الأولى

بوتين يستقبل أردوغان ومعركة إدلب بند وحيد على جدول الأعمال … موسكو تطلب «تأجيل» اجتماعات جنيف حتى نهاية الشهر القادم

| الوطن

بناء على طلب رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، تنطلق غداً قمة تجمعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الروسية وعلى جدول أعمالها بند واحد هو معركة إدلب.
واستعجل أردوغان الموعد من بوتين بعدما كان من المقرر في البداية أن يعقد نهاية الشهر الحالي بعد انتهاء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلا أن إلحاح أردوغان والتطورات السريعة في إدلب قربت الموعد إلى يوم غد، علماً أن آخر لقاء بينهما كان منذ أيام في طهران يوم السابع من الشهر الحالي.
ووفقاً لمعلومات يتناقلها مراسلو الصحف ومصادر ميدانية في إدلب ومحيطها وأكدها مراسل «الوطن»، فإن تركيا تزج بالمئات من عناصرها العسكرية إلى الداخل السوري وشوهد عدد كبير من الآليات والعتاد العسكري يدخل إلى إدلب فيما سمي «التحضيرات» للمعركة مع الجيش العربي السوري.
مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الروسية موسكو فضلت عدم الكشف عن هويتها قالت لـ«الوطن»: إن أنقرة تريد التوصل إلى حل وسط مع روسيا، ومن خلالها مع دمشق لتفادي هذه المعركة التي ستكلفها فقدان أي نفوذ لها في سورية، وأنها مستعدة أن تقاتل من لا يريد الاستسلام، والمقصود بالعناصر المتشددة الرافضون لأي تسوية وهم «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، وذلك بالتعاون مع سلاح الجو الروسي الذي قد يوفر التغطية الجوية، في حال كان هناك أي اتفاق روسي تركي لخوض هذه المعركة، على أن يتم تسوية أوضاع «المقاتلين المعتدلين» والإبقاء على نفوذهم المحدود وعودة مؤسسات الدولة إلى العمل داخل محافظة إدلب وفتح الطريق الدولي الرابط بين حماة وحلب وبين حلب واللاذقية.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد في معرض حديثه لمجلة «شبيغل» الألمانية: «نسعى إلى الحد من التوتر والحيلولة دون المزيد من حمامات الدم في المنطقة (إدلب)، ولا حلول عسكرية للأزمة السورية».
بالعودة للمصادر الدبلوماسية ذاتها، فإن إصرار روسيا على إنهاء معركة إدلب بأسرع وقت ممكن جعل تركيا مرتبكة تجاه مصير الآلاف من المقاتلين الذين لجأ عدد كبير منهم إلى داخلها في ظل تسويات تتم مع جهاز المخابرات التركي، في حين لا يزال عدد آخر رافضاً لأي حوار مع أنقرة وغيرها.
وأضافت المصادر: ما يؤكد التصميم الروسي المبني أساساً على قرار سوري باسترجاع كل الأراضي السورية المحتلة إلى سيطرة الدولة، هو «توصية» موسكو للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بتأجيل كل اجتماعات جنيف للدول الضامنة إلى نهاية الشهر العاشر، تشرين الأول، أي إلى أن يتم اجتثاث الإرهاب من إدلب، الأمر الذي أثار مزيداً من القلق للجانب التركي الذي يبحث عن حلول يبقى من خلالها هو سيد المعركة في إدلب.
وفي المقابل يريد أردوغان من بوتين مساندة عسكرية للقضاء على «حزب العمال الكردستاني- بي كاكا» وإبعاده عن الحدود السورية التركية، وخاصة أن الأخير يحظى بدعم أميركي غير محدود، والحفاظ على دور في التسوية السياسية للأزمة السورية، لكون أنقرة تدرك أنه في حال خرجت مذلة من إدلب فلن يتبقى لها أي نفوذ سياسي في سورية.
وبانتظار ما سينتج عن هذه القمة، وعن الاتصالات الدولية التي تجريها روسيا، لا يزال الجيش السوري ينهي استعداداته لآخر معاركه الكبرى في سورية والتي قد تنطلق خلال أيام أو أسابيع وفقاً للخبراء العسكريين.
وفيما ظهر كمحاولة للعرقلة شددت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ودي ميستورا، أمس على منع «الهجوم العسكري الضخم للجيش السوري والأطراف المتحالفة معه» في إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن