عربي ودولي

توتر العلاقات بين «فتح» و«حماس» … ووفد أمني مصري في زيارة خاطفة لغزة

| فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب – وكالات

في زيارة وصفت بالهامة خاصة مع اشتداد التوتر على حدود قطاع غزة ، وصل الوفد الأمني المصري أمس لقطاع غزة في زيارة خاطفة استغرقت عدة ساعات، عقد خلالها لقاءات مع قيادات حركة حماس، تمحورت حول انتكاسة جهود المصالحة، وجهود تثبيت التهدئة التي وصلت لطريق مسدود في ظل الشروط الإسرائيلية التي وضعت للتوصل إليها.
وقال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم: إن «إعلان الرئيس محمود عباس استعداده لاستئناف المفاوضات حتى بشكل سري، يؤكد أن هذه القيادة مصرة على مواصلة الطريقة البائسة في التعامل مع الاحتلال»، مضيفاً: إن «إجراء المفاوضات بالسر يؤكد أن هناك دائماً ما يخفيه رئيس السلطة عن الشعب ومكوناته السياسية، وعلى الاستعداد للتنازل في القضايا الوطنية».
بدورها، ردت حركة فتح على اتهامات حماس بالقول إن على الأخيرة أن تفكر كيف تلتحق بمعركة الدفاع عن الثوابت، بدل الانشغال بالخطابة والشتائم.
واعتبر المتحدث باسم فتح عاطف أبو سيف أن «إصرار حماس على حرف البوصلة وتشتيت الأنظار لا يخدم إلا أجندة العدو وهو يتطلب مساءلة وطنية حازمة»، مشيراً إلى أن «حماس لم تكتف بإفشال المصالحة والتمسك ببقرة الانقسام المقدسة بل تسعى إلى إعاقة النضال الوطني لإفشال صفقة القرن».
وضم الوفد المصري من المخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية والمستشار مصطفى شحاته القنصل المصري الجديد لدى فلسطين.
على ذات الصعيد تبادلت حركتا فتح وحماس الاتهامات عقب انهيار جهود المصالحة في الجولة الأخيرة من لقاءات المصالحة التي عقدت في العاصمة المصرية القاهرة.
وكشفت مصادر فلسطينية لــ«الوطن» أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمهل حركة حماس عدة أيام لتمكين حكومة الوفاق في قطاع غزة، وتطبيق تفاهمات المصالحة وفق ما جاء في تفاهمات شهر تشرين الأول العام الماضي وإلا سيتم فرض عقوبات جديدة على قطاع غزة.
وأشارت المصادر أن العقوبات الجديدة ستكون مؤلمة، وتشمل وقف كامل لفاتورة الرواتب التي تدفعها السلطة الفلسطينية لنحو 80 ألف موظف، وكذلك وقف موازنة الشؤون الاجتماعية التي يعتاش منها نحو 90 ألف أسرة فقيرة في غزة، والتوقف التام عن تمويل الخدمات الصحية والتعليمية، وسحب حرس الرئاسة من معبر رفح البري، وهذا يعني إغلاق معبر رفح بشكل كامل الذي يعد المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة مع العالم الخارجي.
ونبقى في قطاع غزة فقد شيعت جماهير غفيرة أمس جثمان الشهيد كريم كلاب 19 عاماً والذي استشهد برصاص الاحتلال في مسيرات جمعة كسر الحصار، والتي أصيب فيها نحو 300 آخرين بجروح، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد شهداء مسيرات العودة منذ الثلاثين من آذار الماضي ارتفع إلى 184 شهيداً ونحو 20 ألف جريح.
في السياق أفاد شهود عيان لــ«الوطن» أن عشرات الشبان الفلسطينيين تظاهروا أمس على مقربة من السياج الفاصل شرق قطاع غزة، وأزلوا جزءاً من السياج الفاصل مع فلسطين المحتلة شرق مخيم البريج وسط القطاع، وقد فتحت قوات الاحتلال نيرانها بكثافة صوبهم.
وفي القدس المحتلة شهدت شوارع المدينة المقدسة تعزيزات عسكرية ضخمة من قبل قوات الاحتلال، قبل يوم من عملية اقتحام واسعة ومكثفة دعت إليها جماعات الهيكل منظمة أمناء الهيكل بمناسبة حلول عيد العرش اليهودي، وقد اعتقلت قوات الاحتلال عشرة مقدسيين، إضافة لاستدعاء نحو 25 بزعم مشاركتهم في التصدي لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين أثناء اقتحامهم للأقصى.
وكانت منظمة أمناء الهيكل قد دعت لاحتشاد المستوطنين اليوم الأحد وغداً لتنفيذ عملية اقتحام واسعة لباحاته.
في الغضون اقتحمت قوت الاحتلال بلدة سبسطية قضاء مدينة نابلس، وشنت حملة دهم واسعة لمنازل الفلسطينيين واعتدت عليهم بالضرب وأحرقت مزرعة فلسطينية في البلدة التي تعيش بشكل يومي على وقع اقتحامات قوات الاحتلال.
وفي الضفة الغربية أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق فجر أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية جبع جنوب جنين.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية ونصبت الحواجز على مداخلها وأطلقت قنابل الغاز السامة ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن