سورية

القائم بأعمال السفارة المصرية: القاهرة تدعم أي خطوة تمنع إراقة الدماء في سورية

| مازن جبور

أكد القائم بالأعمال في السفارة المصرية بدمشق، محمد ثروت سليم، أن بلاده تدعم أي خطوة من شأنها تخفيف الاحتقان ومنع إراقة الدماء في سورية، ولفت إلى أن التعاون بين البلدين موجود على جميع المستويات، مشدداً على أن مصر تؤكد على الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية.
وفي رده على سؤال «الوطن» حول موقف مصر من «اتفاق إدلب» الذي تم الإعلان عنه في مدينة سوتشي الروسية الأسبوع الماضي قال سليم: «نحن دائماً ندعم أي خطوة من شأنها تخفيف الاحتقان ومنع إراقة الدماء، فندعم كل الجهود سواء في إطار الأمم المتحدة كمسار جنيف أم أي مسار آخر».
وأضاف: «مصر تشارك بفعالية في جميع هذه المسارات سواء بمشاركة فعلية في الاجتماعات أم بالتنسيق مع الشركاء».
وأوضح سليم، أن «الجميع يعلم أن مصر علاقتها ممتازة مع جميع الأطراف ذات الصلة بالأزمة السورية، وهذا يسمح لنا بالمشاركة في الاجتماعات والمنتديات لحلها، ونؤكد على ثوابتنا في هذا الخصوص وأهمها الحل السلمي».
وبيّن القائم بالأعمال المصري، أن حديث القاهرة عن مؤسسات الدولة السورية «حديث ثابت ومستمر منذ بداية الأزمة»، وقال: «نحن كنا وما زلنا مع تحقيق طموحات الشعب السوري في إطار سلمي، وندعو جميع الأطراف إلى الحل السلمي، ومن أهم النقاط التي دائماً نتكلم عنها هي الحفاظ على مؤسسات الدولة، لأن هدمها لا يفيد أحداً، بل بالعكس، شاهدنا بعض الدول في المنطقة التي حدث فيها هدم لمؤسسات الدولة، كيف أنها لم تخرج من أزماتها حتى الآن».
وأضاف: «الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية أولوية ليست بجديدة بالنسبة لمصر، وموقفنا ثابت منذ أول الأزمة وحتى الآن، والعديد من الأطراف أدركت الآن أن الحل العسكري ليس ممكناً ومن الأفضل أن نلجأ إلى الحل السياسي، وهو ما يتوجه إليه الجميع حالياً بمن فيهم الأمم المتحدة والمنظمات والأجهزة الأخرى ذات الصلة بالأزمة السورية».
وأكد سليم، أن «التعاون السوري المصري موجود على كل المستويات، وهو جيد جداً، سواء على المستوى الاقتصادي أم الفني أم الثقافي».
وبالنسبة للعلاقات على المستوى السياسي، أوضح سليم، أن «السفارة المصرية موجودة في دمشق ولم تغلق أبوابها في سورية طوال سنوات الأزمة ولو ليوم واحد»، وأضاف: «نحن نعمل وننسق مع كل الجهات السورية، ومستوى العلاقات بين البلدين مرضٍ وسيشهد المزيد من التعاون في الفترات القادمة».
كلام القائم بالأعمال المصري جاء على هامش اجتماع عقده مع إدارة مركز البارودي للآثار وكادره التدريسي وطلابه، بحضور نائب رئيس جامعة دمشق، عصام خوري، ووجه خلاله دعوة رسمية من مصر لـلطلاب الأوائل في المركز البالغ عددهم 31 طالباً لزيارة تعليمية إلى مصر بهدف الاطلاع على الخبرات المصرية في ترميم الآثار والاستفادة منها في ترميم الآثار السورية التي دمرتها الحرب.
وقال: «لمركز البارودي دور مهم حالياً بعد الأزمة خصوصاً مع الدمار الهائل الذي أصاب الآثار السورية، ولقد قمت بزيارة للمركز واطلعت على دراستهم وأعمالهم فهم طلبة متفوقون ومجدون ينقصهم فقط الاحتكاك بالعالم الخارجي سواء على مستوى الوطن العربي أم على مستوى أوروبا والخارج».
وأشار إلى أنه «تحدث مع مدير المركز، ياسر الجابي، بخصوص الأوائل والمتفوقين في كلية هندسة العمارة وأرسل المركز اسم 31 متفوقاً ومتفوقة، وأرسلت السفارة المصرية بدمشق (رسالة) إلى القاهرة، وقرروا فوراً في مصر الموافقة على إعطاء فيزة الزيارة بما أن الهدف ثقافي والطلبة على مستوى عالٍ من التأهيل وأنجزنا الإجراءات بمصر».
وتابع: «قدمت اليوم كي أوجه دعوة رسمية لهم، ونتمنى أن تسفر الزيارة عن المزيد من النتائج الإيجابية».
وأكد سليم «حرص مصر على إتمام هذه الخطوة وأن تكون أول خطوة تكسر الجليد بين البلدين، لأنه خلال الأزمة توقفت الكثير من المشاريع المشابهة، فالمركز كان له أنشطة وتنسيق سنوي مع جامعات مصر لكن طول سنوات الأزمة السبع الفائتة لم تحصل أي أنشطة، لذلك فإن إعادة النشاط في هذا المستوى وبسرعة ستكون خطوة جيدة جداً، وستتطور إلى أن تعود العجلة بين دمشق والقاهرة للدوران في هذا المجال من جديد، وقد تشكل هذه الزيارة فرصة للمركز للتعاون مع جهات أخرى مصرية أو جهات غربية».

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن