رياضة

الأهازيج تعود إلى ملاعبنا الخضراء … مباريات متفاوتة القوة والإثارة حاضرة فيها

| ناصر النجار

بعد غدٍ يبدأ العرس الكروي، وتزدان الملاعب الكروية بالأعلام والرايات وأهازيج المتفرجين، وستنطلق الصافرات معلنة بدء حياة جديدة للكرة المستديرة.
الروزنامة الكروية حددت بدء الدوري الجمعة في مرحلة الذهاب على أن تنتهي في 14/12/2018، والتوقيت هذا محسوم ومحسوب كرمى منتخبنا الوطني الذي سيدخل مرحلة الاستعداد الأخيرة للنهائيات الآسيوية التي ستستضيفها الإمارات، وسيتوقف الدوري في أيام الفيفا «أو بعض مبارياته» للسبب ذاته، حيث تنتظر منتخبنا عدة مباريات ودية مع عمان والصين والبحرين والكويت.
ويبدأ الإياب في الأول من شباط وينتهي في 26/4/2018، المشكلة في الإياب أن بدايته تتعارض مع دور نصف النهائي والمباراة النهاية، فهل يعتقد اتحاد كرة القدم أن منتخبه لن يصل إلى نصف النهائي؟
الكل استعد للدوري كما يجب، فاتحاد الكرة وأركانه وكل مفاصله استعدت بشكل استثنائي وغير مسبوق للدوري تنظيمياً وإدارياً وتحكيمياً، ففضلاً عن الدورات التحكيمية العديدة المحلية والدولية أقامت لجنة الحكام دورة صقل وتأهيل لحكامها هذا الأسبوع لاختيار النخبة لقيادة مباريات الدوري.
أما الجانب الآخر المهم فهو الإجراءات الانضباطية التي صدرت والتي تضم في جنباتها بنوداً قاسية لكبح جماح الشغب والقضاء على كل المظاهر السلبية في الملاعب، وهذا الأمر يجب أن تعيه الأندية وأن يعرف البعض من الجماهير المتعصبة مدى تأثير سلوكها السلبي على فرقها.
على كل حال، فإن الاستعدادات من جميع الأندية كانت مكثفة وجادة سواء على صعيد التعاقدات مع المدربين أم اللاعبين أو على صعيد المباريات الاستعدادية.

الإدارة الفنية
التغييرات في الإدارات الفنية للأندية كانت شاملة باستثناء الجيش الذي حافظ على مدربه حسين عفش والشرطة أبقى على أنور عبد القادر، واستمر أنس صاري مع الحرفيين، الاتحاد وصيف الدوري تعاقد مع محمد شديد مدرب الشرطة السابق، وتشرين تعاقد مع عبد الناصر مكيس وأبقى مدربه السابق ماهر حاج قاسم مساعداً، والوحدة فشل في تعاقده مع أيمن الحكيم، فكان خياره ضرار رداوي، وسبق للرداوي أن عمل مساعداً في فريق الوحدة كما كان مدرباً للوثبة، المجد عاد إليه عماد دحبور المحترف في عمان، والكرامة تعاقد مع ابن ناديه عبد القادر الرفاعي خلفاً لحسان عباس والوثبة تعاقد مع عمار شمالي مدرب جبلة، وتشرين ومصفاة بانياس السابق، والنواعير يدربه هذا الموسم رافع خليل الذي سبق له أن درب الساحل ومصفاة بانياس، والطليعة وجد ضالته بمدرب تشرين وجبلة والمجد هشام شربيني، وحطين تعاقد أخيراً مع محمد العطار خلفاً لمحمود فيوض الذي أقيل بعد دورة تشرين، ومثله فعل جبلة بتعاقده مع مدرب الجيش السابق محمد خلف خلفاً لتامر اللوز، أما الساحل فتعاقد مع فراس معسعس الذي سبق أن درب جبلة والمجد.

الظهور الأول
الأسبوع الأول قد لا يكون كافياً لتسليط الضوء على الفرق ومستوياتها، وخصوصاً أننا اعتدنا أن يكون هذا الأسبوع لجس النبض والتعرف على المستويات، وجميع المباريات التي أقيمت قبل انطلاق الدوري حتى مباراة السوبر لم تبشر بخير على صعيد المستوى، فهل هذا سيكون نصيبنا هذا الموسم، أم إن الفرق تخبئ الجيد للدوري؟
ومن المتوقع أن نشهد ظهوراً جديداً وجيداً لبعض المواهب الشابة ستقدمها أندية الشرطة والمجد والوثبة والكرامة وتشرين وحطين، بينما اعتمدت بقية الأندية على اللاعبين المستوردين، والعديد من المخضرمين، وبعضهم جاء من خارج سورية.
زج المواهب الشابة أمر ضروري لأن كرتنا بحاجة إلى دماء جديدة وكلنا يذكر كيف منحنا نادي الطليعة بعض اللاعبين الجيدين كيوسف قلفا وعبد الله الشامي والوحدة عبد الهادي شلحة والشرطة محمد كامل كواية وغيرهم واليوم نريد استمرار هذا الضخ ليستقيم عود كرتنا.

مباراة ثقيلة
لاشك أن مباراة حلب ستكون ثقيلة على الحرفيين وهو يستقبل الزعيم صاحب الألقاب الثلاثة.
وفضلاً عن سيطرة الجيش على ألقاب الموسم الماضي كلها فإن الفوارق بين الفريقين تبدو شاسعة على كل الصعد وكرة القدم لا تؤخذ بالتمني، ولم يعد الحماس قوة ضاربة فيها، لذلك فإن ميزان المباراة يجب أن يكون جيشاوياً بكل تفاصيله.
عقدة الجيش بالعقم الهجومي حلها بوجود الواكد والهداف باسل مصطفى، وهذا يجب أن ينعكس على الأداء الهجومي بمؤازرة خط الوسط الذي تعزز باللاعب الفنان محمد العبادي، الحرفيون على النقيض تماماً لم يدخل أجواء الاستعداد إلا قبل أسبوع، ولاعبوه هم ممن فاض من لاعبي الاتحاد والحرية، وأبرز ما عنده عاد للاتحاد والحرية، لذلك فإن مهمة أصحاب الأرض تبدو صعبة.
الفوز سيكون من نصيب الجيش شريطة أن يحترم خصمه وكرة القدم، وإلا فإننا قادمون على مفاجأة مبكرة.
في الموسم الماضي فاز الجيش ذهاباً بهدف زكريا قدور وتعادلا إياباً بهدف لهدف، سجل للجيش عبد المالك عنيزان وللحرفيين عمار شعبان.

امتحان فني
الاتحاد الوصيف أمام مباراة السهل الممتنع بضيافة جبلة على أرضه، وسبق للفريقين أن تعادلا بدورة تشرين 1/1، من المؤكد أن جبلة على أرضه صعب وهو يميل إلى الدفاع الصلب مع سلاح تمويت المباراة وهذا ما يجب على الحكام الانتباه إليه.
تشكيلة جبلة معقولة ومدربه محمد خلف قادر على صنع تشكيلة تقف برجولة أمم مارد حلب وتحبط عزائمه من المباراة الأولى، الشديد مدرب الاتحاد ننتظر منه ما هو فاعل في باكورة مبارياته الرسمية مع فريقه.
مشكلة الاتحاد بالدرجة الأولى هجومية، فخطه الأمامي من أضعف الخطوط، وهذا يفرض على لاعبي الوسط أن يقوموا بمهمات إضافية بحثاً عن سد ثغرات الهجوم.
في المنظور العام الفوز أهلاوي، لكن التعادل، السلبي قد يكون أمراً مفروضاً.

بالثلاثة
الديربي الأول في الدوري سيجمع الجارين الشرطة مع الوحدة على ملعب الفيحاء، والشرطة اعتاد على الخسارة أمام جاره بالثلاثة، وهذا ما أكده مدير الفريق غياث الدباس الذي توقع فوز فريقه بالثلاثة.
الوحدة رصّ صفوفه وأغلق كل معابره بالتعاقد مع الحارس الدولي إبراهيم عالمة، وتشكيلته الحالية جيدة وإن غادره الكثير من النجوم، لكنه سيكون أفضل بعيداً عن زحمتهم على خطوط الاحتياط.
الشرطة بالمقابل صنع فريقاً جديداً بعد أن هجره أبرز لاعبيه والتوليفة التي قدمها أنور عبد القادر بين الشباب والمخضرمين أثبتت نجاعتها في المباريات الاستعدادية ودورة تشرين، فهل ستستمر بلقاء الوحدة، وهل سيوقف الشرطة ضيفه وينسيه نشوة الثلاثة؟ كل شيء في المباراة ممكن، وفاز الوحدة في الموسم الماضي ذهاباً 3/صفر وسجل أهدافه أسامة أومري (2) ومحمد حمدكو، وفاز الوحدة إياباً بالنتيجة نفسها، وسجل الأهداف الثلاثة باسل مصطفى.

الإثارة والتشويق
فريقا حماة بمواجهة فريقي اللاذقية، المباريات التي تجمع الفرق الأربعة غالباً ما تكون مثيرة ومملوءة بالأهداف وأحياناً بالبطاقات الملونة وركلات الجزاء.
تشرين طامح دوماً للقب وهو يزاحم عليه، لكن مشاكله الداخلية تعرقل طموحه وتفرمل آماله، البحارة في ضيافة النواعير بفريق جيد مملوء بالخبرات والمواهب، ولا ينقص الفريق شيء ليفوز، عثرات دورته من المفترض أن تكون قد انتهت، ويجب أن نشاهد فريقاً متكاملاً يسعى إلى اللقب من المباراة الأولى، النواعير لم يرض عشاقه حتى الآن، وما قدمه في دورة الولاء والوفاء لم يقنع أحداً، ويخشى البعض أن يبدأ الدوري هزيلاً كما كان حاله في الموسم الماضي، وإذا كانت هذه المعادلة صحيحة فإن الفوز ينتظر تشرين إلا إذا كان النواعير يحتفظ بعامل المباغتة، في الموسم الماضي فاز تشرين ذهابا ًبهدف كامل حميشة، وفاز النواعير إياباً قانوناً.
أما مواجهة حطين مع الطليعة في اللاذقية فستكون أكثر إثارة وصعوبة وخصوصاً أن الفريقين يملكان الكثير من الأوراق الرابحة فضلاً عن عوامل أخرى، فالعطار مدرب حطين يعرف كل شاردة وواردة عن الطليعة وهذا سلاح فعال إن عرف كيف يستثمره، وهذا يتطلب حرصاً من مدرب المجد هشام شربيني الذي يريد تأكيد قدرته على التعامل بأصعب الظروف ومواجهة كل العوامل مهما كانت.
لا فوارق كثيرة بين الفريقين، لكن الحوت يملك كما ذكرنا سلاح الأرض وفوقها سلاحا الأرض والجمهور، والتوقع لمثل هذه المباريات يبدو ضرباً من المستحيل.
في ذهاب الموسم الماضي فاز الطليعة بهدف عزام حزام وفي الإياب فاز حطين بهدف عبد الله جمعة.

التوربيد
في حمص يستضيف الوثبة حامل لقب دورة الولاء والوفاء ضيفه المجد من دمشق، والمباراة لا تحتمل الكلام الكثير، لأن الضيف ما زال مبهماً وهو يتدرب خفية ولم يؤد المباريات الاستعدادية المطلوبة، الفريقان على النقيض، فالوثبة أسس فريقاً قوياً مملوءاً باللاعبين المهمين وتوج ذلك بمباريات أعربت عن قوة الفريق وقدرته ليكون حصان الدوري الأسود وهو يملك مدرباً خبيراً بالدوري (عمار شمالي).
بينما المجد سار على قد الحال نظراً لضعف إمكانياته المالية وتعاقداته لم تكن ملبية ولن تسد فراغ المغادرين، ومع ذلك وكما صرح مدربه عماد دحبور بأنه يسعى مع فريقه للثبات في منتصف اللائحة بعيداً عن المنافسة وبعيداً عن أماكن الخطر أيضاً.
ربما نرى مباراة جميلة، وربما الفوز سيميل لأصحاب الأرض، والتعادل مكسب للمجد.
في الذهاب تعادل الفريقان بهدف أحمد قضماني مقابل هدف علي غصن، وفي الإياب فاز المجد بهدف رامي عامر.

مباراة متوازنة
المباراة الأخيرة سيكون مسرحها طرطوس، ويستضيف فيها الساحل الوافد الجديد ضيفه الكرامة، الساحل الذي دخل الممتاز لأول مرة فهو يريد أن يثبت أقدامه بين الكبار وهو يواجه كبيراً باسمه وتاريخه، ولا يرضى أن يكون لقمة سائغة أو جسر عبور للفرق، والمباريات التحضيرية دلّت على أن الفريق يملك شيئاً سيقدمه لجمهوره، الضيف يبحث عن مباراة تكون دافعاً له لمواصلة مشوار صعب يكلله بفوز افتتاحي يمنحه الثقة والتفاؤل.
حتى الآن واستناداً إلى الأداء والنتائج المحققة من الفريقين في المباريات التجريبية تبدو الكفة متقاربة مع أفضلية نسبية للكرامة، ومن هذا المبدأ فإن التعادل قد يكون سيد الأحكام بنسبة كبيرة.

ملاحظات
في البدء لا بدَّ من شكر زملائنا في الإذاعة والتلفزيون لنقلهم الحدث بشكل مباشر ونتمنى أن نرى جديداً ومزيداً من التألق الذي تحقق الموسم الماضي.
مع أننا نصطف إلى جانب حكامنا الأعزاء، فإننا نتمنى أن يكونوا أكثر حرصاً على تقديم مباريات جميلة فيها صافرة أكثر عدالة.
وجمهورنا العزيز فاكهة الملاعب يجب أن يرفع من مستوى المباريات بتشجيعه الهادف وحرصه على دعم فرقه، ليكون اللاعب الثاني عشر لفريقه، وليكون نعمة لا نقمة، فالعصا الاتحادية رفعت قبل انطلاق الدوري.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن