سورية

أهالي محردة.. سبع سنوات من الصمود وإرادة حياة

| وكالات

أكد أهالي محردة أنهم لن يغادروا مدينتهم ولن يتراجعوا عن قيمهم ومبادئهم الإنسانية والوطنية، وأنهم سيشاركوا مع باقي أبناء وطنهم في بنائه وإرجاعه أقوى مما كان سابقاً. وجاء في تقرير لوكالة «سانا»: كغيرها من المدن والقرى الصامدة في وجه الإرهاب بعزيمة أهلها وإيمانهم بأن ظلامية التكفير وعدوان التنظيمات الإرهابية زائل لا محالة.. سنوات سبع توالت على مدينة محردة عنوان أيامها صمود وإرادة حياة.
وأوضح التقرير، أن «المدينة الآمنة التي تفرد جناحيها بريف حماة الشمالي الغربي بالقرب من الحدود الإدارية لريف إدلب تلقّى صدرها الأعزل منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية أكثر من 900 صاروخ وقذيفة أودت بحياة المئات من أبنائها وألحقت أضراراً بالغة في الممتلكات العامة والخاصة».
ولفت إلى أنه «رغم كل هذا الإجرام والعدوان على المدنيين الآمنين يقرأ الزائر للمدينة في وجوه أهلها ملامح الصمود والثبات والتشبث بالأرض ومواصلة مسيرة الحياة بعزيمة وإصرار وثقة. عزيمة تتجلى في كل معانيها وأسمى صورها بشخصية شادي شهدا الذي فقد في الاعتداء الإرهابي الذي وقع في السابع من الشهر الجاري على محردة جميع أفراد أسرته المكونة من أمه وزوجته وأطفاله الثلاثة، ورغم الفاجعة التي ألمت به إلا أنها لم تفقده إرادة الحياة ولم تثنه عن المضي قدماً فيها حيث لا يزال مواظباً في ورشته التي تعنى بإصلاح الدراجات النارية».
وقال شهدا عن حادثة استشهاد أسرته: «عندما بدأت القذائف تسقط خبط عشواء على منازل الأهالي في المدينة هرعت متوجهاً إلى بيتي لأتفقد عائلتي وحدث ما توجست منه، حيث شاهدت كل أفراد أسرتي أشلاء مبعثرة في الشارع. لقد سقط صاروخ الكراهية والكفر أمام منزلي مباشرة بالتزامن مع وجود أمي وزوجتي وأطفالي الثلاثة. لقد استشهدوا جميعاً».
ولفت التقرير إلى قصة الأم لانا فراشة التي فجعت بطفلتيها لين وسيلينا 13 عاماً و5 أعوام اللتين استشهدتا بالاعتداء الإرهابي ذاته وبالحي نفسه، حيث قالت: إن «ابنتيها خرجتا بقصد شراء بعض اللوازم المدرسية قبل سقوط صاروخ الموت والدمار بدقيقة واحدة، مبينة أنها خلال تفقد ضحايا الصاروخ لم تتعرف في بداية الأمر على جثمانيهما بسبب تشوه ملامحهما وتقطع أوصالهما وآثار الدماء والغبار الكثيف ورائحة الموت والفوضى العارمة التي عمت المكان عقب الاعتداء الإرهابي». وأضاف التقرير: إن «الأمل والتطلع لغد مشرق يحدوها بعزيمة وهمة بواسل قواتنا المسلحة الذين تعقد عليهم آمال واسعة في تحرير كامل الوطن من براثن الإرهاب وإرساء الأمن والأمان والسلام في كل ربوع سورية ومشاركة أبناء الوطن بمختلف أطيافهم في إعادة الإعمار».
وأكدت بيان فرنسيس والدة الفتى إلياس جبيرة 14 عاماً الذي ارتقى شهيداً بالاعتداء الإرهابي على المدينة في ذلك اليوم الدامي، أن «اعتداءات الإرهابيين المتكررة على المدينة لم تؤثر على نهج أهلها في البذل والتضحية بل زاد من تحديهم وصمودهم في وجه الإرهاب ووقوفهم خلف جيشهم وقيادتهم لدحره وتطهير كل ثرى الوطن من رجسه».
وأشارت فرنسيس إلى أن هذا الاعتداء وغيره من الاعتداءات «لم تدفعنا إلى مغادرة مدينتنا أو التراجع عن قيمنا ومبادئنا الإنسانية والوطنية التي تربينا عليها بل تحثنا على أن نشارك مع باقي أبناء وطننا الشرفاء في بنائه وإرجاعه أقوى مما كان سابقاً».
واعتدت التنظيمات الإرهابية المتحصنة في بلدة اللطامنة شمال مدينة حماة في السابع من أيلول الجاري بعدد من القذائف على مدينة محردة ما تسبب باستشهاد 13 مدنياً جلهم من الأطفال وجرح 20 آخرين ووقوع أضرار مادية في عدد من المنازل والممتلكات العامة والخاصة.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن