قضايا وآراء

العدوان على اللاذقية.. من المستهدف؟

| ميسون يوسف

يبدو أن العدو الإسرائيلي لم يكن مرتاحاً لما توصل إليه الرئيس بوتين مع الرئيس التركي في سوتشي، فبادر للتدخل مجدداً بطيرانه للاعتداء على مواقع سورية ليعبر بذلك عن خيبة أمل في ملف إدلب.
فقد كان العدو الإسرائيلي يأمل بأن تنطلق عملية تحرير إدلب من الجهة السورية فتقابلها أميركا بمسرحية الكيميائي التي يعقبها مباشرة تدخل عسكري أطلسي واسع النطاق يوجه ضد القوات العربية السورية وحلفائها، ما يغرق المنطقة في وحول يصعب على سورية الخروج منها ويقطع الطريق أمام ما يخطط له معسكر محاربة الإرهاب لاستكمال اجتثاث العصابات الإرهابية من المنطقة.
الجديد في العدوان الإسرائيلي هذه المرة هو عدم تذرع إسرائيل بالقوات الإيرانية أو أسلحة حزب اللـه لا بل صمتها المطلق عما تسبب في إسقاط الطائرة الروسية الـيوشن20 وعلى متنها 14 عسكرياً روسياً، ما يعني أن إسرائيل تصرفت في هذا العدوان غير عابئة بما يترتب عليه من نتائج ومواقف، ما يشير إلى أن هذا العدوان هو أميركي بيد إسرائيلية تريد منه أميركا إرسال رسالة قوية لروسيا وتشعرها بأنها لن تكون طليقة اليد في معالجة المسألة السورية بشكل عام وملف إدلب بشكل خاص.
في هذا الموضوع يبدو التقلب والتناقض الأميركي، حيث إن أميركا وكما جاء في معظم التسريبات من البنتاغون تخوض مفاوضات شائكة مع روسيا هدفها رسم خريطة طريق لانسحاب القوات الأميركية من سورية بدءاً من التنف مع تفكيك مخيم الركبان وفك أسر80 ألف سوري محتجزين فيه، وفي الوقت ذاته يتسبب تقدم أميركا بأداتها الصهيونية بارتكاب جريمة العدوان على سورية وإسقاط طائرة للجيش الروسي في الفضاء السوري.
لقد جاء العدوان الأخير على اللاذقية للتشويش على روسيا في سعيها لحل مسألة إدلب ما يضمن الحقوق الوطنية السورية، وجاء العدوان تعبيراً عن الغضب الأميركي من الحذاقة الروسية في إدارة الملف، وقد يكون فيه أيضاً نية غربية لاختبار ردة الفعل الروسي وفحص قدرات منظمات الـ300 وس400 الروسية العاملة في المكان.
لكن روسيا وعلى لسان وزير دفاعها حمّلت الجانب الإسرائيلي كامل المسؤولية عن حادث تحطم الطائرة الروسية وعدّته عدواناً وحفظت لنفسها بحق الرد ولم تنزلق إلى تحقيق ما يريده الطرف الآخر، واكتفت بما قامت به الدفاعات الجوية السورية وبفعالية تامة من ردود ضد للعدوان، فهل تصل الرسالة الروسية إلى تل أبيب وتكف عن انتهاك سيادة دولة ليل نهار وبإفراط تجاوز كل الحدود؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن