رياضة

بناء وأبناء

| مالك حمود

للتجارة أصولها، وللتجار عاداتهم وتقاليدهم الخاصة التي قلما نجد لها مثيلاً في الجوانب الأخرى من الحياة، فالتاجر أيام زمان كان يحرص على عدم إبقاء البضاعة في مكانها ضمن المحل لأيام عديدة، خشية جمودها في ذلك المكان، بل كان يعمل على نقلها من مكان إلى آخر ضمن المحل وذلك بهدف تحريكها تفاؤلاً بأن تأخذ طريقها (مباعة) إلى خارج المحل.
ما يحدث في كرة السلة الآن يذكرني بتجارة أيام زمان، مع اختلاف أطراف المعادلة التي تبحث عن الربح في المحصلة.
وظاهرة التنقل أصبحنا نراها، بل ألفناها لدى بعض الأندية، لكن الفرق في التنقل بين الحالتين أن التنقل في التجارة كان ثمة مصلحة خاصة بالبائع وتعود بالنفع عليه، وليس لها أي منعكسات سلبية على الآخرين.
أما في الرياضة فالتنقل بات يحقق الفائدة للبعض على حساب البعض الآخر!
لن ألوم الأندية التي تسعى إلى ضم لاعبين جدد والسعي إلى تعزيز صفوفها وتحقيق البطولة، فهذا حقها ما دامت تحركاتها ضمن الأصول والأعراف.
لكن المشكلة في الأندية التي تتنازل عن لاعبيها المنتقلين على حساب النجاحات التي حققتها والإنجازات التي بلغتها.
في الموسم الماضي كتبت عن المسألة نفسها عندما وجدت بعض لاعبات نادي السلمية بكرة السلة ينتقلن إلى نادي الساحل، والكلام لم يكن موجهاً ضد نادي الساحل النشيط والمجتهد والطامح، ما دامت تحركاته في السليم.
لكن الكلام كان حسرة وألماً على فريق السلمية الذي لم تتوقف خسارته عند افتقاده بعض لاعباته المميزات، بل للإطاحة بما حققه في الموسم السابق ووصوله للمرة الأولى في تاريخه السلوي إلى منصة التتويج السورية للناعمات.
واليوم يتكرر المشهد ونفرح بتعزيز صفوف ناديي قاسيون والثورة، ولكن في الوقت ذاته يتجدد الألم على نادي الساحل الذي تنازل عن بعض لاعباته المميزات بعدما حقق الموسم الماضي بطولة كأس الجمهورية لسلة الآنسات، وكذلك الحال لدى نادي السلمية الذي كرس حالة الخسارة للاعباته!
فالموسم الماضي كان من أحلى المواسم التنافسية منذ سنوات عديدة مع اتساع قاعدة المنافسة، لكن ما يحدث الآن هو انتقال مراكز القوى من هنا إلى هناك، مع تضييق لمساحة التنافس. فهل هذا لمصلحة اللعبة؟ وما الذي يدفع تلك الأندية للتنازل عن لاعباتها؟ وهل من حلول بديلة، وتدخل من القيادات الرياضية المعنية؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن