سورية

في رابع جلسة لمجلس الأمن حول إدلب.. نيبينزيا: من غير المقبول مساعدة الإرهابيين وحتى بشكل غير مباشر … الجعفري: الحرص على حياة السوريين يقتضي التعاون مع حكومتهم

| الوطن- وكالات

شدد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على أن الحرص على حياة السوريين يقتضي التعاون مع الحكومة السورية ودعم جهودها للقضاء على آفة الإرهاب بدلاً من تعويمه. وعقد مجلس الأمن الدولي أمس رابع جلسة لمناقشة الأوضاع في إدلب بعد جلسة عقدها في 28 آب، واثنتين في 7 و11 أيلول الجاري.
وألقى الجعفري كلمة خلال الجلسة استهلها، بتقديم التعازي لسفير روسيا فاسيلي نيبينزيا على الضحايا الذين سقطوا شهداء أول من أمس بفعل العدوان الإسرائيلي على مدينة اللاذقية، وأضاف: شهداء روسيا هم شهداؤنا، الدم واحد والنصر واحد على الإرهاب.
وأدان الجعفري عدوان «إسرائيل» الجديد، واعتبر أنه يأتي استكمالاً لسياساتها العدوانية ومحاولاتها تقديم دعم معنوي للجماعات الإرهابية بعد الهزائم المتلاحقة التي منيت بها أمام الجيش العربي السوري.
وأبدى الجعفري استغرابه من عدم تطرق المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ووكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك في إحاطتيهما للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية.
وقال: سورية تطالب مجلس الأمن باتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمساءلة إسرائيل عن إرهابها وجرائمها التي تشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.
وبيّن الجعفري أن الغرب أراد الحرب على سورية بهدف تغيير مواقفها وسياساتها وهويتها الوطنية والقومية خدمة لمشروع شرق أوسط جديد محاكاة لمشروع يهودية «إسرائيل» والقضاء على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وقال: إن الحرص على حياة السوريين يقتضي التعاون مع الحكومة السورية ودعم جهودها للقضاء على آفة الإرهاب بدلاً من تعويم هذا الإرهاب.
وأضاف: الحكومة الفرنسية استمرت بتقديم الغطاء السياسي للمجموعات الإرهابية في سورية رغم أن هذه المجموعات هي نفسها التي ارتكبت الهجوم على مسرح «باتاكلان» في باريس.
وشدد الجعفري على أن سورية مستمرة بالعمل لتحقيق الحل السياسي للأزمة عبر حوار سوري سوري بقيادة سورية دون تدخل خارجي على أن تتصدر مكافحة الإرهاب الأولوية في كل مراحل وتطورات العملية السياسية.
وبعدما جدد الجعفري موقف دمشق المرحب باتفاق إدلب الذي أعلن في سوتشي أول من أمس، أكد أن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين دمشق وموسكو وتنسيق كامل بين البلدين «أي أن الحكومة السورية لم تكن آخر من يعلم، ولا يستطيع أحد أن يتجاوز الحكومة السورية على الإطلاق».
وأضاف: سورية ترحب بأي مبادرة تحقن دماء السوريين وتسهم في إعادة الأمان إلى أي بقعة ضربها الإرهاب وهي ماضية في حربها على الإرهاب حتى تحرير آخر شبر من أراضيها سواء بالعمليات العسكرية أم بالمصالحات.
وكان المندوب الروسي، أكد في كلمته أن من يريد احترام إرادة السوريين عليه ألا يعوق جهود الدول الضامنة الثلاث (لمسار أستانا روسيا وتركيا وإيران) التي تسعى إلى عملية سياسية عامة تحتاجها سورية والمنطقة والعالم أجمع وذلك استناداً إلى قرارات مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي (نهاية كانون الثاني الماضي) والقرار الأممي 2254.
وبعدما شدد على «عدم قبول تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين بشكل انتقائي»، انتقد عدم تضمين تقرير لوكوك «أي فقرة حول وصول المساعدات الإنسانية إلى الأراضي السورية التي لا تخضع لدمشق بما في ذلك الأراضي التي يحتلها ما يسمى «التحالف الدولي» بما فيها الرقة، ولفت إلى عدم حصول أي تقدم فيما يتعلق بتقديم مواد غذائية لمخيم الركبان، مشدداً على أن تقديم المساعدات عبر الحدود هو «آلية غير شفافة تقتنص من السيادة السورية».
وشدد نيبينزيا على أنه من غير المقبول مساعدة الإرهابيين وحتى بشكل غير مباشر.
وفي إحاطته التي قدمها للجلسة، قال دي مستورا: إن الظروف ملائمة الآن للحل في سورية، داعياً الأطراف الدولية المهتمة بالشأن السوري إلى المساعدة للدفع بعملية التسوية السياسية للأزمة السورية.
كما دعا دول العالم إلى إرسال مساعدات إنسانية إلى سورية بلا انقطاع في ظل احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها مع تغليب الحوار على التصعيد عند مواجهة هذه الأوضاع المركبة.
أما لوكوك، فتساءل عما سيعنيه اتفاق إدلب «بالنسبة لنحو ثلاثة ملايين شخص موجودين في إدلب»، وقال: «هل سيكون الاتفاق شكلياً، أم سيكون بارقة أمل تبشر بالخروج من النفق الطويل المظلم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن