سورية

ألقى كلمة سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وأكد أن تطهير كل أراضينا من الإرهاب والوجود الأجنبي حقٌ غير قابل للتفاوض … المعلم: عمل «اللجنة الدستورية» محصور بالدستور الحالي ولن نقبل أي تدخل

| وكالات

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، أن عزم الدولة السورية على تطهير كل الأراضي السورية من الإرهاب وأي وجود أجنبي غير شرعي هو واجب وحق غير قابل للتفاوض، مشدداً على أن عمل لجنة مناقشة الدستور الحالي المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، وولايتها محصورة بمناقشة مواد الدستور الحالي ويمكن للمبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا أن يكون ميسراً.
وألقى المعلم أمس كلمة سورية أمام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وقال بحسب وكالة «سانا»: بعد أكثر من سبع سنوات من هذه الحرب القذرة على بلادنا نعلن للعالم بأن الوضع على الأرض قد أمسى أكثر أمناً واستقراراً، وأن معركتنا ضد الإرهاب قد شارفت على الانتهاء بفضل بطولات وعزيمة وتكاتف الشعب والجيش ومساعدة الحلفاء والأصدقاء.
وأضاف: ورغم هذه الإنجازات فإننا عازمون على مواصلة هذه المعركة المقدسة حتى تطهير كل الأراضي السورية من رجس الإرهاب بمختلف مسمياته ومن أي وجود أجنبي غير شرعي غير عابئين بأي اعتداءات أو ضغوط خارجية أو أي أكاذيب وادعاءات جرى ويجري الترويج لها لثنينا عن هذا الهدف، لأن هذا الأمر واجب علينا وحق غير قابل للتفاوض تماماً مثلما حدث عندما اقتلعنا الإرهاب من معظم الأراضي السورية. وأكد المعلم، أن أهداف «التحالف الدولي» غير الشرعي تتماهى مع أهداف المجموعات الإرهابية، مشدداً على أن مجازر الأخير في سورية جميعها جرائم حرب موصوفة بموجب القانون الدولي، ومن جهة أخرى فقد قدم هذا التحالف دعماً عسكرياً مباشراً للإرهابيين مرات عدة في مواجهة الجيش السوري ولذلك فإن الاسم الأنسب لهذا التحالف هو «تحالف دعم الإرهاب وجرائم الحرب».
وحول عودة المهجرين، قال المعلم «بالفعل بدأنا نشهد عودة آلاف السوريين المهجرين في الخارج إلى سورية، وأضاف: إن عودة كل سوري تشكل أولوية بالنسبة للدولة السورية وأن الأبواب مفتوحة أمام جميع السوريين في الخارج للعودة الطوعية والآمنة، وأؤكد أن ما ينطبق على السوريين الموجودين داخل الوطن ينطبق على من هم خارجه والجميع تحت سقف القانون، كما أن الحكومة السورية بمساعدة مشكورة من روسيا لم ولن تألو جهداً من أجل مساعدة هؤلاء المهجرين على العودة وتوفير مقومات الحياة الأساسية لهم.
وبين، أن بعض الدول الغربية تقوم بعرقلة عودة هؤلاء المهجرين إلى بلادهم من خلال تخويفهم من العودة تحت ذرائع واهية وتسييس هذا الملف الإنساني البحت واستخدامه ورقة في تنفيذ أجنداتها السياسية والربط بين عودة المهجرين والعملية السياسية.
وأعاد المعلم التأكيد، أن الأولوية في المشاركة في برامج إعادة الإعمار هي للدول الصديقة التي وقفت إلى جانبنا في الحرب ضد الإرهاب، أما تلك الدول التي تربط مساهمتها بإعادة الإعمار بشروط وقيود مسبقة أو ما زالت تدعم الإرهاب فهي غير مدعوة وغير مرحب بها أساساً.
وأكد المعلم، حرص الدولة السورية على دفع المسار السياسي قدماً مع الحفاظ على ثوابتنا الوطنية، وقال: نحن نتعاطى بكل إيجابية مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي المتمثلة بتشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي، وأضاف: ونحن نؤكد في هذا الصدد على أن إطار عمل اللجنة وولايتها محصور بمناقشة مواد الدستور الحالي بحيث تتم هذه العملية بقيادة وملكية سورية ويمكن للمبعوث الخاص إلى سورية أن يكون ميسراً لأعمال اللجنة.
وشدد المعلم على أنه «لا يجب فرض أي شروط أو استنتاجات مسبقة بشأن عمل اللجنة والتوصيات التي يمكن أن تخرج بها فاللجنة سيدة نفسها وذلك انطلاقاً من قاعدة أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سوري سوري يقرره السوريون بأنفسهم وبالتالي فإننا لن نقبل بأي فكرة تشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية السورية أو قد تؤدي إلى ذلك، ونشدد على أن الكلمة الفصل تبقى للشعب السوري في أي أمر يتعلق بالدستور أو أي شأن سيادي آخر كما نعيد التأكيد على استعدادنا للعمل النشط مع الدول الصديقة لإطلاق عمل هذه اللجنة وفقا للأسس والمحددات التي ذكرتها آنفاً».
واعتبر المعلم، أن استخدام الأسلحة الكيميائية تحت أي ظرف كان وفي أي مكان أو زمان وضد أي كان أمر مدان ومرفوض كلياً ولذلك تخلصت سورية من أسلحتها الكيميائية بشكل كامل ونفذت كل التزاماتها تجاه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وهذا ما أكدته تقارير المنظمة مراراً وعلى الرغم من أن بعض الدول الغربية تحاول بشكل مستمر تسييس عمل المنظمة إلا أننا كنا دائماً نتعاون معها إلى أبعد الحدود.
وأضاف: «للأسف في كل مرة كنا نعلن فيها عن استعدادنا لاستقبال فرق تحقيق موضوعية ومهنية للتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية كانت تلك الدول (الغربية) تعرقل ذلك لأنها تدرك أن نتائج التحقيقات لن تتوافق مع الغايات والنوايا الخبيثة التي تبيتها لسورية، منتقداً تغاضي «الدول نفسها عن كل المعلومات الموثقة التي قدمناها حول امتلاك المجموعات الإرهابية أسلحة كيميائية وحول الحوادث التي استخدموا فيها هذه الأسلحة لتوجيه الاتهام للحكومة السورية وتبرير أي عدوان مبيت ضدها».
ولفت المعلم إلى أنه «وفي الوقت ذاته كانت الدول نفسها تتغاضى عن كل المعلومات الموثقة التي قدمناها حول امتلاك المجموعات الإرهابية أسلحة كيميائية وحول الحوادث التي استخدموا فيها هذه الأسلحة لتوجيه الاتهام للحكومة السورية وتبرير أي عدوان مبيت ضدها، وقد كانت الأداة الأساسية التي تم استخدامها في تضليل الرأي العام وفبركة جميع الادعاءات والروايات الكاذبة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية هي تنظيم «الخوذ البيضاء» الإرهابي الذي أنشأته المخابرات البريطانية تحت غطاء العمل الإنساني ولكن ثبت بالدليل أن أفراد هذا التنظيم هم ذراع «جبهة النصرة» التابع لتنظيم القاعدة وعلى الرغم من كل تلك الادعاءات فإننا عازمون على تحرير كل شبر من أرضنا غير آبهين برايات الإرهابيين السوداء ولا بمسرحيات خوذهم البيضاء».
وأشار المعلم إلى أن الولايات المتحدة وفي إطار استثمارها في الإرهاب وبهدف إطالة أمد الأزمة في سورية دأبت على إخراج إرهابيين من معتقل غوانتنامو وإرسالهم إلى سورية حيث أصبح هؤلاء الإرهابيون هم القادة الحقيقيون لتنظيم جبهة النصرة وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى أنه بالمقابل ما زال النظام التركي يدعم الإرهابيين في سورية، وعندما أخفق هؤلاء الإرهابيون في تحقيق أجندات النظام التركي انتقل هذا النظام إلى الاعتداء العسكري المباشر على العديد من المدن والبلدات في شمال سورية، إلا أن كل هذه الممارسات لن تثنينا عن حقنا وواجبنا في استعادة كل أراضينا وتطهيرها من الإرهابيين سواء بالعمليات العسكرية أو بالمصالحات المحلية.
وأعرب المعلم عن أمله بأن يؤدي «اتفاق إدلب» الذي كان حصيلة لمشاورات مكثفة بين سورية وروسيا «إلى تصفية «جبهة النصرة» وغيره من التنظيمات الإرهابية الأخرى بما يسهم في استكمال عملية القضاء على بقايا الإرهابيين على الأراضي السورية».
وأكد المعلم، أن «أي وجود أجنبي على الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية هو وجود غير شرعي ونعتبر أي قوات توجد على الأراضي السورية من دون طلب من الحكومة السورية بما في ذلك القوات الأميركية والفرنسية والتركية هي قوات احتلال وسيتم التعامل معها على هذا الأساس ولذلك عليها الانسحاب فوراً من دون قيد أو شرط».
وقال المعلم: إن «إسرائيل» ما زالت تحتل جزءاً غالياً من أرضنا في الجولان السوري (..) ولكن كما حررنا جنوب سورية من الإرهاب فإننا عازمون على استعادة الجولان السوري المحتل كاملاً حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967.
وجدد المعلم الدعوة إلى رفع الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، داعياً الجميع لأن يدرك بأن سورية بمساعدة حلفائها وأصدقائها ستنتصر في معركتها ضد الإرهاب وأنه يجب التعامل معها على هذا الأساس.
وختم المعلم كلمة سورية بالقول: لقد آن الأوان لأن يخرج البعض من حالة الانفصال عن الواقع وأن يتخلى عن آخر أوهامه ويرى الأمور بواقعية وعقلانية ويدرك بأنه لن يحصل بالسياسة على ما لم يحصل عليه بالحرب فنحن لم نتنازل في ذروة الحرب عن ثوابتنا الوطنية حتى نتنازل عنها اليوم ولكننا في الوقت ذاته نحمل رسالة سلام لشعوب العالم لأننا نريد السلام لشعبنا. نحن لم نعتد على أحد ولم نتدخل في شؤون أي دولة ولم نصدّر الإرهاب إلى أي مكان. كان لدينا دائماً أفضل العلاقات مع مختلف الدول واليوم إذ نواصل العمل لهزيمة الإرهاب فإننا ما زلنا نؤيد الحوار والتفاهم المشترك بما يخدم مصالح شعبنا ويجلب الأمن والاستقرار والازدهار للجميع».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن