عربي ودولي

قمة ثالثة بين الكوريتين لبحث نزع السلاح النووي ودعم محادثات السلام … استقبال حار لرئيس كوريا الجنوبية في بيونغ يانغ

أنهى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي- إن والزعيم الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون أمس الثلاثاء محادثات اليوم الأول من قمتهما الثالثة التي تعقد في بيونغ يانغ فيما استقبلت حشود المواطنين على الطرقات موكبهما بالأعلام ورموز التوحيد.
ويأمل مون الذي جاب شوارع بيونغ يانغ برفقة الزعيم الكوري الشمالي، في تحريك المحادثات التي تراوح مكانها بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة حول نزع الأسلحة النووية.
وقد بدأ مون أمس زيارته التي تستمر ثلاثة أيام إلى بيونغ يانغ. وكان في استقباله في المطار الزعيم الكوري الديمقراطي. ومن هذا المطار كان كيم قد أشرف العام الماضي في أوج التوتر بين البلدين الجارين، على إطلاق صواريخ.
وتعانق الرجلان اللذان رافقتهما زوجتاهما قبل أن يتبادلا بضع كلمات، في حين كان مئات الأشخاص يلوحون بأعلام الشمال وآخرون كانوا يرفعون رموز التوحيد.
واصطف آلاف المواطنين على جانبي الطرق في بيونغ يانغ حاملين باقات زهور وهم يهتفون بصوت واحد «لتوحيد البلد» فيما انطلق كيم ومون في سيارة مكشوفة مرت أمام قصر كومسوسان حيث دفن والد كيم وجده. وقال مون لكيم في مستهل محادثات رسمية استمرت ساعتين في مقر حزب العمال الحاكم: «أنا مدرك جداً للثقل الذي نحمله»، مضيفاً إنه يشعر «بمسؤولية كبيرة»، مشيراً إلى أن «العالم بأسره يراقب وأرغب في إظهار نتيجة السلام والازدهار للناس في أنحاء العالم».
ومخاطباً ضيفه بعبارات تتسم بالاحترام، أشاد كيم بجهود مون في التوسط للقمة التاريخية في سنغافورة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حزيران مضيفاً بأن «هذا أدى إلى استقرار في المنطقة وأتوقع مزيداً من التقدم».
وتريد واشنطن «نزعاً نهائياً وكاملاً يمكن التحقق منه للأسلحة النووية» للشمال، فيما تريد بيونغ يانغ إعلاناً رسمياً لانتهاء الحرب الكورية التي استمرت بين 1950-1953 وتندد بوسائل «العصابات» التي تتبعها الولايات المتحدة في مطالبتها بنزع الأسلحة من جانب واحد.
وكررت مقالة في صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الحاكم في الشمال الانتقاد نفسه أمس. وقالت إن واشنطن تتحمل «كامل المسؤولية» عن تعثر المحادثات مضيفة بأن «الولايات المتحدة تصرّ بعناد على نظرية نزع الأسلحة النووية أولاً».
ويجري مون جولة أخرى من المحادثات الرسمية مع كيم اليوم الأربعاء ضمن مساعيه لإقناعه باتخاذ خطوات ملموسة نحو نزع الأسلحة يمكن لمون أن يعرضها أمام ترامب المتوقع أن يلتقيه في وقت لاحق هذا الشهر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وسيسعى الرئيس الكوري الجنوبي المؤيد للحوار، إلى تعزيز عملية التقارب بين الكوريتين وتقريب المحادثات بين الولايات المتحدة والشمال لخفض تهديد نزاع مدمر على شبه الجزيرة.
وفي الوقت نفسه سيسعى كيم لضمان مزيد من التعاون بين الكوريتين وسط تحرك سيول وواشنطن بسرعتين متفاوتتين في تقاربهما مع بيونغ يانغ. لكن المحللين خفضوا سقف التوقعات.
وقالت مجموعة «يوراسيا» للاستشارات في مذكرة إن اللقاء «قد يسفر عن عناوين متفائلة لكنه لن يحقق الكثير نحو تسريع جهود نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية»، وأضافت إن كيم سيركز على «مجالات تعد بفوائد اقتصادية على الشمال». وتابعت أن «التقدميين داخل حكومة مون وخارجها ستكون لديهم حوافز قوية لتضخيم إنجازات القمة، بعد التعتيم الأولي على ما سيكون على الأرجح عدم تحقيق إنجازات كبيرة».
وزيارة مون التي تستمر ثلاثة أيام هي الأولى لرئيس كوري جنوبي إلى بيونغ يانغ خلال عقد من الزمن بعد زيارة كيم داي-جونغ في 2000 ورو مون هيون في 2007.
وهي الثالثة بين الزعيمين بعد قمتين في نيسان وأيار في المنطقة الفاصلة بين الكوريتين.
ويرافق مون في الزيارة كبار قادة قطاع الأعمال ومنهم وريث سامسونغ لي جاي يونغ ونائب رئيس مجلس إدارة شركة هيونداي موتور للسيارات. ومن المقرر أن يزور مع وفده مواقع رئيسية في بيونغ يانغ.
ويدفع مون باتجاه الحوار بين الكوريتين، فيما أكدت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية ضرورة التزام الحذر وطالبت بتحقيق تقدم ملموس نحو نزع السلاح النووي أولاً.
وكتبت صحيفة «شوسون إيلبو» المحافظة في مقالة افتتاحية أمس «عدد لا بأس به من الأشخاص ضاقوا ذرعاً بالفعاليات المفاجئة بين الزعيمين»، وأضافت إنه «على الرئيس مون أن يتوجه إلى بيونغ يانغ مع التصميم بأن الأجندة الأولى والثانية والثالثة لهذه القمة هي نزع السلاح النووي».

(أ ف ب- وكالات)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن