عربي ودولي

واشنطن تنسف آخر الجسور مع الفلسطينيين وتوقف دعم منظمات للسلام … غزة.. بوادر التصعيد قادمة والفصائل تعلن الاستنفار

| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب

مشهد تشييع جثامين الشهداء عاد إلى شوارع وأزقة قطاع غزة المحاصر، فقد شيع آلاف الفلسطينيين أمس، جثامين ثلاثة شهداء بينهم طفل سقطوا برصاص الاحتلال في مواجهات الجمعة، على السياج الفاصل شرق قطاع غزة، والتي أصيب فيها 250 بجروح وحالات اختناق.
واستخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة بعد عودة زخم مسيرات العودة كما كانت في بدايات انطلاقتها، على إثر انهيار جهود التهدئة التي تقودها القاهرة والأمم المتحدة، وأعلن الاحتلال حالة الاستنفار.
وعلى طول الحدود الشرقية لقطاع غزة لازال الوضع متوتراً، وعادت قوات الاحتلال ودفعت بتعزيزات على حدود القطاع، واشتبكت مع مقاومين فلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي أمس، ما أسفر عن إصابة مقاوم على الأقل بجروح، تزامن ذلك مع مواصلة شبان انتفاضة مسيرات العودة اختراق حدود فلسطين المحتلة عام 48 وإحراق مواقع للاحتلال.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية لــ«الوطن» أن قوات الاحتلال فجرت ظهر أمس ثلاث عبوات ناسفة زرعت من قبل رجال المقاومة على طول السياج الفاصل شرق القطاع.
وعلى هذا الصعيد حذرت قيادات في الفصائل الفلسطينية من أن الانفجار سيكون قادماً في حال استمر الحصار الإسرائيلي، وأن المقاومة لديها أساليب جديدة سترغم الاحتلال على رفع هذا الحصار، داعية لتدخل دولي عاجل لمنع وقوع هذا الانفجار.
من جانبها دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، لإطلاق المقاومة الشعبية على طريق الانتفاضة الشاملة والتحوّل إلى العصيان الوطني، والنضال في الميدان ضد الاحتلال والاستعمار الاستيطاني، وتصعيد سياسة الاشتباك معه حتى كسر الحصار.
بدورها أوردت صحف إسرائيلية تحذيرات لقادة في جيش الاحتلال من أن نذر مواجهة عسكرية شاملة مع الفصائل الفلسطينية تلوح، في ظل انسداد أفق التوصل لتهدئة طويلة الأمد، وقالت: إن أحداث مسيرة العودة مساء الجمعة الماضية على حدود غزة تشير إلى اقتراب حرب جديدة.
ونقلت صحفي العدو عن عضو الكنيست الصهيوني وأحد قادة المستوطنات في محيط غزة حاييم ييلان، من أن وقف إطلاق النار ينهار، والمسؤولية تقع على عاتق الحكومة الإسرائيلية.
على صعيد آخر تواصل واشنطن نسف العلاقات مع الفلسطينيين معلنة تجميد تمويل مالي بقيمة 10 ملايين دولار، كان تقدم لمنظمات فلسطينية وإسرائيلية تهتم بالسلام.
وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن واشنطن تضغط بشكل لا محدود على الفلسطينيين بهدف تمرير صفقة القرن، وسبق وقف هذا التمويل، وقف شامل للمساعدات السنوية المقدمة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
وفي هذا الشأن قالت مصادر ذات صلة لــ«الوطن» إن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية «USAID» أقدمت على تسريح المئات من موظفيها في قطاع غزة والضفة الغربية ممن كانوا ينفذون مشاريع أميركية تم تجميد الدعم عنها، بعد قرار واشنطن تجميد المساعدات بشكل كامل عن الفلسطينيين، ضمن حربها على الوجود الفلسطيني، وسط اتهامات فلسطينية لواشنطن بأنها باتت جزءاً من الاحتلال، وتنفذ أجندات اليمين المتطرف في كيان الاحتلال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن