ثقافة وفن

مهرجان الحسكة المسرحي الخاص بمسرح الطفل

| الحسكة – دحام السلطان

اختتمت الدورة السادسة لمهرجان الحسكة المسرحي الذي أقيم برعاية وزير الثقافة محمد الأحمد، واستضافته خشبة المركز الثقافي العربي بمدينة الحسكة على مدار أيام الأسبوع الماضي، والذي تقيمه سنوياً مديرية المسارح والموسيقا بوزارة الثقافة، وتناول في عروضه المسرحية طوال أيام المهرجان لهذا العام مسرح الطفل كحالة خصوصية بمعناها النوعي الذي يهدف إلى تقديم الفن الهادف للطفل بأجمل الصور.
وأوضح معاون مدير الثقافة في الحسكة عبد الرحمن السيّد في حديث لـ «الوطن»: إن ما ميّز المهرجانات المسرحية هو استمرارية وجودها وحضورها طوال فترة الأزمة الراهنة على البلاد، وفي هذه الدورة من المهرجان، الذي تناولت العروض المسرحية فيه موضوع «الطفل» على اعتباره الشريحة الأكثر تضرراً عن سواها بفعل الأزمة، ومن هنا جاء دور وزارة الثقافة عبر مؤسساتها الفكرية في تعزيز وتحفيز وتشجيع ثقافة المهتمين والكتّاب والمبدعين على الاهتمام في هذا الجانب وإيلائه الأهمية القصوى للاهتمام بالطفل وتعزيز الحالة الثقافية لديه من خلال تنمية مواهبه وتعزيز قدراته وتكريس حالة البراءة لديه.
وبيّن السيّد: إن الحالة الثقافية لم تتوقف حركة الدوران فيها خلال فترة الأزمة الراهنة، لافتاً: إلى أن الأنشطة الفنية والثقافية المتنوّعة التي تم تنفيذها ضمن اهتمام وزارة الثقافة بالطفل، ولاسيما الذي يتعلق منها بافتتاح «الأندية الصيفية» ومشروع «مهارات الحياة» الذي أقيم بالتعاون مع منظمة الطفولة العالمية «اليونيسف»، إضافة إلى الاهتمام بجميع الأنشطة الطفولية، وفق برامج عروض السينما والمسرح المختلفة الخاصة بالأطفال والمعارض الفنية والأنشطة الغنائية الترويحية.
وقال مدير المهرجان ومدير المسرح القومي في الحسكة الفنان والمخرج المسرحي إسماعيل خلف: إن الدورة السادسة لمهرجان الحسكة جاء استكمالاً لمشروعنا الفني الذي راهنا عليه منذ بداية هذه الحرب على سورية، وهو أن يكون للفن كلمته، لإيماننا بأن الفعل الثقافي والفني جزء لا يتجزأ من أي فعل اجتماعي آخر.
وتابع الخلف: كما يشتهي أطفالنا الطالعون من ربيع الوطن التحليق على غيوم تشرين النقية، فكانت دورة هذا العام عنواناً لطفولة سورية، حيث تخصصت بعروض فنية تناولت الأطفال وقُدمت فيها مسرحيات «حكاية ملونة والزائر الغريب وبيتنا الجميل والأجوف وهذه بلادي».
وأشار مدير المهرجان إلى أن مجموعة المحاضرات الثقافية تناولت جميعها دور المؤسسات الثقافية في رعاية مسرح الطفل وتجربة ربيع مسرح الطفل في مديرية المسارح والموسيقا، من خلال توظيف الموروث الشعبي في عروض الأطفال وتجربة منظمة طلائع البعث في مسرح الطفل.
وأضاف الخلف: إنه خلال افتتاحية أيام المهرجان تم تكريم الفنان المسرحي «عبد اللـه الزاهد» الذي أمضى ثلاثين عاماً على خشبة المسرح، الذي قدّم من خلالها العديد من الأدوار المسرحية المتميزة وحصد فيها العديد من المراكز والجوائز التي استحقها الزاهد عن جدارة واستحقاق.
بدوره بيّن الفنان المسرحي عبدالله الزاهد عن تكريمه بأن لحظة التكريم كانت مناسبة سعيدة بالنسبة إليه وفرصة لحظتها رائعة. وقال الزاهد: عندما تشعر أن العرق الذي بذلناه على الخشبة لم يذهب سدى، فمسيرة ثلاثين عاماً قضيتها مع رفيق الدرب أستاذي إسماعيل خلف، الذي شاركته في بطولة أكثر من ثلاثين عرضاً مسرحياً، واليوم عندما تكرّمني مديرية المسارح والموسيقا فهذا يعني بث روح جديدة لدي لتقديم المزيد في عالم المسرح.
يُشار إلى أن العروض المسرحية التي جاءت تباعاً طوال أيام المهرجان الذي أغلقت الستارة على عروضه يوم الخميس الماضي وهي: «بيتنا الجميل والزائر الغريب والأجوف وهذه بلدي»، والتي جاء كل منها يحمل رسالة هادفة ومعبّرة استطاعت أن توصل الرسالة المناسبة بأجمل الإيحاءات والصور الفنية السلسة والمبسّطة، التي تقبّلها الطفل والأسرة في آن معاً، وقد لاقى جميعها الحضور والقبول والتناغم بين الخشبة والجمهور.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن