الأخبار البارزة

ماذا ستجيب الحكومة على انتقادات العمال اليوم…؟… الأمين القطري المساعد لحزب البعث: الأوضاع السياسية والأمنية جيدة…القادري: لا تعاون مع الحكومة والأداء لا يرتقي إلى صمود شعبنا

 محمود الصالح : 

شكل اجتماع المجلس العام للاتحاد العام لنقابات العمال في دورته الثالثة خلال الجلسة الأولى التي عقدت أمس مكاشفة حقيقية لما تعانيه الطبقة العاملة كجزء من الشعب السوري بسبب هذه الحرب المجرمة التي تشنها قوى الشر والعدوان على الوطن وامتازت الطروحات التي قدمها ممثلو عمال سورية من جميع المحافظات السورية بالصراحة والوضوح والجرأة وتسمية الأمور بمسمياتها وبعد أن قدم رئيس الاتحاد العام جمال القادري تقريراً مفصلاً عن نشاطات المكتب التنفيذي خلال الفترة الماضية والأعمال النقابية بمختلف النواحي والإجراءات المتخذة في مجال تفعيل العمل النقابي وتحقيق الحضور المميز للعمل النقابي على المشهد السوري والعربي والدولي موضحاً بالأرقام ما أمكن تحقيقه من مكاسب عمالية وإنجازات لترك بصمة واضحة للعمال في هذه الأزمة.
تحدث أعضاء المجلس العام حسب رغبة كل عضو طلب الكلام والمداخلة حيث أكد رئيس اتحاد العمال في الحسكة على مشكلة تعاطي الحكومة مع موضوع الحبوب في المحافظة وطالب ألا تكتفي الحكومة بإعفاء وزير التموين ومدير عام الحبوب وإنما بمحاسبة كل من هم حولهما وتسببوا بمشكلة تسويق الحبوب في الحسكة التي لم تتجاوز 300 ألف طن من القمح في وقت يصل إنتاج المحافظة إلى ما يزيد على 700 ألف طن في هذا الموسم محذراً من تراجع الإنتاج في العام القادم إلى أقل من 200 ألف طن لو استمرت الحكومة بالتعاطي مع الحبوب في الحسكة كما تفعل الآن.
عامر جداري من طرطوس طالب بإعادة هيبة الدولة في هذه المحافظة وخاصة إلى عناصر شرطة المرور ومعالجة فلتان الأسعار وجشع التجار وطالب بإلغاء كل القرارات والتعليمات التي صدرت بتواقيع وزراء فاسدين وعدم العمل بها لأنها جاءت بدوافع شخصية فاسدة وتساءل أين الحكومة من مبقرة طرطوس التي تبلغ مساحتها 3000 دونم وتتسع لـ12 ألف بقرة حلوب وتمر فيها قناة دائمة للمياه؟ من المسؤول عن تركها مهملة دون استثمار، والموضوع لا يحتاج إلا لقرار جريء من الوزير المختص.
رئيس اتحاد عمال حمص سامي أمين طالب برفع نسبة تشغيل المعوقين من 4% إلى 6% من الملاك في المؤسسات العامة بسبب زيادة عدد المعوقين في المجتمع نتيجة الحرب، واتهم الحكومة بالتواطؤ مع أصحاب المطاحن الخاصة في حمص لتوقيف العمل في مطحنة تلكلخ ما رتب على الحكومة 580 مليون ليرة سورية أجور طحن الحبوب. ونقل معاناة عمال مبقرة حمص الذين تعاقدوا معها منذ عام 2010 وقاموا بحماية المبقرة والاستمرار في الإنتاج خلال السنوات الخمس الماضية وتوفير الحليب لمعمل الألبان بحمص والآن قامت الإدارة بإنهاء عقودهم ولولا هؤلاء العمال لما بقيت المنشأة وهم الذين دافعوا عنها واستمروا بالعمل والإنتاج. واتهم بعض الجهات بالمساهمة في تهريب الثروة الحيوانية إلى الدول المجاورة.
رئيس اتحاد عمال دمشق حسام إبراهيم قال: حديث الناس الآن هو موضوع ارتفاع أسعار الأدوية الذي يلاقي امتعاضاً كبيراً من جميع أوساط الشعب السوري لأنه غير منطقي وغير منصف وتساءل إبراهيم لمصلحة من تم رفع أسعار الدواء؟ حتى التجار ومصنعو الدواء لم يكونوا يحلمون بهذه النسبة من الزيادة التي تركت أثراً سيئاً جداً على كل الشعب وذكّر إبراهيم بقول الرئيس: «إن المواطن هو البوصلة التي يجب أن تعمل وفقها الحكومة»- فهل حقاً كان المواطن هو البوصلة في قرار رفع أسعار الدواء؟ وأكد إبراهيم أن قرار إعفاء وزيري التموين والشؤون كان له أثر إيجابي لدى الطبقة العاملة.
بلسم ناصر (عضو مجلس الاتحاد العام) استغربت أن يستمر الموظف بدفع ضرائب للخزينة تساوي ضريبة أكبر تاجر في البلاد واتهمت الحكومة بأنها تؤمن موتاً سريراً للمواطنين بالجوع فمن لم يمت بالحرب تتكفل الحكومة بموته جوعاً.
رئيس اتحاد عمال دير الزور طلال عليوي ناشد الجهات المعنية بنجدة أهالي دير الزور الذين يعانون من انعدام توافر أبسط مقومات الحياة.
نزار ديب من حمص أكد مشكلة مطحنة تل كلخ والتواطؤ في عرقلة إنجازها والقيام بالطحن لدى القطاع الخاص.
وتساءل ماذا تريد الحكومة من الشعب من كل ما تفعل؟
سابقاً كنا نسأل ماذا يريد المواطن من الحكومة اليوم السؤال أصبح معكوساً واتهم من يقف وراء رفع سعر الدواء بأنهم مافيا وتجار حرب، وأكد غياب الحكومة التام عما يجري في حمص حيث تعرضت 20 قرية فيها للحرائق ولم تكن هناك جاهزية لأي سيارة إطفاء في المحافظة، وأضاف: يجب أن نعرف مصلحة البلد في اختيار أي وزير وإذا كان الشعب هو من يحق له تعيين الحكومة فإننا نقول لكم أقيلوا هذه الحكومة وشكلوا حكومة أزمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
عمر حورية عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للعمال أكد على وجود تسرب لأكثر من 300 ألف عامل من العمل.
ووزير الصناعة يتباهى أن لديه 24 ألف عامل متسرب من الصناعة فقط.
رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال قادري أكد أنه لا يوجد أي تعاون مع الحكومة وأن توجيهات السيد الرئيس بخصوص العمال المؤمنين تم إجهاضها والأداء الحكومي لا يرتقي إلى صمود شعبنا والحقيقة أن توجهاتنا في اتجاه وعمل الحكومة في اتجاه آخر وأنا لست قادراً على تسويغ ارتفاع سعر الدواء لأي عامل يسألني.. وشدد القادري على ضرورة التعاون والتكاتف والصمود والتضحية لتجاوز هذه الأزمة لأن استمرار سورية يكون من خلال جميع مكوناتها والطبقة العاملة تشكل المكون الأبرز في هذه المكونات.
الأمين القطري المساعد هلال هلال أكد أن الأوضاع السياسية والأمنية جيدة في البلاد وأن اختيار قيادات نقابية ذات خبرة وكفاءة يأتي انطلاقاً من أهمية هذا القطاع وأشاد بصمود الطبقة العاملة خلال هذه الحرب وشدد على ضرورة التخلص من بعض حالات الترهل الذي أصاب العمل النقابي ووضح هلال أنه من الصعب اليوم تحديد هوية الاقتصاد كونه اقتصاد حرب أو اقتصاد الساعة. وما زالت الدولة تقوم بدورها الاجتماعي المطلوب وطالب بضرورة الإشارة إلى العمال الذين يقفون ضد الدولة وتعرية مواقفهم غير الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن