الأولى

بعد تدخلها لدى «المجالس المحلية» لطلب وصايتها.. تركيا تعتمد على «النصرة» لتنظيم «التظاهرات» بإدلب! … ميليشيات مسلحة ترفض اتفاق «سوتشي» وآلاف النازحين يعودون

| إدلب – الوطن

أكدت مصادر أهلية وأخرى معارضة مقربة من ميليشيات مسلحة في إدلب، أن تركيا تدخلت بقوة وعن طريق «جبهة النصرة»، قبل وبعد القمة الثنائية الأخيرة التي جمعت الرئيسين الروسي والتركي في «سوتشي»، لحض الشارع الإدلبي على التظاهر ضد العملية العسكرية للجيش السوري، ثم توجيه الشكر لتركيا على ما فعلته لتجنيب المحافظة العملية.
وأبدت المصادر لـ«الوطن» أسفها من اعتماد أنقرة بشكل كلي على فرع «النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام»، التي صنفتها كمنظمة إرهابية، لتعبئة الرأي العام في إدلب ضد الجيش والحكومة السورية ولو عن طريق الإكراه والوعيد الذي استخدم لدفع الناس على الخروج بـ«تظاهرات تخدم الأجندة التركية، ولا تصب في مصلحتهم لأن معظم الناس ترفض وجود فرع تنظيم القاعدة وحلفائه في المحافظة وتطالب بعودتها إلى حضن الدولة السورية عن طريق المصالحات الوطنية التي زجت بأكثر من ألفين منهم داخل السجون بتهمة مطالبتهم بها والسعي لتحقيقها».
وكشفت المصادر عن عقد اجتماعات مكثفة لهذه الغاية بين الاستخبارات التركية وقيادات في «تحرير الشام» قبل «سوتشي» وبعدها لتنظيم «تظاهرات» استدعت إليها أنقرة وسائل إعلام عربية وأجنبية لتغطيتها وإبرازها لتعبئة الرأي العام الإقليمي والعالمي ضد العملية العسكرية للجيش السوري الهادفة إلى تخليص إدلب من الإرهاب.
وأشارت المصادر إلى أن ما نشر على لسان أعضاء في «المجالس المحلية» في قرى وبلدات بإدلب، وخصوصاً في ريفها الجنوبي بالإضافة إلى ريف حماة الشمالي، عن مطالبتهم بالوصاية التركية وتشجيع الجيش التركي على التدخل العسكري في المحافظة ما هو إلا افتراء مجاف للحقيقة ولم يصدر سوى عن قلة من الأشخاص الذين لا يمثلون رأي الشارع الإدلبي وأرغمتهم «النصرة» بطلب تركي على القيام بالمبادرة والتهليل لها من وسائل الإعلام التركية ووسائل المعارضة المسلحة.
وأضافت المصادر أن إدلب كانت وستظل محافظة سورية يتمسك أهلها الوطنيون بالدولة السورية وبالجيش السوري والعلم الوطني الذي يوحدهم جميعاً، وأن عودتهم إلى كنف الدولة مسألة وقت فقط ولن يرضوا إلا بحكم مؤسسات الحكومة الشرعية، ولن يكونوا فريسة سهلة لاقتطاع جزء من الدولة على غرار لواء إسكندرون.
وتداولت وسائل ومصادر إعلامية نص الاتفاق الذي وقع في «سوتشي» بين الجانبين الروسي والتركي، وتم تسليمه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والرئيس الحالي لمجلس الأمن الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي.
وينص الاتفاق في أحد بنوده على إنشاء منطقة منزوعة السلاح، وخالية من التنظيمات الإرهابية الأكثر «راديكالية»، التي ستقوم بتسليم سلاحها الثقيل بضمان من الجانبين على تنفيذه، كما ينص الاتفاق على إعادة فتح طرق حلب اللاذقية، وحلب حماة بحلول نهاية عام 2018.
إلى ذلك قالت مواقع إعلامية معارضة: إن كلاً من تنظيمات «حراس الدين» و«أنصار التوحيد» و«أنصار الدين» و«أنصار اللـه» و«تجمع الفرقان» و«جند القوقاز» برفقة تنظيمات جهادية أخرى، رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات الجيش الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي، مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، وذلك تنفيذاً لاتفاق إدلب.
بالمقابل قالت وكالة «فرانس برس» في تقرير لها: إن آلاف النازحين عادوا لمنازلهم في محافظة إدلب ومحيطها خلال أقل من 48 ساعة على الاتفاق الروسي التركي.
وقالت الوكالة: إن تعنت المسلحين تسبب بنزوح أكثر من 30 ألف شخص قبل أن يسود الهدوء مجدداً المحافظة، ويفسح المجال أمام مفاوضات تسوية روسية تركية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن