سورية

ترامب: سنتخذ قريباً قراراً بشأن وجودنا في سورية

| الوطن – وكالات

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن بلاده ستتخذ قريباً قراراً بشأن وجود قواتها في سورية، وذلك مع «اقتراب القضاء على تنظيم داعش» الإرهابي، الذي اعتبره سبب وجود الولايات المتحدة في سورية.
وقال ترامب بحسب وكالات معارضة: «لقد قمنا بعملٍ هائلٍ في سورية ومنطقة القضاء على (تنظيم داعش)، وهذا هو سبب وجودنا هناك، نحن قريبون جداً من الانتهاء من هذا العمل، ثم سنقرر ما الذي سنفعله». وأكد الرئيس الأميركي خلال مؤتمرٍ صحفيّ مشترك مع الرئيس البولندي أنجي دودا، في واشنطن: «سنتخذ القرار بسرعة».
جاءت تصريحات ترامب بعد يوم من اتفاق سوتشي بشأن إدلب والذي تضمن إقامة منطقة منزوعة السلاح في المحافظة بحلول 15 تشرين الأول المقبل. وكان ترامب أعلن، في آذار الماضي، عزمه على سحب قوات بلاده من سورية؛ الأمر الذي تسبب بإرباك وانقسام داخل دوائر اتخاذ القرار في البيت الأبيض، وكذلك في الكونغرس بين مؤيدٍ للقرار، وآخر يرى أنه سيكون أسوأ قرار منفرد سيتخذه ترامب. وحذر فريقٌ من النواب والساسة والعسكريين الأميركيين ترامب من الانسحاب من سورية، معتبرين أنه سيكون خطأ قد يزعزع استقرار المنطقة، ويخلق فراغاً في الشمال السوري يمهّد للسيطرة الإيرانية أو عودة تنظيم داعش.
وبعد يوم على إعلان ترامب، أعلنت القوات البحرية الأميركية، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أن المجموعة القتالية، بقيادة حاملة الطائرات «هاري ترومان»، بدأت بتنفيذ مهامها في منطقة مسؤولية الأسطول السادس للبحرية الأميركية في البحر المتوسط.
وبحسب القوات البحرية، فإن الهدف من العمليات يكمن في دعم الحلفاء في حلف شمال الأطلسي «الناتو» والدول الأوروبية والأفريقية الشريكة، وشركاء الولايات المتحدة في «التحالف الدولي»، ومصالح الأمن القومي للولايات المتحدة في أوروبا وإفريقيا.
وتضم المجموعة أيضاً الطراد «نورماندي» والعديد من المدمرات، ومن المقرر تنفيذ جميع العمليات البحرية أثناء وجود المجموعة في البحر المتوسط.
وفي السياق، وصف الأكاديمي المصري والباحث المتخصص في الشأن الأميركي، أيمن عبد الشافي، إعلان ترامب، بأنه تسليم أميركي بأن سورية تتحرر من الإرهاب.
وقال عبد الشافي، وفق «سبوتنيك»: إن ترامب لن يعترف أبداً بأنه كان أحد العوائق أمام الحرب الحقيقية ضد الإرهاب، التي يخوضها الجيش العربي السوري وحلفاؤه.
وأضاف: «هو يدرك هذه الحقيقة جيداً، ولكنه لن يدع مجالاً للأميركيين، ليكتشفوا حقيقة الدور الأميركي في سورية، والذي كانوا يدفعون ثمنه من جيوبهم ومن ضرائبهم، وبالتالي فهو يتحدث الآن عن انسحاب القوات الأميركية -الموجودة بشكل غير شرعي في الأساس- من سورية بعد انتهاء تنظيم داعش هناك».
وتابع الأكاديمي المصري: إن «انسحاب القوات الأميركية من سورية، يعد تسليماً من جانب الولايات المتحدة الأميركية بأن سورية انتصرت في حربها على الإرهاب، وأن الحرب هناك كانت بين دولة وحلفائها، وبين تنظيمات إرهابية تلقت دعما لتلعب دوراً قذراً، وليست معركة ديمقراطية أو حريات كما وصفها الأميركان في البداية».
ولفت عبد الشافي إلى أهمية الدور الروسي في الأزمة السورية، حيث إن التواجد الروسي كان أهم العوامل التي ساعدت على تحقيق الجيش انتصاراته المتتالية على الإرهاب، ولكنه في الوقت نفسه كان عامل استفزاز بالنسبة للأميركان، الذين يرفضون إخلاء الساحة للروس، ليتصدروا مشهد الانتصار وحدهم.
وأردف: «دونالد ترامب تأبى عليه كرامته أن ينسحب من سورية قبل أن تكتمل عملية طرد تنظيم داعش الإرهابي منها، لأن الروس سيكونون أول من يتصدر برواز النصر بجانب السوريين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن