سورية

مباحثات أميركية غربية الاثنين.. وبرلين طالبت بـ«ترهيب» دمشق!.. ولافروف: لدينا قنوات اتصال جيدة مع واشنطن … روسيا تطالب الأمم المتحدة بمنع حدوث «الاستفزاز الكيميائي» في إدلب

| وكالات

مع تكثيف الإرهابيين من جهودهم لتمثيل استفزاز بسلاح كيميائي في إدلب واتهام الجيش العربي السوري به، طالبت روسيا الأمم المتحدة بمنع هذا «الاستفزاز الكيميائي»، على حين دعت ألمانيا إلى ممارسة «الترهيب» ضد دمشق!
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء، ذكر مركز التنسيق الروسي في حميميم التابع لوزارة الدفاع الروسية في بيان له أمس: «أن الإرهابيين يعدون لهجوم كيميائي حقيقي ضد المدنيين في إدلب تمهيداً لتحميل الجيش (العربي) السوري المسؤولية عنه فيما بعد».
وكشف المركز عن معلومات موثوقة حصل عليها من مصادر داخل محافظة إدلب عن إنهاء فرق تلفزيونية تابعة لفضائيات عربية وقناة إخبارية أميركية تصوير9 مقاطع مسجلة لتمثيلية «استخدام الكيميائي» في مدينة جسر الشغور، حيث سيعمد إرهابيو «الخوذ البيضاء» و«جبهة النصرة» إلى اختيار تسجيلات منها لتسليمها للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيما بعد.
وبين المركز أن إرهابيي «الخوذ البيضاء» يتدربون يومياً منذ الأحد الماضي في مدينة خان شيخون على تصوير مسرحية «الهجمات الكيميائية» بمشاركة الأطفال مؤكداً أن الإرهابيين اختطفوا 22 طفلاً مع ذويهم من ريف حلب ومجموعة من الأيتام للمشاركة في المسرحية المفبركة.
ولفت المركز إلى مشاركة إرهابيي تنظيم «حراس الدين» الذي يعتبر فرع تنظيم «القاعدة» الإرهابي، في المسرحية الكيميائية من خلال تحضير أماكن لتفجير عبوات تحتوي على مواد كيميائية سامة أثناء تصوير تسجيل لهجوم كيميائي مزعوم.
وكانت مصادر مطلعة من إدلب أكدت بحسب وكالة «سبوتنيك» قيام المجموعات الإرهابية وفي مقدمتها ما تسمى منظمة «الخوذ البيضاء» بإطلاق إشاعات متناقضة حول المكان الجديد لجريمتها بغية صرف النظر عن المنطقة الفعلية بعد انفضاح أمر «مسرحيتها الكيميائية» ومكان تنفيذها مشيرة إلى انعقاد اجتماعات ولقاءات مكوكية في مقرات لتنظيم «جبهة النصرة» بمشاركة إرهابيين من «الخوذ البيضاء» ومصورين لعدد من الوكالات الأجنبية لوضع اللمسات النهائية للمسرحية الكيميائية.
وأضافت المصادر: إن «النصرة» جهزت 12 مدنياً من إدلب يجيدون الإنكليزية للتواصل مع وسائل إعلام أجنبية فور بدء مسرحية الكيميائي، وتم تقسيم هؤلاء على عدة مجموعات وتوزيعهم على عدة مواقع في جسر الشغور وسهل الغاب وشمالي حماة، مرجحة أن من ضمن ما يرتب له من «فبركات» هو مجزرة كيميائية حقيقية، مستندة في ذلك إلى استلام مسلحي «جيش العزة» يوم السبت الماضي شحنة تضم خمسة أسطوانات تحوي غاز الكلور، من قياديين في «النصرة» وعناصر من «الخوذ البيضاء»، تم نقلها إلى أحد المقرات التي تم إنشاؤها حديثاً ضمن نفق بين بلدتي اللطامنة وكفر زيتا يحاذي المزارع الغربية لبلدة لطمين في ريف حماة الشمالي.
من جهته نقل موقع قناة «الميادين» عن مصدر من جسر الشغور: أن أوامر خارجية صدرت لـ«الخوذ البيضاء» بنقل مواد كيميائية إلى قلعة المضيق وكفر نبودة بريف حماة، متحدثاً عن تصوير 10 فيديوهات لمسرحية الكيميائي سيتم إرسال 2 منها إلى الأمم المتحدة».
في المقابل أكد مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين وجوب أن تقول المنظمة كلمتها لمنع حدوث هذا الاستفزاز، كاشفاً في حديث لقناة «روبتلي» الروسية عن موافقة مجموعة من الوفود على وجهة النظر هذه «وأشرنا إلى أنه من الضروري عمل كل ما بوسعنا لمنع حدوث الاستفزاز».
وجاء الموقف الروسي مع اعتماد الأمم المتحدة الموقف الغربي إذ نقلت وكالة «رويترز» عن محققين من الأمم المتحدة يعملون في مجال حقوق الإنسان أمس زعمهم أنه «لاستعادة الغوطة الشرقية في نيسان، شنت القوات الحكومية (السورية) العديد من الهجمات العشوائية في مناطق مدنية ذات كثافة سكانية عالية واشتمل ذلك على استخدام أسلحة كيميائية» في إشارة وفق «رويترز» إلى أحداث وقعت بين 22 كانون الثاني وأول شباط في منطقة سكنية في دوما بالغوطة الشرقية.
من جانبه نقل موقع قناة «المنار» الإلكتروني عن عضو اللجنة الأممية للتحقيق الخاصة بسورية من استخدام الأسلحة المحرمة دولياً بابلو بنهيرو دعوته لـ“تجنب استخدام الأسلحة الممنوعة دوليا» في أي هجوم على محافظة إدلب، محذراً من أن «الهجوم الأعمى وتدمير البنية التحتية سوف يتسبب في مزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان»، وفق زعمه.
بدوره شدد وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف على أن حل الأزمة في سورية يجب أن يكون مقبولا أولا وقبل كل شيء من السوريين أنفسهم.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن لافروف قوله أمس: إنه ينبغي للأقنية السياسية للحوار مع الولايات المتحدة بشأن سورية أن تساعد على إيجاد أرضية مشتركة للتسوية فيها ولدينا في هذا السياق قناة اتصال مهنية جداً بين قواتنا المسلحة بين البلدين حول الوضع في سورية.
من جانبها ذكرت «سبوتنيك»، أن وزير الخارجية الروسي أعرب عن ارتياح موسكو، لوجود قناة اتصال مهنية بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سورية، رغم أنه اعتبر وفق وكالة «سانا» أن العلاقات الروسية الأميركية «مصابة بالتسمم» في الوقت الراهن بسبب السياسات التي تتبعها الإدارات الأميركية.
وفي موقف ألماني دعت وزيرة الدفاع، أورسولا فون دير لاين إلى ضرورة «ترهيب» السلطات السورية، معتبرة أن بلادها لا يمكن أن تتجاهل استخدام الكيميائي في سورية.
في الأثناء أشار تقرير نشره موقع «دايلي بيست» الأميركي إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس إمكانية فرض «عزل اقتصادي كامل» على روسيا في حال دعمت هجوم الجيش على إدلب.
وأوضح التقرير، وفق مواقع معارضة، نقلا عن مسؤول في الخارجية الأميركية طلب عدم الكشف عن اسمه، أن كبار المسؤولين عن الملف السوري في الخارجية الأميركية بالإضافة إلى ممثل الوزارة المسؤول عن سورية السفير السابق جيم جيفري والمبعوث الخاص جويل رايبورن سيتوجهون إلى جنيف الاثنين بهدف بناء إجماع أوروبي حول إطار التحذيرات التي ستوجه لكل من روسيا ودمشق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن