الخبر الرئيسي

واشنطن: ما جرى في «سوتشي» خطوة بالاتجاه الصحيح … «هدوء حذر» في إدلب.. و«النصرة» تحضّر لإفشال الاتفاق

| إدلب- الوطن

تسابق «جبهة النصرة» ومظلتها «هيئة تحرير الشام» خطوات تنفيذ اتفاق «سوتشي» بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، حول إنشاء منطقة «منزوعة السلاح» في إدلب مع إقرار آليتها وترسيم حدودها الجغرافية، بالاستعداد لشن هجوم على مواقع الجيش العربي السوري في خطوط التماس وعلى مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة الموالية لأنقرة والمؤيدة للاتفاق، بهدف إفشال تطبيقه مع اقتراب موعد التنفيذ منتصف الشهر المقبل.
مصادر متقاطعة، أهلية ومعارضة مقربة من ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير»، أكبر تشكيل مسلح في إدلب أنشأته تركيا، قالت لـ«الوطن»: تشير المعلومات إلى أن «النصرة» اتخذت خلال اليومين الأخيرين تدابير هجومية على خطوط تماسها مع الجيش السوري والميليشيات المسلحة بعد أن كانت بغرض دفاعي، ما يؤكد أنها بصدد القيام بهجوم عسكري لإفشال «اتفاق سوتشي» بدليل مواقفها الأخيرة وتصرفاتها على الأرض من تلك الميليشيات.
وأوضحت المصادر أن «النصرة» استنفرت إرهابييها في جميع الطرق التي تربط مناطق إدلب ببعضها، وخصوصاً الطريق الممتد بين معبر باب الهوى على الحدود التركية وسراقب بريف المحافظة الجنوبي الشرقي، كما استقدمت تعزيزات إلى مواقعها جنوب شرق إدلب وفي بلدة كوباني بجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، على حين أزالت بعض السواتر الترابية وردمت خنادق في خطوط تماس المناطق التي تهيمن عليها بريف إدلب الجنوبي والمتاخمة لمناطق نفوذ «جيش العزة»، الذي يسيطر على مناطق بريف حماة الشمالي بعد أن أعلن تأييده للاتفاق.
وأضافت المصادر: إن إرهابيي «تحرير الشام» في بلدات الهبيط وجرجناز ومعرحرمة بريف إدلب الجنوبي راحوا يستفزون «الوطنية للتحرير»، التي باركت الاتفاق، للانقضاض عليها حيث شهد يوم أمس مقتل اثنين من عناصر الميليشيا بهجوم شنته الأولى على حاجز للأخيرة في الهبيط.
إلى ذلك، واصلت «النصرة» حشد مواقف مناصريها من فروع «القاعدة» في إدلب ضد الاتفاق، إذ سار تنظيم «جبهة أنصار الدين» على خطى شقيقه «حراس الدين» بإصدار بيان أمس أعلن فيه رفض الاتفاق الروسي التركي، واعتبار ما يحدث بمنزلة «معركة وجودية» تستدعي الوقوف مع «تحرير الشام» لمواجهة ما يحاك ضدها في المنطقة.
تأتي هذه التطورات وسط استمرار سيطرة الهدوء الحذر على المناطق التي يشملها اتفاق «خفض التصعيد» بريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، إذ لم تشهد محاورها منذ فجر أمس وحتى ساعة إعداد هذه المادة، سوى استهدافات نفذها الجيش العربي السوري برمايات مدفعية لمجموعات مسلحة من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي في قرية تل عثمان بريف حماة الشمالي، كانت تحاول التسلل باتجاه النقاط العسكرية في المنطقة.
إلى ذلك علقت المندوبة الدائمة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي إيجابياً على اتفاق «سوتشي» الأخير، وقالت في مقابلة تلفزيونية أمس: «أعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح»، مضيفة: «برأيي فإن أردوغان وبوتين التقيا كي يتخذا قراراً حول وقف إطلاق النار وعلينا التأكد من صموده، سنعرف ذلك في 15 من الشهر القادم، والعالم كله يراقب».
ورداً على سؤال عما إذا كانت تعتبر الاتفاق الروسي التركي انتصاراً للرئيس دونالد ترامب الذي حذر دمشق من «الهجوم المتهور على إدلب»، قالت: «لا أظن أنه انتصار ما دمنا لا نرى حدوث ذلك بالفعل، كان هدفنا هو ضمان ألا تستخدم في إدلب الأسلحة الكيميائية، بل وألا تجرى فيها أي عمليات قتالية بالمرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن