سورية

«النصرة» وحلفاؤها رفضوا إلقاء السلاح.. ومراقبون: عرض تركيا للهدنة يهدف إلى كسب الوقت … سلاح الجو يواصل غاراته ضد إرهابيي إدلب ومحيطها.. ويقضي على العشرات

| حماة – محمد أحمد خبازي – دمشق – الوطن – وكالات

لليوم الثالث على التوالي كثف الطيران الحربي السوري والروسي، غاراته على مواقع ونقاط انتشار وتحركات الإرهابيين في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي محققاً إصابات مباشرة أدت إلى مصرع وإصابة العديد منهم، على حين أكدت تقارير تركية أن الإرهابيين في إدلب رفضوا مقترح «إلقاء السلاح» وأنهم مصممون على القتال.
وبيَّن مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن غارات الطيران الحربي التي ترافقت مع قصف الجيش بمدفعيته الثقيلة وصواريخه، استهدفت الإرهابيين في اللطامنة والزكاة وكفرزيتا والبويضة ولحايا والهبيط وقلعة المضيق وجبل شحشبو والشريعة الحويز وباب الطاقة والحمرا والكركات، ميدان غزال والجيسات وتل الصخر والصياد والجنابرة بأرياف حماة الشمالي وأقصى الريف الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الإرهابيين الذين يرفعون شارات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتدمير عتادهم الحربي، وعرف من القتلى المدعو خالد الحسين الملقب بـ«أبو وليد كرناز»، القيادي الميداني البارز في ميليشيا « حركة أحرار الشام الإسلامية».
وأوضح موقع «المصدر نيوز» الإلكتروني، أن كرناز قتل بقصف مدفعي نفذه الجيش واستهدف سيارته قرب مدينة الكركات بالريف الشمالي الغربي لمحافظة حماة، مشيراً إلى أن الضربة أسفرت أيضاً عن تصفية 3 من مرافقيه.
ولفت الموقع إلى أن الجيش تمكن من تحديد موقع وجود كرناز بدقة بفضل طائرات الاستطلاع المسيرة التابعة للقوات الجوية الروسية.
وذكر الموقع أن كرناز والمسلحين الموالين له كانوا وراء الضربة الصاروخية التي استهدفت السبت الماضي مدينة السقيلبية وأسفرت عن ما لا يقل عن 9 جرحى من المدنيين بينهم أطفال.
في الغضون، أوضح مصدر إعلامي لـ«الوطن»، بأن وحدات من الجيش والقوات الرديفة العاملة في منطقة الغاب، دكت براجمات الصواريخ تحصينات الإرهابيين في اللطامنة وكفرزيتا وقلعة المضيق رداً على إطلاق الإرهابيين المتمركزين فيها قذائف عنقودية على مدينة السقيلبية وسلحب والصفصافية، وأدى ذلك إلى تدمير أوكارهم ومنصات إطلاق قذائفهم الصاروخية التي كانوا يستخدمونها للاعتداء على الأهالي في المناطق الآمنة.
في المقابل أكدت قناة «خبر» التركية عبر مراسلها في إدلب، أن «المسلحين رفضوا مقترح «إلقاء السلاح» وأن الفصائل وعلى رأسها هيئة تحرير الشام مصممة على القتال».
وبحسب مراقبين، فإن من شأن ذلك أن يثبت أن تركيا لم تعرض الهدنة في القمة الثلاثية في طهران إلا من باب كسب الوقت لأنها تعرف بحكم خبرتها ما موقف التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة وخاصة «جبهة النصرة» من موضوع إلقاء السلاح أو المصالحة أو أي سيناريو آخر بهدف الحل السلمي.
كما من شأن ذلك وفق المراقبين، أن «يسرع من إحراج القيادة التركية التي كانت تراهن على المسألة الإنسانية لكسب المزيد من الوقت ريثما تتبلور مواقف الأطراف الدولية وتتبين مدى جديتها وحجم الضربة التي تتوعد بها ضد الجيش العربي السوري، وربما أكثر من ذلك لاسيما أن هناك أحاديث كثيرة أن الغاية الأولى من وراء التصعيد الدولي بخصوص إدلب هو محاولة ضرب إسفين بين تركيا وروسيا وإعادة أنقرة إلى الحظيرة الناتويّة».
وعلى جبهة حلب، ذكرت مصادر إعلامية لـ«الوطن» أن اشتباكات وقعت في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي الخاضعة لسيطرة ميليشيا «الجيش الحر» المدعوم من تركيا، إثر قيام أحد مسلحي ميليشيا «أحرار الشرقية» التابع لـ«الجيش الحر» بإطلاق النار على واحد من أهالي المدينة من عائلة «واكي» على أحد الحواجز، الأمر الذي أدى إلى قيام عدد من أهالي المدينة باحتجاز مسلحين من «أحرار الشرقية» لمدة ساعة وسط توتر أمني تشهده المنطقة.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن التوتر لا يزال سائداً في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، نتيجة اقتتال جديد بين الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، على خلفية الاقتتال بين كل من ميليشيا «فرقة الحمزات» وميليشيا «فرقة السلطان مراد» من جهة، وميليشيا «جيش أسود الشرقية» وميليشيا «تجمع أحرار الشرقية» من جهة أخرى، إثر خلاف على طريق للتهريب إلى الأراضي التركية، في منطقة عفرين التي تحولت هي الأخرى إلى طريق لتهريب المدنيين من الأراضي السورية إلى تركيا عبر مناطق مختلفة حدودية متاخمة للشريط الحدودي مع تركيا.
وأكدت المصادر، أن الاشتباكات تسببت بمصرع 5 مسلحين وإصابة 10 آخرين من الطرفين، على حين لا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.
وواصلت الميليشيات المسلحة المدعومة من قبل تركيا، انتهاكاتها تجاه أهالي مدينة عفرين وريفها، حيث جرى اعتقال نحو 45 شخصاً من ناحية شيرو الواقعة بريف المدينة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
يشار إلى أن تلك الميليشيات لا تزال تمعن في انتهاكاتها بحق من تبقى من سكان منطقة عفرين، من قتل وتعذيب وفرض أتاوات وغيرها من الأساليب، الأمر الذي دفع بمئات الأشخاص إلى النزوح بعد انقطاع آمالهم في أي لجم لكل من يعتدي عليهم في منازلهم التي بقوا فيها.
في سياق متصل، أفاد نشطاء معارضون بأن ميليشيا «جيش الإسلام» وبعد أشهر من ترحيل مسلحيه من غوطة دمشق الشرقية، عاد إلى واجهة القتال ضد الجيش العربي السوري في منطقة تادف ومحيطها بريف حلب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن