عربي ودولي

الصين تخلت عن مشاوراتها التجارية مع الولايات المتحدة … بكين: ليس من حق واشنطن التدخل في تعاوننا العسكري مع موسكو

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية وو تشيان أن قرار بلاده شراء طائرات مقاتلة وأنظمة صاروخية من روسيا هو إجراء عادي في إطار التعاون بين بلدين يتمتعان بالسيادة مؤكداً أنه ليس للولايات المتحدة أي حق في التدخل بهذا الخصوص.
وقال المتحدث (وو) في إفادة نشرت على الحساب الرسمي لوزارة الدفاع الصينية: إن النهج الأميركي انتهاك صارخ للقواعد الأساسية للعلاقات الدولية واستعراض كامل للهيمنة وانتهاك خطير للعلاقات بين البلدين وجيشيهما».
وحذر المسؤول الصيني من أن الولايات المتحدة ستواجه عواقب إذا لم تلغ عقوباتها.
كما عبرت وزارة الدفاع الصينية عن معارضتها الشديدة للعقوبات التي فرضتها واشنطن على بكين الخميس الماضي بسبب تعاون الأخيرة مع شركات الصناعة العسكرية الروسية.
وجاء في بيان صدر عن الوزارة ونشر على موقعها الرسمي، أمس: «نعبر عن معارضتنا الحازمة بهذا الصدد… ويمكن اعتبار هذه الأعمال إظهاراً لهيمنة الجانب الأميركي».
وأضاف البيان: إن الصين وروسيا تقيمان اتصالات نظامية في مجال الدفاع الوطني، دون انتهاك أحكام القانون الدولي.
وشدد على أنه لا يحق للولايات المتحدة التدخل في هذه العلاقات، مشيراً إلى أن واشنطن يجب أن تصحح بسرعة خطأها هذا وتوقف سريان مفعول هذه العقوبات، وإلا فستضطر إلى أن تشعر بنفسها في جميع التداعيات المحتملة لهذه الأعمال».
وأفادت دائرة الإشراف على الأموال الأجنبية التابعة لوزارة المالية الأميركية، الخميس الماضي، بأن واشنطن فرضت عقوبات على دائرة السلاح في الأركان الموحدة للمجلس العسكري الصيني ورئيسه، لي شانفو، وذلك في إطار القانون «حول مواجهة خصوم الولايات المتحدة عن طريق العقوبات». وبررت واشنطن قرارها بأن الصين قامت بشراء 10 مقاتلات روسية من طراز «سو 35» في كانون الأول عام 2017، كما اشترت من روسيا مؤخراً عدداً من منظومات الدفاع الجوي الحديثة S-400.
وأكدت وزارة الخارجية الصينية أمس رداً على ذلك أن عقوبات واشنطن ضد بكين بسبب التعامل مع روسيا انتهاك صارخ لقوانين العلاقات الدولية مشددة في الوقت نفسه على مواصلة تعاونها الإستراتيجي مع موسكو رغم العقوبات.
في هذه الأثناء بحثت اللجنة الروسية الصينية للتعاون الصناعي خلال اجتماعها في مدينة كونمينغ الصينية التعاون المشترك في صنع طائرة مروحية هليكوبتر ثقيلة.
وذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية أن مسؤولي البلدين أعلنا تحقيق التوافق في ملف صنع المروحية الجديدة بالجهود المشتركة وقال وزير الصناعة الصيني مياو وي في تصريح له: إنه «تم تكوين إجماع حول المشروع المشترك لإنشاء طائرة الهليكوبتر الثقيلة».
وبدأت شركة روسيا لطائرات الهليكوبتر وشركة الصين لصناعة الطائرات العمل في مشروع طائرة الهليكوبتر الثقيلة التي اصطلح على تسميتها بـ«إيه إتش إل» حيث يوفر الطرف الروسي التقنيات اللازمة لإنجاز المشروع ويقوم بأعمال التصميم الهندسي لمعدات الطائرة في حين سيقوم الطرف الصيني بصنع نماذج تجريبية واختبارها.
في سياق متصل أفاد موقع صحيفة «Wall Street Journal» الأميركية بتخلي بكين عن إجراء مشاورات جديدة مع واشنطن حول المسائل التجارية العالقة، بعد إعلان الأخيرة فرض رسوم إضافية على الواردات الصينية.
وكتب الموقع، أنه كان من المخطط سابقاً أن يصل نائب رئيس مجلس الدولة الصيني (الحكومة الصينية)، لي كه تشيانغ، إلى واشنطن الأسبوع القادم، مضيفاً إنه كان من المتوقع أيضاً أن يصل قبل ذلك إلى الولايات المتحدة وفد صيني سيقوم بإعداد المشاورات حول المسائل التجارية.
إلى ذلك اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أن العقوبات الأميركية على الصين «مبادرة أحادية بحتة وإبتزاز اقتصادي لأغراض سياسية بغية تحقيق مطامع واشنطن وهي غير شرعية وفق القوانين الدولية».
وقال كوساتشوف عبر صفحته على «فيسبوك» أمس: إنه «وفق التقييم الصيني تشكل هذه العقوبات انتهاكاً صارخاً لمبادئ العلاقات الدولية وليس العلاقات الثنائية بين البلدين فقط ما يدل على أن بكين ترفض ادعاءات واشنطن بأنها تملك السلطة التي تسمح لها بمحاكمة ومعاقبة طرف ما في العالم».
بدوره أعلن عضو اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أوليغ ماروزوف أمس أن العقوبات الأميركية لن تجبر الصين على رفض التعاون مع روسيا في المجال الدفاعي وأن بكين لن تتخلى عن مصالحها الوطنية وقضاياها الأمنية.

وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن