مؤلمة في شمالي غربي سورية».
وسبق لقائد أركان الجيش الأميركي الجنرال جوزيف دانفورد أن أكد السبت أن «القوات الأميركية تعتقد أن هناك طريقة أكثر فعالية لإجراء عمليات حقيقة لمكافحة الإرهاب، بدلاً من القيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب»، لكنه شدد على أن بلاده لا تتحدث عن التعاون، بل عن استخدام القوات الأميركية وسائل كشف للإرهابيين، حتى لو كانوا في الأحياء السكنية، وتحييدهم مع الحد الأدنى من وقوع ضحايا مدنيين.
ونفى دانفورد تحدثه مع رئيس هيئة الأركان الروسية، فاليري غيراسيموف منذ بدأت الأزمة في إدلب، وأنه لا يخطط للتواصل معه بعد، رغم أن وزارته أقرت بأن نحو «20-30» ألف إرهابي ينتشرون وسط أحياء إدلب السكنية.
في أثناء ذلك أقرت المعارضة بأن رقبتها باتت بيد أردوغان، وقال سفير «الائتلاف» المعارض لدى قطر، نزار الحراكي: إن «الطرف الذي نثق به دائماً هو تركيا التي لولا وجودها ما تابعنا هذه القمة لعلمنا بالانحياز الواضح من الأطراف الأخرى، والأتراك واعون تماماً لما يجري». وأشار الحراكي إلى «أهمية استمرار الدبلوماسية التركية تجاه القضية لمنع عملية عسكرية لا نتمنى أن تحدث».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن